كتبت نجوي نصر الدين تمر علينا هذه الأيام ذكري عزيزة لنا جميعا ذكري حرب اكتوبر 1973 حرب الكرامة ولن اكون تقليدية واتكلم عن الحرب وأحداثها فجميعنا يعلمها تماما حيث وجدت انه من الافضل ان اتناول الظروف والاحوال التي كانت بعد نكبة يونيو 1967 وهي النكسة والهزيمة التي أدت لاحتلال سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان وكيف كانت الأحوال في مصر والحالة النفسية التي كانت مسيطرة علي الشعب وبصفة عامة ورجال القوات المسلحة بصفة خاصة حيث تجرع الجميع مرارة الهزيمة والانكسار وعاش الجميع سنوات من الاهتزاز والإحباط وسيطرت مشاعر السخط والخوف والغضب وقد أعلن الرئيس جمال عبد الناصر وقتها رغبته في التخلي عن قيادة البلاد وترك الحكم ولكن رفض الشعب المصري ذلك لما تمتع به من شعبية جارفة وحب في قلوب المصريين الذين يتمتعون بالعاطفة التي جعلتهم لايوافقون علي تنحي عبد الناصر ولم يتخلوا عنه كانت هذه الظروف القاسية والمؤلمة يعيشها جميع المصريين وكان الجميع ينتظر ويحلم باليوم الذي يتم فيه انتصار القوات المسلحة المصرية علي العدو الصهيوني وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر تولي الرئيس محمد انور السادات حكم مصر في الفترة مابين 28/9/1970 الي6/10/81 حيث تم اغتياله علي يد بعض الضباط المتشددين وبالنظر لعصر السادات نجد أنه بدأ بالعديد من التغيرات حيث انفصل تماما عن الاتحاد السوفيتي وجعل مصر حليفا لأمريكا وأطلق سياسة الانفتاح الاقتصادي كان انور السادات يتمتع بالدهاء وقد ظهر ذلك في اختياره ليوم الغفران العيد الاكثر قدسية عند اليهود والذي تزامن مع شهر رمضان الشهر المعظم عند المسلمين كما تميز بالشجاعة فقد كان صاحب قرار الحرب في وقت كان الجميع محبطا وكان يعلم أن عدوه متفوق كما وكيفا لكنه كان واثقا في قدرة القوات المسلحة المصرية وضباط الجيش الذين كانوا راغبين في مسح عار هزيمة 1967 وكان خطة الحرب بأن تعبر القوات المصرية القناة ويتم إقامة جسور للجيوش الميدانية بعمق حتي 15 كيلو تحت مظلة الدفاع الجوي الذي وجه الضربة الأولي بقيادة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك مرت سبعة واربعون عاما على حرب اكتوبر حرب الكرامةالحرب التي أثبتت للعالم قدرة المصريين علي التخطيط والإعداد والتنفيذ حرب تجلت فيها اروع صور البطولة من الشعب المصري حيث وقف مساندا لقواته المسلحة وتم تحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر وتحطيم خط بارليف المنيع كما كانت حرب اكتوبر طامة كبري لقادة تل أبيب حيث قال (موشي ديان) وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك واصفا حرب اكتوبر قائلاً إنها كانت بمثابة زلزال تعرضت له اسرائيل وان اسرائيل لم تملك القوة الكافية لإعادة المصريين للخلف مرة أخرى وبانتصارنا في حرب اكتوبر تم استرداد روح العزة والكرامة والثقة بالنفس وقد أكدت حرب اكتوبر علي أنه يستحيل إجبار الشعوب على الخضوع تحت وطأة السلاح أو سياسة فرض الأمر الواقع وأثبتت أن الحرب ليست هي الحل ولذلك قام الرئيس محمد انور السادات بعمل معاهدة السلام ليثبت للعالم أن مصر بلد الحرب والسلام الحرب لمن تسول له نفسه أخذ أو استيلاء علي شبر من أراضيها والسلام لمن يمد يده بالسلام للتعمير والبناء والتشييد رحم الله الزعيم انور السادات وجميع قادة قواتنا المسلحة الذي سقطوا شهداء في حرب اكتوبر واتوجه للأجيال الجديدة الذين لم يعاصروا هذه الحرب أن يقوموا بالقراءة عنها ليروا مجد آبائهم وأجدادهم ليقتدوا بهم ويسيروا علي نهجهم ويتمعنوا في قراءة تاريخ بلادهم واخيرا ادعو الله ان يوفق قيادتنا لما فيه الخير لمصلحة البلاد والعباد وكل عام وانتم بخير تحياتي نجوي نصر الدين