اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والأخير الأمني ومكافحة الإرهاب تجسست وكالات الأنباء الألمانية والأمريكية على نحو مائة وعشرون دولة فى العالم لعقود خلال الحرب البادرة. فجمعت المعلومات والأموال بشركة واحدة. وكالات الإعلام السويسرية والألمانية والأمريكية كشفت عن واحدة من أضخم عمليات التجسس فى العالم. ووصلت معلومات من دول عربية وغربية حول عمليات إغتيال ومحادثات مختلفة. كيف وصلت وكالاتى (CIA و BND ) بمعلومات من إيران والسعودية ولبنان والأردن وسوريا. لماذا لم تمنع وكالتى الإستخبارات عمليات الإغتيال التى كانت تحصل خلال الحرب الباردة؟. الى أى مدى التجسس مستمر على ذات المنوال؟. (عملية روبيكون بالألمانية:( Operation Rubikon سميت حتى أواخر الثمانينيات Operation Thesaurus) ) هى عملية إستخبارات مشتركة بين جهاز المخابرات الإتحادى لألمانيا الغربية (لاحقًا المانيا الموحدة( ووكالة الإستخبارات المركزية للولايات المتحدة، سيطر جهازا الإستخبارات سراً على شركة سويسرية رائدة فى صنع معدات التشفير وهى شركة كريبتو أيه جى Crypto A.G التى كانت من بين الشركات الرائدة فى هذا المجال فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. بعد أن بيعت سراً لجهازى الإستخبارات فى 4 يونيو 1970 أصبحت الشركة تحت سيطرة جهازى الإستخبارات الألمانى والأمريكى وتلاعب الطرفان بالأجهزة المباعة للدول المستهدفة بالتجسس. إستمر العمل الألمانى الأمريكى المشترك فى العملية من 1970 الى 1993 إذ باعت دائرة الإستخبارات الإتحادية الألمانية حصتها فى الشركة فى 1993 وباعت وكالة الإستخبارات المركزية حصتها فى 2018. تمكن جهازا المخابرات من التنصت على الإتصالات المشفرة لدول أخرى بما فيها دول فى حلف الناتو والإتحاد الأوروبى فى وثائق تابعة لجهاز الإستخبارات المركزية الأمريكى سُربت عام 2020، وُصفت العملية بأنها أكبر إنقلاب إستخباراتى فى القرن العشرين وأشير الى الشركة السويسرية فى الوثائق الأمريكية بإسم مينيرفا Minerva بالإنجليزية. وفقًا لتحقيقات عدد من المؤسسات الإعلامية التى كشفت تفاصيل العملية فى 2020 لم يكن الإتحاد السوفيتى والصين من بين عملاء الشركة السويسرية لكن جهازى الإستخبارات إستطاعا جمع معلومات هامة من مراسلات دول أخرى مع الدولتين الشيوعيتين التحقيق الذى أجرته عدة مؤسسات إعلامية غربية بعد تسريب الوثائق السرية لها أفاد بعدم شمول التجسس الألمانى الأمريكى إسرائيل والسويد وبريطانيا وسويسرا. أصبحت هذه العملية فضيحة كبرى!. حيث لم تصدر أية تصريحات رسمية عن هذه العملية. والسؤال كم عدد الضحايا. بالأخص ما حدث بالأرجنتين عام 1982 وتعلم هذه الإستخبارات عن الديكتاتوريات العالمية. ماذا أعطى لبريطانيا من معلومات؟. وتحمل الدولتين مسئولية إخفاء معلومات لمحاربة الإضطهاد والتعذيب من الديكتاتورية فى العالم. من حق أهل الضحايا طلب تعويضات. حيث عمليات إغتيالات تفجيرات قتل قامت بها أنظمة وديكتاتوريات حول العالم. أجهزة الإستخبارات الألمانية والأمريكية على علم بها وأخفتها. أصبح العالم غير آمن. التجسس بلغ الى حد الوصول الى مكتب المستشارة ميركل عام 2013. وأصبحت عمليات التشفير أكثر دقة وأصعب فكاً. وتعددت الشركات فى هذا المجال. الكيان الغاصب الإسرائيلى السويد بريطانيا سويسرا دول محمية على نظام تجسسها. فى عالم التجسس لايوجد أصدقاء. دول تنتهك أجهزتها كيف حال المواطن الآمن؟. التجسس أصبح على الدول والشركات والأفراد!. إنها حروب وراء الكواليس!. الإبتكار فى مجال التجسس لم يعد حكراً على الحكومات لكن توجد العديد من الشركات تتنافس على وسائل الحماية. إزدادت الشكوك ويجبر الضحايا بالتعويضات.