متابعة : ممدوح السنبسي
انتشار وباء” كورونا لابد وأنه أرهق جميع المنظومات الصحية، حتى العملاقة منها. فماذا سوف يفعل انتشار الفيرس في ظل بلاد لا تتمتع بمنظومة صحية قوية مثل فلسطين؟
منذ أيام قليلة قال معاونون بوزيرة الصحة الفلسطينية ، الدكتورة مي الكيلة ، إن دخول صائب عريقات إلى مستشفى في القدس المحتلة جاء بناء على طلب الحكومة الفلسطينية. وبما أن عريقات كان بحاجة إلى رعاية صحية متطورة متوفرة فقط في المستشفيات الإسرائيلية ، فقد وافقت أسرته على دخول المستشفى. واعترف وصرح مساعدو الوزيرةبأن الخطوة تمت بموافقة رام الله ، وتم تسهيلها بفضل أجهزة التنسيق المباشر بين الطرفين. إضافة إلى ذلك ، قال الكيلة إن وزارة الصحة الفلسطينية كان من دواعي سرورها السماح بعلاج طبي متطور لكل مواطن فلسطيني، مثل العلاج الذي يخضع له عريقات حاليًا
ولعلنا نعرف بأن ذلك لكي يحدث لابد وأن يسبقه تنسيق قوي مع اسرائيل، سواء أمنيا أو صحيًا واقتصاديًا. وبما أن السلطة الفلسطينية قد وافقت على نقل أحد أركانها إلى مشفى اسرائيلي فهذا يعبر عن مدى التنسيق الذي تشهده المرحلة الحالية
كان قد أعلن مستشفى “هداسا عين كارم” الإسرائيلي في القدس تدهور صحة أمين سر “منظمة التحرير الفلسطينية” صائب عريقات الذي أصيب مؤخرا بفيروس كورونا، واصفا حالته بأنها “حرجة”
وقال المستشفى في بيان “قضى السيد عريقات ليلة هادئة ولكن طرأ هذا الصباح تدهور في حالته يصنف بأنه حرج، سبّب ضيق تنفس”. وأضاف أنه “تم إنعاشه وتنويمه”
عريقات يبلغ من العُمر 65 عاما، مُصاب بتليّف رئوي، خضع لعمليّة زرع رئة في مستشفى بالولايات المتحدة عام 2017 قبل استئناف أنشطته، وحالة كحالته هذه ما كان لها أن يتم إنعاشها إلا بواسطة الأجهزة المتطورة التي تملكها المستشفيات الاسرائيلية
كانت “منظمة التحرير الفلسطينية” لفتت في بيان مقتضب إلى أن نقله للعلاج تم “بسبب المشاكل الصحية المزمنة في جهازه التنفسي” ولما يتطلبه وضعه من رعاية ورقابة طبية خاصة. وأكدت دائرة شؤون المفاوضات في تغريدة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر نقل عريقات إلى مستشفى “هداسا في القدس”
وأشار المستشفى المذكور في بيان إلى أن عريقات “وصل في حال خطيرة تستدعي مساعدة وكميات كبيرة من الأكسجين”، لافتا إلى أن “وضعه في الساعات الأخيرة كان خطيرا ولكنه مستقر”
هذا وقد سجلت الضفة الغربية المحتلة حتى الأحد الماضي 42,490 إصابة بالفيروس، و381 وفاة.
لذا فالسلطة الفلسطينية تعرف جيدًا أنها في حاجة مُلحة لاستخدام المستشفيات الاسرائيلية حتى لا يصبح الوضع مأساوي في ظل هذا الفيرس اللعين. ولهذا لم تمانع في نقل” العريقات” إلى المشفى في القدس المحتلة.