متابعة /أيمن بحر قبل دخول جون رؤوف إلى المستشفى جراء إصابته بفيروس كورونا، كان فاقدا للأمل في النجاة بعد مشاكل والتهابات بالرئة بلغت 60 في المئة، تطلب ذلك نقله للعناية المركزة لكن الأمور سارت بشكل غير متوقع مع الرعاية التي حصل عليها في واحدة من أكثر المستشفيات تحقيقا لمعدلات الشفاء من مرض كوفيد- 19.رؤوف الذي يعمل مهندس صيانة أجهزة طبية في لندن، اكتشف إصابته بالفيروس لدى عودته من بريطانيا إلى مصر، حيث تمت إحالته إلى مستشفى إسنا جنوبي البلاد حيث خصص هذا الصرح الطبي لعزل المصابين بالوباء. كانت حالة رؤوف صعبة، مع معاناة جسمه بسبب نقص واضح فى مستوى الأكسجين بالجسم نقل على إثرها إلى العناية المركزة والتي مكث بها لمدة أسبوع قبل أن تتحسن حالته. وقال رؤوف لموقع إنه دخل المستشفى منتصف مارس الماضي وظل به لأكثر من 18 يوما، خضع خلالها لبروتوكول العلاج المتبع فى علاج المصابين، مع أدوية أخرى تأكد فاعليتها في علاجه علاوة على إجراء فحوصات وتحاليل دم وأشعة بشكل يومي لمتابعته حالته الصحية أول بأول. إضافة إلى الاهتمام الطبي، لفت رؤوف إلى أن الفريق الطبي بالمستشفى كان يهتم كثيرا بمسألة الدعم النفسي ورفع الروح المعنوية للمرضى بشكل غير تصوره السلبي عن واقع مستشفيات العزل.ويقول رؤوف الأطباء وجميع العاملين بالمستشفى وقفوا إلى جواري ودعموني طبيا ونفسيا، حتى بدأت في التعافي تدريجيا وبتحقيق أعلى معدلات تعافي من فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) خاصة بين فئة المسنيين والحوامل يأتي مستشفى إسنا التخصصي للحجر الصحي بالأقصر في الصدارة بين مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية.فنسبة تعافي كبار السن البالغة نحو 35 في المئة بجانب النجاح فى إجراء 15 عملية ولادة قيصرية لمصابات بالفيروس ومعجزات تعاف أخرى، ورعاية استثنائية دفعت سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة، ودبلوماسيين إيطاليين؛ لتوجيه رسائل شكر وعرفان بمجهود طاقم طبي محترف.واعتبرت مديرية الصحة بمحافظة الأقصر في بيان سابق لها إن مستشفى العزل بإسنا حققت أعلى معدلات للشفاء بين كافة مستشفيات الجمهورية المخصصة للعزل. وكانت وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد قد أعلنت في وقت سابق إن إجمالي عدد المستشفيات المتعاملة مع أزمة فيروس كورونا وصل إلى 340 مستشفى على مستوى الجمهورية بعد إضافة 320 مستشفى فرز وعزل. وجرى اختيار مستشفى إسنا للعزل التي تتولى إدارتها الدكتورة إلهام محمد للمشاركة في اجتماع عقده الرئيس عبدالفتاح السيسي عبر تقنية الفيديو كونفرانس في نهاية أبريل الماضي مع عدد من مديري مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية، وهي مستشفيات العجوزة والشيخ زايد آل نهيان و15 مايو وأبوخليفة وعين شمس التخصصي بالعبور. واستهدف الاجتماع متابعة سير العمل في مستشفيات العزل باعتبارها من أهم أدوات الدولة لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.ويؤكد الدكتور حسام فتحي المتحدث الرسمي باسم مستشفى عزل إسنا في تصريحات خاصة أن المستشفى الذي جرى افتتاحه في ديسمبر 2019 حقق أعلى نسب شفاء من كورونا بين مستشفيات العزل منذ بدء عملها كمستشفى عزل في منتصف مارس الماضي وحتى الآن، وفقا لتقارير وبيانات داخلية لوزارة الصحة المصرية ويقول فتحي وهو طبيب متخصص في جراحة العظام أيضا، إن أعداد المتعافين بالمستشفى التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 120 سريرا، بلغ 819 حالة، منذ بدء استقبال حالات كورونا، من بين 1200 مصاب تم استقبالهم قبل أكثر من 3 شهور.