عبر موجات الأثير بين القاهرة و تونس العاصمة، و من خلال منصات التواصل الاجتماعي. كان هناك حوار إعلامي مع الإعلامية المتألقة /ريم الرتيمي (موناليزا الإعلام العربي) حول أهمية حوار الأديان و الثقافات و الحضارات.
جدير بالذكر أن الأستاذة ريم الرتيمي حاصلة علي ماجستير في القانون الخاص من كلية الحقوق و العلوم السياسية بتونس.. وتعمل معدة ومقدمه برامج اذاعية بإذاعة الجزائر نيوز.. و مراسلة لعدة قنوات عربية.. و ممثلة لأكثر من جمعية حقوقية و خيرية. إلى جانب أنها حاصلة علي لقب سفيرة السلام العالمي من عدة دول عربية و أجنبية.. و متحصلة علي العديد من شهادات التكريم من عدة منابر و منظمات عالمية. كذلك فهي مشرف قسم الأدب بجريدة الموجز العربي المصرية،و مستشار إعلامي للهيئة الدولية للمثقفين العرب.
بادرتها بسؤال عن رأيها عن أهمية حوار الأديان و الثقافات و الحضارات.. فقالت :أن هذا الحوار ضرورة إقتضتها العولمة التي فتحت المجتمعات علي بعضها البعض، و حتمية القدرة على تقبل الآخر، و بالتالي التخلص من عقدة الإختلاف كخطوة أولى، و التخلص من الرؤيه الأحاديه للحقيقه كخطوه ثانيه، فبعد الحديث عن صراع الأديان و الحضارات – علي المستوي النظري – تبقي خطوة مشجعة نحو بناء السلام العالمي، و إعتراف بفشل تنبؤات فلسفات التنوير بإنهاء دور الدين، و سقوط مقولات الفيلسوف نيتشه عن موت الإله. و ديننا الحنيف دعي الي الحوار دعوة صريحة كما جاء في كتابه العزيز :” قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا و بينكم، ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا، و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله، فإن تولوا فقولوا إشهدوا بأنا مسلمون” و أردفت قائلة: أن الحوار بين الأديان هو بمثابة لقاءات بين أهل الديانات السماوية من أجل العمل علي نشر الأمن و السلم في العالم و البحث عن سبل نبذ العنف و الحرب وصيانة كرامة الإنسان.
سألتها عن ماهية المبادئ التي تؤسس لهذا الحوار؟ فقالت : يحب أن يرتكز هذا الحوار علي مبدأ الإنفتاح و التآخي و التعايش السلمي بين أهل الأديان، وأن يكون الإنسان هو محور هذا الحوار أولا و أخيرا. وكذلك وجوب الإمتناع عن معالجة القضايا الدينية في جلسات الحوار، لأن لكل عقيدته الخاصة و مقدساته، فالإنزلاق في مثل تلك المنعرجات يؤدي إلى تعميق الأزمة و زيادة هوة الخلاف، كذلك يجب عدم التورط في التفاضل بين دين و آخر، لأن هذا يمنع التقارب. و أخيرا و أهم شيئ دعم الإيمان بالقيم الحضارية التي يقوم عليها الدين، و التي تعصف بها العولمة في سبيل تحقيق الربح و تهميش القضايا الإنسانية.
كان السؤال الثالث حول جدوي الحوار في ظل تلك الأوضاع العالمية المعقدة؟
فذكرت في حياد تام : أن لمثل هذا الحوار أهمية كبري في حل العديد من المشاكل ولعل أبرزها العقليه الاقصائيه والكراهيه على اساس الانتماء العرقي والديني، فتاريخ المجازر والمذابح التي ارتكبت ومازالت ترتكب في حق الانسانيه بدافع التعصب الديني والاكراه على إعتناق أو التخلي عن دين معين، وقد لاحظت في كلامها أنها تلتزم الحياد و لا تذكر تواريخ بعينها، لأن الدعوة للسلام و المحبة بين الشعوب (بحسب رأيها) تتطلب حتمية ترك صفحات تاريخ دموية مغلقة لنؤسس لعالم أكثر إنسانية. وما نشهده اليوم في بورما و الصين و نيودلهي من مجازر ترتكب في حق المسلمين و تدنيس مقدساتهم أمام صمت دولي، يجعلنا نخرج عن الحياد، لأنه لا حياد في المعقد و الوطن. كما أعلن في صفقة القرن عن تحويل القدس عاصمة لإسرائيل. يحتم علي ممثلي الأديان الوقوف صفا واحدا للدفاع عن رمزية و قداسة معالم القدس الدينية بصوامعها و كنائسها، و أن لا يكونوا شهداء زور لأن السياسات تزول و الأديان لا تزول.
إنتصف بنا وقت الحوار بسؤال حول.. هل القوي العظمي عامل هدم أم عامل إثراء للحوار؟ هنا تكلم صمتها قبل تنهيدة طويلة أعقبتها بقولها : القوي العظمي ما أصبحت عظمي إلا إلا بالزحف علي القيم و إقتلاع جذور الإنسانية، فالرأسمالية المتوحشة عبثت و أضعفت كل ما هو قيمي و عقائدي و روحاني.. سوقها الإنسان، فحتى تربح حولته إلى مستهلك و متقبل و مدجن، حتي تمرر سياساتها و برامجها على حساب إنسانيته و قيمه و تغير شعار “انا افكر.. انا موجود” إلى شعار “انا استهلك.. انا موجود”. الدين عندهم ورقة رابحة، و خطة يثيرون بها الفتن و الحروب.. وتر يلعبون عليه حسب مصالحهم، و ما بعض منتديات الحوار بين الأديان سوي مسرحية ممولة من جهات بعينها ليصبح هذا الحوار كلمة حق يراد بها باطل، وما يشل دور مؤتمرات الحوار تلك أنه يتم في أماكن مغلقة فلا يصل الي عامة الناس، و كأن هذا الحوار نخبوي يهم فقط اهل الاختصاص و الاكاديميين و الاعلام. فلا تصل الرسالة و لا يدرك الهدف منه!!.
إقتربتا من نهاية الحوار بسؤال هام حول دور وسائل التواصل الإجتماعي. هل تؤجج النار أم أنها تساعد على إجراء الحوار؟ اعترفت الأستاذة ريم الرتيمي بخطورة تلك الوسيلة فقالت :”بها سقط حكام، وبها تدور حروب، الي جانب توجيهها للرأي العام، صفحات مشبوهة مموله تحرض علي الكراهية و العنف ونبذ الآخر و تثير الفتن و البلبلة و تبيض أموال وتشوه أديان. هذا لا ينفي وجود بعض المنتديات الإفتراضية والصفحات التي تدعو إلي تعايش سلمي. لكن يبقي منسوب العنف اللفظي مرتفع، فهذا فضاء واسع وإن قنن . فتطور الجرائم الإلكترونية فاقت قدرة مراقبة دعاة الفتن و الكراهية.
و قد اختتمت ريم الرتيمي حديثها بدعوة للإنسانية جمعاء بضمان وجود حرية المعتقد لكل شخص بإسم الضمير و القانون، كفانا تناحر و مذابح و مجازر و تصفيات عرقية، فالارض ثملت بدماء الأبرياء، فلننشر السلام و المحبة بتسامح و عدل.
كل الشكر والتقدير لموناليزا الإعلام العربي / ريم الرتيمي.. من تونس