كتبت نجوي نصر الدين
كل عام وانتم بخير بمناسبة العام الهجري الجديد 1442 اسال الله ان يجعله عاما سعيدا علي الامة الاسلامية والعربية ووجدت ان اتناول الهجرة ليس بمفهومها التقليدي ولكن فضلت ان اتحدث في الدروس المستفادة منها علي سبيل المثال وليس الحصر
اخذ الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بالاسباب ثم توكل علي الله ليعطينا درسا في ان نجتهد ونعمل ثم نترك الباقي لتوفيق رب العالمين
وتعلمنا من الهجرة ايضا ان صاحب المبدا السليم القويم لايساوم فيه ولايحيد عنه بل يجاهد من اجله قدر استطاعته ويستهين بالشدائد التي تعترض طريقه فقد كانت الهجرة نقطة التحول في تاريخ البشرية وبداية التحول من الضعف الي القوة يعد ان فعل الكافرون الافاعيل بالمسلمين وعذبوهم فكانت الهجرة رحمة من الله لعباده
“ان في ذلك لذكري لمن كان له قلب او القي السمع وهو شهيد’ سورة ق اية(37)
ناخذ ايضا من هجرة الرسول ان نحب اوطاننا فقد كان رسولنا الكريم يحب مكة وكان يقول والله انك لاحب ارض الله الي وانك لاحب اارض الله الي الله ولولا ان اهلك اخرجوني منك قهرا ماخرجت
ان مفارقة الوطن والاهل كرها وظلما لهو ابتلاء قاسي واختبار صعب
كما تعطينا الهجرة درسا في تربية النشء وخاصة الشباب في بيئة الصلاح والتقوي والتهذيب وان تتم التنشئة علي العمل الصالح والتضحية والايثار فقدنام علي بن ابي طالب في سرير النبي ليتمكن النبي صلى الله عليه وسلم من الخروج من المنزل الذي كان محاصرا من الكفار لقتل آلنبي ولم يهتم الصبي علي بن أبي طالب بانه من الممكن ان يموت
كذلك وجدنا في الهجرة ان الله نصر عبده باضعف جنده نصره بنسج العنكبوت
ان اوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون
وببيض الحمام وما ارق بيض الحمام
ان في ذلك لعبرة لمن يخشي
ونحن الان في عصرنا الحاضر ومانراه من خروج عن التقاليد والعادات والقيم واختلاف معايير كثير واختفاء عادات حميدة وبعد
شديد عن الدين والتقاليد
نحتاج لهجرة ليست كهجرة الرسول من مكة للمدينة وانما هجرة للمعاصي والموبقات والعادات السيئة وهجرة من ظلم الانسان لاخيه الي العدل وهجرة من امراض القلوب من حسد وحقد وغل وكراهية نحتاجلنهاجر الي الدين والتربية السليمة تربية النشء علي الفضيلة والاخلاق والتسامح والحب والسلام بهذا نكون قد وعينا الدروس المستفادة من الهجرة النبوية بطريقة حضارية عمليةللمساهمة في خلق وتربية جيل قادر علي التحدي والمواجهة
تحياتي
نجوي نصر الدين