كتب /أيمن بحر في مداخلة تليفزيونية مع الزميلة الإعلامية لميس الحديدي .. هدد تاجر الذهب الملياردير نجيب ساويرس بالإنتحار – مازحاً – إذا ما تم تمديد حظر التجوال المفروض على دول العالم كلها ومن بينها مصر في إطار مكافحة الآثار السلبية المدمرة لفيرس كورونا ( كوفيد 19 ) . أما لماذا كان هذا التهديد بالإنتحار والذي كان مغلفاً بتهديد آخر مُبطن بتسريح العاملين في شركاته إذا ما إستمر الحظر المنزلي مستمراً … فسبب ذلك نقص أرباحه بسبب جائحة كورونا العالمية ورغبته في تجنب الخسارة المالية دون الإهتمام بخطر ذلك على أرواح العاملين . ورغم أن أكثر من نصف ثروة ساويرس يستثمرها في جنوب إفريقيا في مجال إستخراج وتصدير خام الذهب وهي بذلك بعيدة ما عن الآثار الإقتصادية السلبية لجائحة كورونا ، لكنه لم يتوقف عن البكاء والعويل على جميع الشاشات والقنوات وكأنه ( صاحب كشك سجاير والبلدية شالت الكشك بتاعه ) مطالباً بإنقاذ شركاته المحلية وذلك بسرعة إلغاء حظرالتجول ورفع الحجر المنزلي فوراً .. حتى وإن كان الثمن هو أرواح الناس وإرتفاع معدلات وفياتهم وإصاباتهم بفيرس كورونا القاتل . هكذا كان موقف تاجر الذهب نجيب ساويرس وقت الشدة ووقت مآسي جائحة كورونا التي مازلنا نكتوي بنارها حتى لحظة قرائتك لهذه السطور ..!! وقت الشدة التي تظهر فيها معادن الرجال … ولكن هكذا كان حال رجال الأعمال أو عيال الأعمال إن شئت الدقة فموقف ساويرس لم يختلف كثيراً عن موقف فريد خميس و حسين صبور وباقي مليارديرات زمن العجائب … !! وبإستثناء التاجر العصامي المحترم الحاج محمود العربي صاحب شركات مجموعة توشيبا العربي ، فإن جميع رجال الأعمال من أصحاب الشركات الخاصة قد رسبوا في إختبارات كورونا و كانت نتيجتهم المؤسفة ( لم ينجح أحد ) . !!( أميرة الإنسانية والأعمال الخيرية .. هبة السويدي )على الجانب الآخر ووسط جائحة كورونا التي أدمت قلوبنا ألماً ومازالت … لكننا وسط هذه الليلة الظلماء .. لم نفتقد القمر .فقد أطل علينا ملاك في صورة إنسان وللأسف كانت إمرأة وسط أشباه رجال فروا من الخسائر المالية و إنشغلوا بمراجعة ميزانيات شركاتهم وكم ربحوا وكم خسروا .. لكن سيدة الأعمال المحترمة هبة السويدي لم تفعل مثلما فعلوا … هبة السويدي التي إختارت لنفسها من بين العديد من أوجه عمل الخير … إختارت أن تخفف عن الناس آلام النار المحرقة الأشد ألماً .. فأنشأت مؤسسة أهل مصر لعلاج الحروق ( بالمجان ) … من فضلك أعد قراءة الكلمة السابقة التي بين قوسين .ورغم أن وباء كورونا يخرج عن إطار توجهها وتخصصها في مجال علاج الحروق بالمجان لكنها رأت بإنسانيتها ومشاعرها المخلصة أن فيرس كورونا أشد تأثيراً وأشد فتكاً على الجميع دون إستثناء فقررت أن تواجه وتشارك وتضع بصمتها في عمل خير جديد لوباء مستجد .. فتبرعت دون تردد بشراء عشرات أجهزة التنفس الصناعي وإشترت مئات الأسرة لعلاج مصابي كورونا بل أنها عندما علمت بوجود شركات تقوم بتصنيع ( الخوز والأقنعة الواقية من فيرس كورونا ) .. إشترت إنتاج المصانع كلها وحجزت الكميات التي تحت التصنيع وقامت بالتبرع بكل كميات الخوز والأقنعة الواقية من كورونا وتوزيعها على الأطقم الطبية من الأطباء ومعاونيهم بجميع المراكز والمستشفيات وذلك بعدما لاحظت إرتفاع نسبة الوفيات والإصابات بالفيرس القاتل بين صفوف الأطباء وهيئات التمريض ولم تقتصر مشاركاتها في مكافحة فيرس كورونا على ذلك فقط بل قامت بتخصيص 3 مباني إقتطعتها من مؤسسة أهل مصر لعلاج الحروق وذلك لإستغلالها كوحدات عزل وعلاج لمصابي فيرس كورونا القاتل . ومؤخراً عندما تفشت الإصابات بفيرس كورونا في دار المسنين ( الباقيات الصالحات ) بمدينة 6 أكتوبر والتي تشرف عليها الدكتورة عبلة الكحلاوي … إستنجدت مشرفة الدار بالجميع لإنقاذ المسنين من فيرس كورونا القاتل فكانت الإنسانة المحترمة السيدة هبة السويدي هي أسرع ( طائرة إسعاف ) وصلت قبل الجميع وأنقذت عشرات الأرواح وفعلت ما فعلت من أوجه الرحمة والإنسانية التي فرضتها عليها إنسانيتها وأخلاقها …. هبة السويدي .. إنسانة بدرجة ملاك … وملاك في صورة إنسان … وكل حروف الشكر والإمتنان .. لا توفيها حقها ولكن يكفيها أن تكون واحدة من عباد الله الذين إختصهم الله تعالى بقضاء حوائج الناس وحببهم في عمل الخير .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث ما معناه :{ إن لله عباد إختصهم بقضاء حوائج الناس .. حببهم في الخير وحبب الخير فيهم } حضرة الإنسانة السيدة الفاضلة هبة السويدي … الجميع يشكرك وأنا أيضاً .