من المؤكد تاريخيا أن كرة القدم سميت بهذا الإسم بسبب عدم قدرة الفقراء في انجلترا (منشأ الكرة) علي ممارسة لعبة البولو التي كانت مخصصة للأمراء فقط من فوق الخيول، و بمرور السنوات إنتشرت اللعبة في كل أرجاء المعمورة فأصبحت اليوم ساحرة مستديرة تبهر الصغير قبل الكبير و تدهش الفقير قبل الغني.
و قد رأي البعض أن الجماهير هي اللاعب رقم ١٢ في ملعب المباراة. و غالبا هي الداعم الرئيسي في تغيير نتائج المباريات لصالح فريقها. ولكني أرى في الجماهير عنصرا حيويا هاما في معادلة اي مباراة، وهي من ترجح كفةالنصر إذا تساوي الخصمان في الملعب
و مما لا شك فيه أن الجماهير هي عصب كرة القدم، و الدليل أن المباراة دون جماهير هي مباراة منزوعة الروح و الفن خاصة إذا كانت مباراة حاسمة للتتويج بلقب أو لصعود طال إنتظاره. و لا يخفى على أحد أن جماهير غزل المحلة هي من أعظم جماهير الساحرة المستديرة في مصر، و لا تخلو مباراة علي ملعبهم من إظهار واضح لفنون التشجيع و الشغف الذي يصل أحيانا الي درجة الجنون و البكاء لدعم فريقهم حتى وإن قطعوا آلاف الأميال زحفا خلف فريقهم خارج الديار.
و بالرغم أن الأموال صاحبة الكلمة العليا في عالم كرة القدم حاليا، و لكونها العامل الأساسي في تغيير فريقا ما رأسا علي عقب بشراء لاعبين أو بالتعاقد مع أجهزة فنية، إلا أن تلك الأموال تعجز عن شراء حب و إنتماء جماهير غزل المحلة الوفيه لفريقها العريق صاحب أفضل الانجازات بعد ناديي العاصمة (الاهلي و الزمالك). فهم من ساندوا الغزل في الأزمات قبل الانجازات.
و برغم هبوط أندية و تراجع مستوي أندية و غياب أندية أخري عن منصات التتويج و إفلاس أندية، الا أن غزل المحلة مازال يحتفظ بقاعدته الجماهيرية. و برغم هبوط الغزل لدوري الممتاز ب أكثر من مرة إلا أن جماهيره العريضه عاشت حالة من الوفاء تحسد عليها و قالوا لناديهم : ” أبدا.. لن تسير وحدك.. كلنا خلفك حتي تعود الي مكانك الطبيعي..” وقد كان.. ما حاربت من أجله جماهير المحلة لمدة ٥ مواسم كروية متتالية حتى عاد الفريق واحدا من كبار الكرة المصرية. و أثبتوا بحق أنهم اللاعب الأول في المعادلة الكروية، و أثبتوا أيضا أن كرة القدم لعبت من أجلهم..