في ١٢ يوليو ٢٠١٩ أعلنت وزارة الداخلية الكويتية بياناً هذا نصه ( ضبط خلية إرهابية تبع تنظيم الإخوان المسلمين – قد صدر عليهم أحكام قضائية من قبل القضاء المصري وصلت ١٥ عاماً ، وقد قامت تلك الخلية بالهرب من السلطات الأمنية المصرية واتخذت من دولة الكويت مقراً لها … وانتهى البيان بأن وزارة الداخلية لن تتهاون مع كل من يثبت تعاونه أو ارتباطه مع هذه الخلية أو مع أي خلايا أو تنظيمات إرهابية تحاول الإخلال بالأمن ، وستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الكويت ) .
كان واقع البيان على المجتمع الكويتى صادم ، فالإخوان جزء من النسيج المجتمعي الكويتي ، ويحظون بحماية الأمير فهم حائط الصد الذي يعتمد عليه الأمير حال أي تهديد إيراني لدولة الكويت سواء من شيعة الداخل ، الذين ولائهم لإيران ، أو الجيرة الإيرانية والعراقية لدولة الكويت .
لاقى البيان ردود أفعال غاضبة من بعض أعضاء مجلس النواب وكذا بعض الكتاب والصحفيين وتساءلوا :
هل صيغة البيان تعني أن تنظيم الإخوان المسلمين في الكويت تنظيم إرهابي ؟ وإذا كان إرهابي لماذا لا تحظره الكويت ؟ واذا لم يكن إرهابياً فلماذا قبضت الكويت على هذه الخلية ؟ وكيف ستتعامل معها ؟ بل وصل الأمر إلى اعتبار ضبط الخلية اعتداء على السيادة الكويتية على أراضيها .
وعلى محيط الجانب المصري صور الإعلام المصري أن ضبط خلية إخوانية إرهابية بمعرفة وزارة الداخلية الكويتية تمهيداً لترحيلهم إلى مصر لمحاكمتهم :
• رسالة حزم من دولة الكويت ضد أي تحرك تنظيمي إخواني على أرضها .
• قوة التنسيق والتعاون الأمني والمعلوماتي بين القاهرة والكويت .
• بدء التلاقي في المواقف بين الكويت ودول التحالف الأربعة في مواجهة قطر وتركيا .
• بيان الداخلية الكويتي يوحي بالمواجهة الشاملة الكويتية لتنظيم الإخوان .
هذا ما قام الإعلام المصري بتسويقه للمواطن العربي في ضوء ما يتمناه وليس في ضوء ما يشاهده على أرض الواقع .
كانت لي رؤية في قراءة المشهد مختلفة عما سوقه الإعلام ، مفادها أن التقييم الموضوعي لضبط خلية إرهابية إخوانية بمعرفة السلطات الكويتية يدفعنا إلى طرح العديد من الأسئلة ، التي أرى من وجهة نظري أن الرد عليها ، هو بداية كشف المستور ووضوح الرؤية حول العلاقة الكويتية المصرية وما يشوبها من توتر خفي :
• هل تم رفع واقع الإخوان في دولة الكويت ؟
• ماهو حجم الوجود الاخواني على الواقع الكويتي ؟
• ماهو تأثير الواقع الاخواني على متخذي القرار الكويتي ؟
• ماهو موقف دولة الكويت العام من تنظيم الإخوان من الناحية السياسية والاجتماعية ؟
• هل سيكون هناك تفاعل مجتمعي لصالح الإخوان ضد الحكومة الكويتية ؟
• ماهي مسارات التفاعل التنظيمي في مواجهة موقف الدولة الكويتية ؟
• ماهي المعلومات المتوافرة عن الخلية المضبوطة ؟ ، وحجم أعضائها التنظيمي ؟ وإلى أي جناح ينتمون ؟ ونوع الأعمال التي ارتكبوها ( أعمال عنف ، تحريض ، مظاهرات ، خلايا نوعية ) ؟ .
• ماهو نشاطهم التنظيمي داخل دولة الكويت فترة إقامتهم ؟ .
• هل قرار ضبط الخلية هي بداية المواجهة الشاملة الكويتية لتنظيم الإخوان ؟ .
مجموعة من الأسئلة ، الرد عليها يجعل المشهد أكثر وضوحاً في فهم العلاقة الكويتية المصرية ، والتي لن تكون بعيدة عن العلاقة القطرية المصرية .