كذب الجنرال خلوصي أكار ، وزير الدفاع التركي ، فالترك بقوا خمسة قرون في ليبيا في حاميات عسكرية محصنة بأسوار ولم يتجاوزوها في درنة وبنغازي ومصراته وطرابلس !! كانت رؤوس المجاهدين الليبيين الذين قاوموهم تعلق على تلك الأسوار إمعانا في القمع ، فلم يكن مرحب بهم على الإطلاق ، وأكذوبة أن وفدا ذهب من تاجوراء يستنجد بهم ليست صحيحة فلم تنشر أي وثيقة تؤيدها ، القرصان درغوت وجد في ميناء طرابلس مكانا يحتمي فيه من القراصنة الأوروبيين وجاءها بعد أن تركها الفرسان إلى جربة ، ولم تسجل أي معركة بين الأتراك وفرسان القديس يوحنا في طرابلس !! في الغرب الليبي أنتفضت كل القبائل ضدهم وكانت ثورة المحاميد والجواري بقيادة البطل غومة المحمودي من أهم الثورات التي وقعت ضد الدولة الطوارنية في الوطن العربي ، لذلك نكل الأتراك بالقبليتين وشردوهم من مناطقهم في سهل الجفارة في عملية تغيير ديموغرافي كبيرة جدا ، كما أنتفضت قبائل الوسط بقيادة عبدالجليل سيف النصر وفي الشرق لم يهناء للترك مقام في برقة خارج قصر البركة وحاولوا فرض سيطرتهم بقمع القبائل وتهجيرها الى مصر ، ومن أهم المذابح التي ارتكبت في الوطن العربي ككل مذبحة الجوازي الشهيرة . في الحاميات التركية كان الجنود الانكشاريون هم من يدير شؤونها ، وفي ولاية طرابلس قبل القرهمانليين وبعدهم كان الجنود ينصبوب كل بضعة أشهر والي جديد ، وكانت علاقتهم بالباب العالي تبعية صورية لا اكثر ولا اقل ، احمد القرهمانلي انكشاري ايضا لكنه نجح في توريث الولاية لابنه يوسف الذي لم ينجح في توريث عائلته فعاد الجنود يعبثون بالولاية ، كان دور الحاميات التركية محصور في تجارة الرقيق من أفريقيا عبر الصحراء الى أوروبا ، لذلك لم يبني اي بناء في ليبيا من شرقها الى غربها وجنوبها يشهد على مرور خلافة إسلامية مزعومة من هناك !! عدا قلاع يتحصن فيها الجنود وتحوي سجون للمقاومين الذين يرفضون دفع الميري !! أتوني بعمران واحد بناه الترك حتي في طرابلس القديمة التي بنيت قبلهم واستوطونها جنودهم وقراصنتهم ، عدا سراية ولاتهم من القراصنة ؟ في عام ١٩١٢ باع الأتراك ليبيا الى ايطاليا بمبلغ زهيد من الليرات ، والزم السلطان على منح طرابلس وبرقة الإستقلال خلال ثلاتة أيام فقط لا غير ، وفر الضباط الأتراك من حامياتهم في ليبيا ومنهم مصطفى اتاتورك الذي كان ضابطا بحامية درنة ! وترك الليبيون العزل يواجهون الحملة الإيطالية الوحشية . رسالتنا الى تركيا ، لن تعود الامبرطورية الطورانية المتسترة بالإسلام ، ولن يتحكم الجنود الأتراك في ليبيا ثانية ، ستأكلهم الأسماك و ينفقون في صحرائنا التي طوت أحلام امبرطوريات كثيرة جاءت ثم دفنتها رمال صحرائنا . ورسالة الى الشباب الليبي الذي يدفع ثمن العبث منذ ٢٠١١ من دمائه ومستقبله ، توحدوا على كلمة سواء من آجل ليبيا قوية أمنة مستقلة ، وانسوا أحقادكم وضمدوا جراحكم فوالله إنكم جميعا عند العدو واحد . المجد للوطن كاتب المقال هو الدكتور مصطفي الزائدي أمين اللجنة التنفيذية للحركة الشعبية الليبية