اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والأخير الأمني ومكافحة الإرهاب باب المندب مضيق لا تتراجع أهميته عبر التاريخ إنه باب الدموع. لأن مضيق باب المندب يمثل البوابة الجنوبية للبحر الأحمر أحد أهم البحار من الناحية التجارية والإستراتيجية منذ قدم التاريخ، بدأ الصراع للسيطرة عليه وتأمين عبور السفن فيه منذ أقدم العهود، بداية من مصر القديمة (الفرعونية) ومروراً بالإمبراطوريات المتعاقبة وحتى القوى العظمى والإقليمية فى عصرنا الحاضر. كلمة المندب فى اللغة العربية تعنى البكاء والنواح على الميت ولذلك تُحكى حول سبب تسميته بباب المندب حكايات كثيرة منها ما يُقال أن أمهات الأفارقة على الجانب الغربى كن يقفن ينحن على أولادهن الذين أخذهم العرب عبيداً، الى الشاطئ الآخر من المضيق. وفقاً للقانون الدولى فإن المياه الإقليمية لأى دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلاً بحريا (حوالى 22 كيلومتر) الى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعاً ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول هى اليمن وجيبوتى وإريتريا حيث يبلغ عرضه حوالى 30 كيلومتر بين رأس باب المندب شرقاً ورأس سيان غرباً. رغم أهميته الإستراتيجية منذ القدم إزداد مضيق باب المندب أهمية بعد إفتتاح قناة السويس فى عام 1869 حيث أصبح الطريق الرئيسى للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلاً عن طريق رأس الرجاء الصالح. وتعبر المضيق حالياً من الجنوب للشمال والشمال للجنوب نحو 21 الف قطعة بحرية سنويا. قبل تهديد الحوثيين لأمن باب المندب كان هناك القراصنة الصوماليون الذين ظهروا بقوة عام 2008 حيث بدأوا فى مهاجمة السفن العملاقة فى منطقة القرن الإفريقى مهددين الملاحة فى باب المندب. غير أن التدخل الدولى جعل القرصنة تتراجع تماماً منذ عام 2012. لا شك أن الإقتصاد العالمى يتأثر بأمن المضيق لكن بالنسبة لدول الخليج العربية فإن أمن باب المندب أهميته مزدوجة فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتى من الحوثيين المدعومين إيرانياً. وعندما هاجم الحوثيون ناقلتى نفط سعوديتين أعلنت السعودية (الأربعاء 25/7/2018) وقفاً مؤقتاً لمرور نفطها فى باب المندب. وإرتفعت أسعار النفط عالميا. أصاب ناقلة يونانية.. التحالف العربى يعلن إحباط عمل إرهابى أعلن التحالف العربى بقيادة السعودية مساء الأربعاء إحباط عمل إرهابى يستهدف الملاحة فى البحر الأحمر بينما أكدت مصادر غربية أن ناقلة تشغلها اليونان أصيبت بلغم. قال بيان صادر عن التحالف العربى الذى تقوده السعودية فى اليمن نشرته وسائل إعلام سعودية الأربعاء (25 نوفمبر/ تشرين الثانى 2020) إنه تم تدمير زورق مفخخ وإحباط عمل إرهابى يستهدف الملاحة جنوب البحر الأحمر وأفاد البيان بأن هناك أضراراً طفيفة بسفينة تجارية جراء شظايا الزورق المفخخ الذى تم تدميره مشيراً الى أن الأعمال العدائية لميليشيا الحوثى تهدد خطوط الملاحة والتجارة العالمية من جانبها قالت شركة أمبرى البريطانية للأمن البحرى فى وقت سابق إن ناقلة تشغلها اليونان أُصيبت بلغم فى مرفأ سعودى بالبحر الأحمر شمالى الحدود اليمنية مباشرة الأمر الذي ألحق أضراراً بهيكلها. وبشكل متكرر، أعلن التحالف العربى تدمير زوارق وطائرات مسيرة تابعة للحوثيين فى السعودية والبحر الأحمر، بينما يعلن الحوثيون من جهتهم هجمات مستمرة على السفن فى هذه المنطقة. ولم تعلّق جماعة أنصار الله الحوثية على الخبر، لكنها أكدت الأربعاء بشكل رسمى الموافقة على صيانة ناقلة صافر النفطية على البحر الأحمر غربى البلاد وفق ما نقلت وكالة الأنباء سبأ الناطقة باسم الجماعة. وأوضح المصدر أنه بعد نقاشات فنية بين فريق الجماعة الإستشارى الخاص بالخزان العائم صافر ومكتب المبعوث الأممى الى اليمن مارتن غريفيث وفريق مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع تم التوصل الى إتفاق بشأن الصيانة العاجلة والتقييم الشامل للخزان وترسو الناقلة المتهالكة قبالة ميناء الحديدة فى اليمن الذى يسيطر عليه الحوثيون، وتحوى أكثر من 1.1 مليون برميل نفط يُخشى تسربها فى البحر، بسبب عدم صيانتها منذ بدء الحرب ما أدى الى مخاوف من وقوع أسوأ كارثة بيئية فى العالم.