من الطبيعي عندما ينضم لاعب ما إلى منتخب بلاده فإنه بلا شك يكون من أفضل العناصر و خاصة عندما يكون المدير الفني هو الكابتن ربيع ياسين. ولكن الكارثة أن يتم إهمال اللاعب من قبل ناديه الأصلي، و حرمانه من صعود درجات النجاح و الشهرة في عالم الساحرة المستديرة.
إذن هي قصة ذات ملامح دراماتيكية تعود إلى ال١٩ من مايو ١٩٩٣. حيث ولد اللاعب محمد عبد الجليل الشهير ب (البرنس) بمنطقة الرجبي بالمحلة الكبرى. في عام ٢٠٠٠ و بالتحديد في سن السابعه من عمره بدأ مشواره الكروي بإجتياز اختبارات الكرة بنادي غزل المحلة بنجاح مع بعض الأصدقاء، و إستمر في النادي لمده عامين بدعم و تشجيع من والده وتحت إشراف الكابتن القدير عمر عبد الله رئيس قطاع الناشئين آنذاك و الكباتن محمد الهلباوي، عبد العظيم الشوري، أحمد ابو قمر.
في ٢٠٠٤ إنتقل إلي ناشئين شباب المحلة تحت قيادة الكابتن محمد سالم. وفي ٢٠٠٦ عودة للغزل مرة أخري وتم ضمه سريعا لفريق الناشئين تحت ١٤ سنه.. وفي ٢٠١٠ تم تصعيده للفريق تحت ١٧ سنه و حصل تحت قيادة الكابتن مصطفي عبده علي بطولة الغربية (دوري المناطق) و حقق الفريق مركزا متقدما في دوري الجمهورية في نفس العام. اكتشفه الكابتن ربيع ياسين المدير الفني لمنتخب الشباب من خلال دورة مجمعة لمنتخبات بحري في مدينه السويس. و إنضم رسميا إلي المنتخب مع رامي ربيعه و ياسر ابراهيم و محمود حمدي الونش.. أطلق عليه ربيع ياسين لقب (مقاتل) لما أبداه اللاعب من قدرة فائقه علي تنفيذ أي مهام تلقي عليه داخل المستطيل الأخضر بكفاءة و إقتدار.. فكان أحيانا يقوم بدور الجناح الطائر يمينا و يسارا أو المساك وأحيانا أخري يقوم بدور الديفندر. كان ترتيبه الثاني في إرتداء شارة الكابتن بعد زميله رامي ربيعه، كان لاعبا أساسا في منتخب الشباب الذي شارك في بطولة العرب بالرباط.و الذي شارك أيضا في بطولة شمال أفريقيا بتونس محتلا المركز الثاني بعد خسارة صفر /١ من أصحاب الأرض.
شارك مع المنتخب في مبارتين وديتين مع منتخب المانيا ببرلين إستعدادا لبطولة أمم أفريقيا للشباب و التي أقيمت في الجزائر ٢٠١١. قبل مباراة العودة مع أنجولا في تصفيات أمم أفريقيا تعرض اللاعب للإصابة بقطع في وتر العضلة الضامه و العضلة الأمامية. ألزمته الإبتعاد عن الملاعب لمدة ٦ أشهر، ومن سوء حظه أن النشاط الرياضي توقف مؤقتا نظرا لأحداث ثو ة يناير ٢٠١١. لم يستطع اللاعب المشاركة مع زملائه ببطولة كأس العالم للشباب التي أقيمت بتركيا لعدم إكتمال شفائه و الأهمال الشديد الذي لاقاه من إدارة فريق غزل المحلة. وخاصة بعد تصعيده لصفوف الفريق الأول وهو إبن ال١٧ عام بواسطة الكابتن صلاح الناهي.
بعد تألقه مع منتخب الشباب إنهالت عليه العروض من عدة أندية (المقاولون-الاهلي-أنبي) ولكن إدارة الكرة بالغزل رفضت كل صفقات الإنتقال و رفضت أيضا تأمين مستقبله بتحرير عقد إحتراف له بعد صعود الغزل إلي الممتاز بقيادة الكابتن إبراهيم يوسف. في ٢٠١٣ فوجئ اللاعب بأنه خارج حسابات غزل المحلة.بسبب رغبته الاحتراف.. فاتجه إلي فريق نبروه بعد أن أقنعه الكابتن محمد فايز بذلك، إلا أنه رحل سريعا إلي فريق شباب المحلة ليلعب له ٦ اشهر تحت قيادة الكابتن محمد سمير.
أثرت تلك الأحداث علي معنويات اللاعب الذي قرر الإبتعاد عن الكرة بعد أن تخلي عنه المدربين و تزامن ذلك مع إلتحاقه بالخدمة العسكرية في ٢٠١٧. وقد إعترف اللاعب بأنه يتحمل جزء من تلك المسئولية لأنه لم يشرك الكابتن ربيع ياسين في حل مشكلته مع ناديه وترك الأمور تسير علي عكس ما يريد. تلك كانت قصة المقاتل المظلوم الذي قاتل في الملعب بشراسه و لكنه إستسلم بحياء لممارسات إدارة الكرة الظالمة بغزل المحلة فكان المجهول مصيره بعد أن كان قاب قوسين أو أدني لإحتراف في أحد أندية مصر الكبري أو خارج الحدود.