وهو ماقدره الطبيب المصري كـ “أعلى معدل تعافي بين المرضى في مستشفيات العزل على مستوى الجمهورية حتى الآن ويسابق الفريق الطبي بالمستشفى الزمن للعمل على شفاء الحالات المصابة، ووفقا لتقدير المتحدث باسم عزل إسنا فإن المستشفى تخطط لتسجيل صفر إصابات من كورونا بنهاية يوليو الجاري.كلمة السر عوامل وأسباب عديدة تقف وراء نجاح مستشفى العزل، ويشرح فتحي: هناك فريق طبي متكامل من أطباء وتمريض وإداريين مدرب على أعلى مستوى من أجل تقديم خدمة طبية متميزة، فضلا عن نظام غذائي يساعد على تقوية المناعة، مع المتابعة الدقيقة للمرضى والاهتمام بأدق شكاواهم مهما كانت بسيطة. ومع التزام عزل إسنا بتطبيق بروتوكول وزارة الصحة العلاجي هناك متابعة دقيقة لمواكبة أحدث بروتوكولات العلاج في العالم ومستجدات الأبحاث الطبية في هذا الصدد. كما أبرز فتحي اهتمام المستشفى بالعامل الإنساني والنفسي للمرضى ونشر روح التفاؤل بينهم، قائلا: تم تخصيص طبيب نفسي لمتابعة الحالات المرضية، حيث تبين أن العامل النفسي له أثر كبير جدا فى تعافي الحالات خاصة المتوسطة وفوق المتوسطة ومن بين عوامل النجاح الأخرى، بحسب فتحي تطبيق نظام فعال لمكافحة العدوي وتوفير المستلزمات الطبية والبدل الوقائية اللازمة للأطقم الطبية.الطاقم الطبي داخل المستشفى لم يتعرض لأي إصابة بكورونا عدا حالتين فقط، وقد تعافا تماما وعادا لممارسة عملهما من جديد، وهو ما يعتبر أقل عدد إصابات فى مستشفي عزل على مستوى الجمهورية.وكان عضو مجلس النقابة العامة للأطباء إبراهيم الزيات، قد أكد في تصريحات لوسائل إعلام محلية أمس الثلاثاء أن عدد الوفيات بين صفوف الأطباء وصل إلى 103 طبيبا، مؤكدا أن الفريق الطبي هو البطل الحقيقي في مواجهة وباء كورونا.ولا يقف الأمر عند علاج مرضى كورونا بل يقدم مستشفى العزل خدمات طبية متكاملة؛ كإجراء جلسات الغسيل الكلوى للمصابين، وعمليات الولادة واستشارات تخص جراحة العظام وغيرها وفقا لفتحي.عجوز ومعجزة وبحسب المتحدث باسم المستشفى، فقد بلغت نسبة تعافى كبار السن بالمستشفي نحو 35 في المئة، بجانب نجاح المستشفى فى إجراء 15 عملية ولادة قيصرية لمصابات بفيروس كورونا مما يؤكد على قدرات وإمكانيات المستشفى. ونوه إلى أن المستشفى يستقبل المرضى من جميع الأعمار ومن كل الطبقات والجنسيات عن طريق نظام مركزي خاص بوزارة الصحة.ويقول فتحي إن وراء كل حالة شفاء من الـ 819 حالة قصة تستحق أن تروى لكنه لفت إلى حالة بارزة لمريض من محافظة المنيا بجنوب مصر يبلغ من العمر 75 عاما عندما ظل مثبتا على جهاز التنفيس الصناعي مدة 29 يوما، نتيجة انهيار الرئة. ويوضح :شفاء مريض المنيا اعتبرناه معجزة، بعد تأخر حالته الصحية بشكل كبير، لكنه تعافى تدريجيا مع تقديم الرعاية الصحية اللازمة له وكان للعامل النفسي دور كبير فى تعافيه نقدر بعمق جهودكم وتضحياتكم ورعايتكم الاستثنائية التي أثمرت عن إنقاذ حياة مواطنينا وتعافيهم من فيروس كورونا المستجد.. بعبارات الشكر والعرفان بالجميل تلك وجهت السفارة الأميركية بالقاهرة خطابا رسميا لإدارة مستشفى أسنا للعزل الصحي. وقالت السفارة في نص خطاب رسمي: بالنيابة عن حكومة الولايات المتحدة، أود أن أشكركم وموظفيكم على رعايتهم الاستثنائية لأربعة سائحين من مواطني الولايات المتحدة الذين تم علاجهم داخل المستشفى الخاص بـكوفيد 19 كما وجه ممثل القنصلية الإيطالية بصعيد مصر فرنسيس أمين رسالة شكر مماثلة للأطباء والعاملين بمستشفى إسنا لإنقاذهم حياة 10 سائحين إيطاليين تخطت أعمارهم الـ 70 عاما أصيبوا بفيروس كورونا.