الإسلام يحقق الأمن والاستقرار النفسي والمجتمعي ويرفع الفرد إلى حالة عالية من التصالح مع الذات والانسجام مع الآخرين ومن ثم يساهم هذا الفرد الملتزم بدينه في رفع لواء السلام ونشر الوئام ولو تأملنا في أحوال البشر على تنوع أعراقهم وتعدد ثقافاتهم، لوجدنا أن كل ذي فطرة سوية يرغب في السلام ويسعى إليه، فمن ذا الذي يحب الحروب ويعشق الهدم والخراب؟ إلا من طمس الله على بصيرته فأعماه حقده وهبط به هواه إلى درك من الحيوانية فغدا لا يرى في البشر إلا فرائس عليه أن ينقض عليها ويهدر دماءها وحقوقها. ولا شك أن الإسلام يرفع أفراده في مدارج العلا الإنساني ويهذب أنفسهم ويزكيها لتصل إلى توازن داخلي يحقق لها الطمأنينة، وينير العقل بالوحي فيبتعد عن الشبهات ويتنقى من الملوثات الفكرية، ويعالج أدواء القلوب وآفاته بالآيات والتذكير حينا وبالتربية والقدوة أحيانا فإذا بالمسلم بعد كل هذه الجولات والمدد النوراني على نفسه وعقله وقلبه يغدو في حالة رفيعة وقد تحققت له الصحة النفسية والاستقرار العاطفي والاستنارة العقلية والسمو الروحي فيحيا في سلام عميق مع نفسه ومع الآخرين.