اللواء/ رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني منظمة الصحة العالمية الملآيين باليمن يواجهون المجاعة بسبب الحروب وكورونا. ولكن الأمل باق. الغذاء والتطبيب والدواء لايكفيان لسد الإحتياج للأطفال والكبار. ثلاثة أرباع اليمنيين يعتمدون على المساعدات الغذائية. لكن نقص التموين جعلهم أكثر عرضة للجوع. التاريخ أثبت فى مضخ الصراع يمكن منع المجاعة. لكن لابد من التصرف على وجه السرعة. كثرت ضحايا سوء التغذية. البلد يتجه نحو المجاعة لابد من تدخل دولى. توالى الهجمات العسكرية فى اليمن يرفع كل يوم سقف ضحايا الكارثة الإنسانية الأسوأ فى العالم. خراب يتمدد كل يوم الى مدن جديدة وآمال فى الحياة تُجهض بشكل مستمر أمام تنديد دولى بفظاعة الوضع فضلاً عن الأمراض الخطيرة كالكوليرا. الوضع اليوم يتجه نحو المجاعة حسب ما حذرت منه أوكسفام النزاع بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والحوثيين خلف كثيراً من المآسى نتيجة الأدوات المستعملة فى الحرب. ويمكن الوقوف عند الألغام الأرضية التى تسببت فى قتل وتشويه مئات المدنيين، وأدت الى تعطيل الحياة فى المناطق المتضررة كما يُرجح أن تشكل تهديداً للمدنيين بعد إنتهاء الصراع بفترة طويلة حسب تقرير هيومن رايتس واتش. يُشار الى أن اليمن طرف فى إتفاقية حظر الألغام. أكثر من 8 ملايين شخص على حافة المجاعة وحوالى مليون شخص يشتبه فى إصابتهم بالكوليرا. ترتبط هذه الأزمة مباشرة بالنزاع المسلح، وفق ما ذكرت المنظمة العالمية لحقوق الإنسان. تعانى مناطق عديدة فى اليمن بسبب الحرب من ندرة الغذاء. فضلاً عن قلة المواد الأساسية منها كالطحين والزيوت النباتية وغاز الطهى ما أدى الى إرتفاع أسعارها بشكل جنونى. منظمة أوكسفام أشارت الى أن سعر كيس من الأرز، فى الحديدة مثلاً إرتفع بنسبة 350 بالمائة فى حين زادت أثمنة القمح بنسبة 50 بالمائة وزيت الطهى بنسبة 40 بالمائة. المنظمة أشارت الى الوضع الذى ينحدر بشكل مطرد نحو المجاعة .تعانى المرأة بشكل خاص من النزاع المسلح فى اليمن. وحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان فقد زاد العنف ضدها بنسبة 63 بالمائة كما زادت معدلات الزواج القسرى والأطفال. فضلاً عن هذا تعانى اليمنيات تمييزاً شديداً فى القانون والممارسة حسب المنظمة إذ لا يجوز لها الزواج دون إذن ولى أمرها، ولا تتمتع بحقوق متساوية فى الطلاق أو الميراث أو حضانة الأطفال.غياب الحماية القانونية يجعل المرأة عُرضة للعنف الأسرى والجنسى. الأمم المتحدة تحذر مجدداً: اليمن على شفير المجاعة قال قائد فريق مكلف من قبل الأمم المتحدة إن المدنيين فى اليمن لا يتضرعون جوعاً بل يتم تجويعهم من قبل أطراف النزاع وبحسب الأمم المتحدة أن هناك مناطق فى اليمن لديها ظروف مشابهة للمجاعة للمرة الأولى منذ عامين. حذرت الأمم المتحدة الخميس (الثالث من ديسمبر/ كانون الأول) من أن سوء التغذية فى اليمن بلغ مستويات قياسية بات البلد معها على شفير المجاعة مجدداً، فى وقت يهدد فيه تفشى وباء كوفيد-19 ونقص المساعدات بالتسبب بتفاقم الوضع الإنسانى الكارثى بالأساس فى ظل حرب مدمرة. وجاء في بيان لبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة أن عدد الذين يعانون من سوء التغذية، وهو ثانى أعلى مستوى لإنعدام الأمن الغذائى فى اليمن سيزيد من 3,6 مليون شخص الى 5 مليون شخص فى النصف الأول من عام 2021. وأضاف البيان عادت جيوب مع ظروف مشابهة للمجاعة للمرة الأولى منذ عامين. وأشار البيان الى أن عدد الناس الذين يواجهون هذه الدرجة من انعدام الأمن الغذائى الكارثى قد يتضاعف ثلاث مرات تقريبا من 16500 حالياً ليصبح 47 الف شخص بين كانون الثانى/ يناير وحزيران/ يونيو 2021 وأكد المدير العام لبرنامج الأغذية العالمى ديفيد بيزلى أن الأرقام المقلقة يجب أن تكون بمثابة نداء إستيقاظ للعالم وقال بيزلى إن اليمن على شفير المجاعة وعلينا ألا ندير ظهورنا لملايين العائلات التى هى بأمس الحاجة الى المساعدات ويعيش نحو عشرة آلاف شخص من أصل 20 الفا فى ظروف شبيهة بالمجاعة فى محافظة الجوف شمال صنعاء بحسب التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى. ومن المتوقع أن يتضاعف هذا العدد تقريبا بحلول حزيران/ يونيو 2021 بينما قد يصل عدد الذين يعانون من ظروف قريبة من المجاعة الى نحو 12 ألف شخص فى عمران الواقعة شمال صنعاء و15500 فى حجة القريبة بنهاية النصف الأول من العام المقبل. من جهة أخرى أطلع فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة المعنى باليمن مجلس الأمن الدولى فى جلسة مغلقة الخميس على تقريره الثالث جائحة الإفلات من العقاب فى أرض معذبة عارضاً فيه بالتفصيل الإنتهاكات الجسيمة للقانون الدولى لحقوق الإنسان والقانون الإنسانى الدولى. وذكر فريق الخبراء الذى تم تكليفه إستقصاء الإنتهاكات والتجاوزات للقانون الدولى لحقوق الإنسان فى اليمن من ضمن الإنتهاكات المرتكبة فى هذا البلد التجويع كوسيلة من وسائل الحرب ومعوقات إيصال المساعدات الإنسانية مؤكداً أن ذلك يؤثر بشكل مدمر على المدنيين ويساهم فى حدوث أسوأ أزمة الإنسانية فى العالم وقال رئيس المجموعة كمال الجندوبى المدنيون فى اليمن لا يتضرعون جوعاً بل يتم تجويعهم من قبل أطراف النزاع وجمعت الأمم المتحدة من المانحين هذا العام 1,43 مليار دولار من أصل 3,2 مليارات دولار يحتاجها البلد الذى مزقته الحرب. وفى نهاية أيلول/سبتمبر الماضى ذكرت الأمم المتحدة أنّ نقص التمويل أدى الى وقف 15 من 41 برنامجاً إنسانياً رئيسياً فى اليمن. كما تراجعت نسبة توزيع المواد الغذائية وأوقفت الخدمات الصحية فى أكثر من 300 مرفق صحى. وأعلن المجلس النروجى للآجئين فى بيان أن مساعدات سريعة وسخية ودعم للإقتصاد ساهما فى 2018 فى منع حصول مجاعة مضيفاً أن اليمن بحاجة الى ضخ مساعدات مماثلة اليوم لمساعدة العائلات على البقاء على قيد الحياة