بقلم :شيرين هلال
..أعجب كل العجب عندما يفاجئنى المصرى بعودة كل شيء للعهد القديم و كأنه يصر ان يثبت فعليا للدنيا انها أم الدنيا و هى اول من اكتشف كل فكرة و كل ثمرة و كل مغامرة !!
لمن ينكر هذا
قال الرئيس جمال عبد الناصر في شبين الكوم بمحافظة المنوفية:
“نعم، فلنثق فى أنفسنا وفى أمتنا، فإن مصر فى حالتى القوة والضعف أمة حرة، يجتمع عليها أعداؤها من كل جانب، ومع ذلك لا تخفض رأسها، ولا تكف عن دفع الأذى عن حياضها؛ فلقد تآمرت قوى الشر منذ القدم على العبث بكيان هذا الوطن وحضارته الخالدة”
لكنه لم يع انه يعود بحديثه لنظرية الاقواس التسعة
او “قوى الشر”، الكلمة التي انتشرت وقتها في الخطب الرسمية عن أعداء مصر المحيطين بها من كل جانب، فكانت هي التعبير المصري الحديث لكلمة الأجداد ” الأقواس التسعة”،
ولكن لأن أكثر المصريين وقتها يجهلون كثير من مفردات وحضارة الأجداد، فخرج من العمق كلمة “قوى الشر” كتعبير بديل.
و رفع وقتها لواء القومية المصرية و لكن بحكم الظروف التاريخية لهذا العصر تحول الى القومية العربية
و ايضا نزوح عدد من الكتاب و المثقفين الشوام الى القاهرة مثل عبدالرحمن الكواكبي و ساطع الحصرى و غيرهم كان لهم دورا محركا لتحول الدفة للغرق فى القومية العربية
ومن العلامات في تاريخ مصر الطويل القديم هو ما عرفناه وقتها باسم “الأقواس التسعة”، وهو الاسم الدال على أعداء مصر، وجاء من أن كل عدو من أعداء مصر صوره الفنان المصري القديم على شكل قوس، و بعود هذا لفكرة ان الأعداء في ذلك الزمن كانوا يهاجمون مصر من وراء الحدود برمي السهام ظهرت فى العديد من النقوش على المعابد و المقابر لعل ابرزها مسند قدم الملك توت عنخ آمون عليه الاقواس التسعة أعداء مصر بالمتحف المصرى
والأقواس التسعة تعبر عن الأقوام التي اعتبرها الأجداد أعداء مصر، وهي ليست بالضرورة تسعة كاملة، لكن بتتغير بحسب تغير شكل العدو
لكن الثابت أنها لم تُنسب لبلاد، لكن نسبها المصرى القديم لأقوام، خصوصا أن معظم من كانوا حول مصر كانوا أقوام وقبائل أكثر منها بلاد ثابتة، تنقسم ما بين أقوام وقبائل تأتي من الحدود الجنوبية (أقوام الحبشة فى اثيوبيا)، وأقوام وقبائل تأتي من الحدود الغربية (الخطر و المد التركى من خلال ليبيا)، وأقوام وقبائل تأتي من الحدود الشرقية و من الشمال (حيث اقوام و قبائل الغازين من تركيا) حتى خونة الداخل (التى اصبحت تصنف الوطنية كوجهة نظر و فضيلة حرية التعبير و اشياء اخرى) لم يغفلهم الأجداد و اعتبروهم واحد من تلك الاعداء
و نسمع اليوم الرئيس السيسي يضع الخط الاحمر و يقولها مدوية لن نقف مكتوفى الايدى امام ما تتعرض له ليبيا من اعتداء، امن مصر من امن ليبيا بلد واحد و مصير واحد لأحد اعداء مصر من داخل ليبيا التى جمعت قوسين من الاقواس التسعة و هذا ليس ببعيد عن تآمر باقى الأعداء عليها.
هل يفطن مصرى اليوم الى أزلية تلك الاقواس التسعة؟ هل يعلم ان النظرية ثابتة و لكن التطبيق و الادوات مختلفة باختلاف الازمنة و الظروف و المسميات؟
هل ما تزال عيناه عاجزة ان ترى أقواس إسرائيل من الشرق و تركيا من الشمال و الغرب و قوس اثيوبيا من الجنوب و قوس خيانة الداخل؟
هل غفل ايضا عن ان الحياد وقت الحرب يعد خيانة فما باله بالاختلاف؟
تمسكوا بالهوية المصرية والانتماء اليها واحذروا من الاقواس التسعة وكونوا يقظين لما يحاك ضد مصر و لا تسمحوا ابدا لاحد ان يسفه او يتفه من خطوطكم الحمراء واولها مصر نعم مصر خط احمر.
لا تكونوا انتم احد الاقواس التسعة!!
إن مصر هى من ذاهبة للحرب و ليس عبد الناصر و لا السيسي، و فى الحروب تقدم التضحيات و إن كنت لست ممسكا بالسلاح فكن على الأقل سندا بالكلمة
و لن ننهزم ولن ننكسر ولن نضيع عظمة الأجداد وسنصنع مجدا جديدا للأولاد
فقط بتكاتفنا ووعينا
مصر الان تحارب الاقوام او
الاقواس التسعة
مجتمعة
و يالا العجب اذا ما قلنا و ذكرنا ان المصرى القديم كان عبقرى فى التنظير العلمى و التاريخى و الاجتماع السياسي بل و اول من عرف الچيوسياسي
المجد للثابتين
المجد للأجداد
المجد للمصريين
اللهم انصرنا و ايدنا بنصر من عندك
شيرين هلال