عاث في الأرض فساداً دون شفقة أو رحمة,فكم من أطفال يتمهم ونسوة رملهم,وزوجة حولها لثكلي,وكم من أسرة دمرها,كم أبكى الضاحكين,وفرق بين الأحبة والأصدقاء,فجع الناس في أحبائهم وأقرب المقربين إليهم. • لم يترك كوخاً ولا قصراً إلا دخله,لم يخش رئيس وزراء بريطانيا,ولا ترامب الذي خوف العالم,بل أصابهم وألزمهم الفراش,خافوا منه ولم يخف منهم ولا من إمبراطوريتهم,لم يترك بلداً إلا واقتحمه مهما كان بأسه وشدته,غزا الصين وأمريكا وروسيا وأوربا وألزمهم أوامره,وأخضعهم لقانونه. • لم يترك شاباً ولا شيخاً هرما إلا وأصابه,فرق بين الابن وأبيه حتى في لحظات الوفاة,لم يستطيع الابن أن يلقي نظرة الوداع علي أقرب الناس إليه الذين اجتاحهم هذا الجبار. • حرم المصلين من مساجدهم ومن الجمع والجماعات,وحرم المسيحيين من كنائسهم,وحرم الأندية من جماهيرها فجعل الحياة باهته . • حصد من الأطباء والأطقم الطبية ما لم تحصده الحروب,رزق عشرات الآلاف بالشهادة في سبيل الله دون قتال ولا دماء ولا رصاص,أوقف حركة الطيران,ودمر السياحة والتجارة العالمية,جعل للأطباء والعلماء قيمة فوق قيمتهم وجعل الأعين كلها تتجه صوبهم في انتظار حسمهم للمعركة وهزيمة هذا الجبار الذي أصاب 50 مليوناً وقتل في يوم واحد في أمريكا ألفي مواطن. • ولكن نهاية هذا الجبار جاءت علي يد عالمين عظيمين مسلمين من أصل تركي وجنسية ألمانية وهما البروفيسور أوغور شاهين”55 عاماً”المدير التنفيذي لشركة التكنولوجيا الحكومية الألمانية”بيونتيك”وزوجته وزميلته د/أوزليم”53 عاماً”. • وقد اختبر اللقاح الجديد علي 43.500 في ستة بلدان وحقق نسبة نجاح تقارب 90% ولا توجد حتى الآن تحفظات صحية علي مفعوله. • واعتبر يوم الإعلان عن اللقاح الجديد من الشركة وشركة فايزر الأمريكية العملاقة التي رعت الأبحاث حتى خرجت إلي النور”يوماً عظيماً للعلم والإنسانية”لأنها استطاعت هزيمة هذا الفيروس الجبار الذي فرض العزلة علي الناس ودمر الاقتصاديات العالمية. • وقد أسس د/شاهين هذه الشركة العملاقة مع زوجته وأستاذه السابق البروفيسور كريستوف هوبر الخبير النمساوي في مرض السرطان,ويعمل بها1300 عالماً وموظفاً من 60 دولة نصفهم من النساء,أما العلماء الذين ساعدوا الزوجين في هذا العمل العملاق فيصل عددهم إلي 400 باحثاً. • ويعد هذا اللقاح أقوى من عشرة لقاحات تم تجريبها علي مستوي العالم كما أن العالم لم يشهد تقدماً وسرعة في إنتاج لقاح بمثل هذه السرعة,فعادة ما تستغرق اللقاحات من 7-8 سنوات,وقد حصل الفريق الذي عمل علي أنتاج اللقاح بلقب”مشروع سرعة الضوء”. • وقد لعبت الصدفة الدور الأكبر في اكتشاف هذا اللقاح مثلما لعبت الصدفة الدور الأكبر في اكتشاف الفياجرا كأول علاج في العالم أنقذ ملايين البشر من مرض العجز الجنسي,وكما أن الفياجرا أربحت شركة فايزر المليارات من علاج بسيط كانت تجري تجاربه علي مرضى القلب فاكتشف الباحثون أنه يعالج القصور الجنسي فتحولت الأبحاث إليه. • ونفس الأمر حدث مع هذا اللقاح فالبروفيسور شاهين وزوجته وشركته كانا يجريان الأبحاث بدعم من شركة فايزر علي استخدام جزئيات الحمض النووي RNA لتحفيز أنتاج بروتينات معينة في الخلية تساعد الجهاز المناعي علي مهاجمة الخلايا السرطانية. • فلما فجرت كورونا في البشرية قام د/شاهين وزوجته ومساعديهما بتعديل الأبحاث لكي تهاجم فيروس كورونا بدلاً من الخلايا السرطانية,ووجدوا أن هذه الفكرة صائبة وذلك بخداع الجهاز المناعي ببروتينات فيروسية تولد الأجسام المضادة التي تهاجم الفيروس وتدمره,ووجدوا أن المصل الجديد يحقق وقاية للإنسان من الكورونا خلال 28 يوماً. • حانت لحظة الانتصار للعلم والإنسانية كما انتصروا من قبل علي فيروس شلل الأطفال والالتهاب الكبدي,والبلهارسيا,والكوليرا. • ولك أن تتأمل حياة البروفيسور شاهين وزوجته فكلاهما ولد لأبوين تركيين مهاجرين,وكيف كان يقضي في المختبر حتى ساعة متأخرة من الليل ويعود لمنزله بدراجة رغم امتلاكه لـ 28% من أسهم شركة عملاقة تقدر بالملايين وزادت أسهمها عشرات المرات,حتى في يوم زفافه قضي بالمعمل عدة ساعات. • الصدفة لا تأتي للكسالى ولا الجهلة,تأتي لأهلها الذين يصلون الليل بالنهار من أجل العلم. • تري لو ظل شاهين وزوجته في بلادهما الأصلية هل كان سيصلان إلي ما وصلا إليه,ولو ذهبا لاجئين إلي أي دولة من العالم الثالث مثلاً هل كانا سينجزان مثل هذا الانجاز,ولك أن تتأمل شركة د/شاهين كيف يعمل فيها علماء من 60 دولة دون خوف أو وجل أو حذر منهم أو اتهام بتهديد الأمن القومي. • لو لجأ شاهين ووالديه إلي دولة من دول العالم الثالث لكان همه فقط كيف يجدد الإقامة سنوياَ أما أن يحصل علي الجنسية فهذا محال حتى لو كان أرقي من هذه الدولة بكثير. • سلام علي العلماء وتحية لشاهين وزوجته ومبروك مقدماً لهما جائزة نوبل في الطب,عن جدارة واستحقاق.