اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني رئيس الوزراء الإثيوبي آبى أحمد قال إن القوات الحكومية بسطت سيطرتها التامة الآن على عاصمة إقليم تيغراى الواقع شمالى البلاد. وكان الجيش قد دخل فى وقت سابق مدينة ميكيلى مع تصعيده لهجومه ضد جبهة تحرير شعب تيغراى. رئيس الوزراء الإثيوبى يمهل قادة الإقليم فرصة أخيرة للإستسلام بسلام وكان الصراع قد بدأ فى وقت سابق من هذا الشهر بعد أن أعلن آبى عن شن عملية عسكرية ضد جبهة تحرير شعب تيغراي، وهى الحزب الحاكم فى الإقليم، متهماً إياها بمهاجمة مقر القيادة الشمالية للجيش الأثيوبى فى ميكيلى. من الصعب التأكد من التفاصيل المتعلقة بالقتال بسبب قطع جميع وسائل الاتصال من هاتف ثابت وهاتف نقال وإنترنت مع إقليم تيغراي. لكن آبي قال في بيان له على تويتر إن الجيش فرض سيطرته التامة وإن هذا يمثل نهاية المرحلة الأخيرة (من هجوم الجيش) وقال آبي أحمد: يسرنى أن أشارككم الخبر بأننا أتممنا العمليات العسكرية فى منطقة تيغراى وأوقفناها وقال آبى إن الجيش أطلق سراح آلاف الجنود الذين إحتجزتهم جبهة تحرير شعب تيغراى وإنه يسيطر على المطار ومكاتب الإدارة الإقليمية مضيفاً أن العملية نُفذت مع العناية الواجبة للمواطنين وقال آبى: أمامنا الآن المهمة الحرجة الخاصة بإعادة بناء ما تم تدميره…و إعادة أولئك الذين فروا. وكان رئيس الوزراء الأثيوبى آبى أحمد قد قال فى إجتماع عقد الجمعة مع مبعوثى السلام الأفارقة إن المدنيين فى المنطقة ستتم حمايتهم. وقال زعيم جبهة تحرير شعب تيغراى لوكالة رويترز فى رسالة نصية إنهم عازمون على مواصلة القتال ضد قوات الحكومة الأثيوبية. وكانت الجبهة قد دعت فى وقت سابق الدول الى إدانة الهجوم. وقد قُتل المئات وشُرد الآلاف فى الصراع الدائر فى إقليم تيغراي. زعيم الإقليم يتعهد بمواصلة القتال ضد الحكومة المركزية الأمم المتحدة تحث السلطات الأثيوبية على ضمان حماية المدنيين. وكانت هناك مخاوف تتعلق بسلامة 500 الف نسمة يعيشون في المدينة. وكان زعيم جبهة تحرير شعب تيغراى دبرصيون جبرميكائيل قد أبلغ وكالة أنباء رويترز فى وقت سابق فى رسالة نصية بأن مدينة ميكيلى تتعرض لـ قصف عنيف وحث بيان منفصل صادر عن الجبهة، نقلته وكالة الأنباء الفرنسية المجتمع الدولى على إدانة الهجمات بالمدفعية والطائرات والمجازر التى يتم إرتكابها كما إتهمت الجبهة الحكومة الإريترية بالتورط فى الهجوم على ميكيلى. لكن لم يرد أى ذكر لمحادثات محتملة لوضع حد للقتال ولم يُسمح للمبعوثين بزيارة إقليم تيغراي. من جانبه، تعهد حزب جبهة تحرير شعب تيغراى، الذى يسيطر على ميكيلى بمواصلة القتال. وحذرت الأمم المتحدة من وقوع جرائم حرب محتملة إذا ما هاجم الجيش الأثيوبى مدينة ميكيلى. كما عبرت الأمم المتحدة عن قلقها من منع دخول العاملين فى مجال الإغاثة الإنسانية الى المنطقة. لكن السلطات الأثيوبية قالت الخميس الماضى إن طريقاً لدخول المساعدات الإنسانية سيتم فتحها تحت إشراف الحكومة مضيفةً بأنها ملتزمة بالعمل مع وكالات الأمم المتحدة.. من أجل حماية المدنيين وأولئك الذين يحتاجون للحماية وفر من أثيوبيا أكثر من 40 الف شخص منذ اندلاع الصراع. وبحسب لآجئين فإن القوات الأثيوبية إنتشرت الخميس على طول حدود إقليم تيغراى مع السودان حيث قامت بمنع الناس الهاربين من العنف من مغادرة البلاد. وتقول (آن سوى) موفدة بى بى سى الموجودة على الجانب السودانى من الحدود إنها رأت إثنى عشر فرداً على الأقل من عناصر الجيش الأثيوبى وهو ما أدى الى إنخفاض ملحوظ فى عدد الأشخاص الذين يعبرون الحدود الى السودان. وقال فيليبو غراندى المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللآجئين خلال زيارة له الى مخيم أم راكوبا فى السودان للآجئين الفارين من مناطق القتال فى تيغراى إن السودان يحتاج الى 150 مليون دولار على شكل مساعدات لاستيعاب تدفق اللآجئين على أراضيه. وقال غراندى: يحتاج السودان الى 150 مليون دولار خلال ستة أشهر من أجل توفير المياه والمأوى والخدمات الصحية لهؤلاء اللآجئين يعتقد بأن تعداد مقاتلى جبهة تحرير شعب تيغراى الذين تم استقطابهم من وحدة شبه عسكرية ومن ميليشيا محلية جيدة التدريب يبلغ حوالى 250 الف مقاتل. ويتخوف بعض المحللين من أن يتحول الوضع الى حرب عصابات- مع إستمرار جبهة تحرير شعب تيغراى فى شن هجمات على القوات الحكومية حتى لو سيطرت على ميكيلي. وكان زعيم الجبهة دبرصيون جبرميكائيل قد قال إن قوات تيغراى مستعدة للموت دفاعاً عن حقنا فى إدارة منطقتنا ونقلت رويترز عن مصدر دبلوماسى قوله إن جبهة تحرير شعب تيغراى حشدت الكثير من الأشخاص فى ميكيلى. وهم يقومون بحفر الخنادق وكل واحد منهم مسلح ببندقية (إيه كى-47) وتبدي منظمات إغاثة تخوفها من أن يتسبب الصراع الدائر فى الإقليم بأزمة إنسانية ويزعزع إستقرار منطقة القرن الإفريقى برمتها. وإتهمت مفوضية حقوق الإنسان المعينة من قبل الدولة فى أثيوبيا منظمة شبابية فى تيغراى بالوقوف وراء مجزرة إرتكبت فى وقت سابق من هذا الشهر راح ضحيتها أكثر من 600 مدنى من غير عرقية التيغراى فى بلدة (ماى-كادرا) لكن جبهة تحرير شعب تيغراى نفت تورطها فى الحادث.