كتب /أيمن بحر اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني إقترح حزب الخضر الألمانى شطب مصطلح العرق من القانون الأساسى الذى يُعد بمثابة دستور لألمانيا لأن هذا المفهوم تمييزى وغير ملائم للعصر إنها فكرة صائبة وجيدة كما يرى فولكر فيتينغ. آباء وأمهات القانون الأساسى الذى هو بمثابة الدستور الألمانى حالياً كانت لهم نية حسنة عندما دونوا قبل 71 عاماً مصطلح العرق فى المادة 3 من القانون. وقد أرادوا بذلك إصدار إشارة واضحة ضد الحماقة العرقية للنازيين. هذا صحيح، إلا أنهم وظفوا حينها ـ على الأقل من وجهة نظر آنية ـ مصطلحات ملوثة. ومصطلح العرق أو السلالة أضحى شيئا من الماضى. وهذا ما أكد عليه مرة أخرى رئيس جامعة فريدريش شيلر فى يينا وعلماء آخرون السنة الماضية. فمصطلح العرق ليس الا تركيبة عنصرية كما ورد فى إعلان يينا. وعوض ذلك طالبوا بعدم مواصلة إستخدام التعبير والعمل ضد التمييز العنصرى. فتصنيف البشر الى أعراق لم يعد له فى يومنا هذا أساساً علميا. ولذلك وجب الغاء العرق من القانون الأساسى! فالخضر أثاروا فى الجدل الحالى حول العنصرية نقاشاً سليماً فى الوقت المناسب. فى الفقرة 3 من القانون الأساسى يرد أنه لا يحوز ظلم أحد بسبب أصله وعرقه ولغته ووطنه وأصله. لكن ماذا يعنى هذا؟ هل السود والبيض والصفر مجموعات متجانسة أعراق أو نماذج؟ لا بل هم ببساطة بشر. البشرة أو الأصل كأساس لتعريف مجموعات مختلفة غير معقول وتعسفى. ومفهوم الأعراق كان دوماً مرتبطاً بمصالح إجتماعية وسياسية ويعنى فى صلبه أن الصفات الخارجية لمجموعات عرقية يتم ربطها مع طبيعة وخاصيات هؤلاء الناس. وهذا أدى فى الغالب الى القمع والتمييز والعنف عبر التاريخ. فالصورة الذاتية للأوروبيين البيض كانت لوقت طويل تمثل التفوق والتحضر. والنتيجة كانت العبودية والتهجير والقتل الجماعى. وإذا ما تم شطب مصطلح العرق من القانون الأساسى فإن ذلك لن يجسد بالطبع نهاية العنصرية المؤسساتية أو اليومية فى المانيا. لكن ذلك سيكون بمثابة رمز قوى فى الكفاح ضد العنصرية التى يعايشها الكثير من الناس ـ أيضاً فى المانيا ـ يومياً. وفى الخارج سبق وأن حصل ذلك، فى فرنسا وفنلندا والسويد تم منذ مدة طويلة شطب مصطلح العرق من الدساتير. ومنذ مايو/ أيار قامت ولاية بريمن بفعل ذلك. ففى دستور الولاية يتم الحديث الآن عن التمييز العنصرى والآن جاء دور جمهورية المانيا الإتحادية. ومن أجل ذلك وجب على الإتحاد الذى يضم الحزبين المسيحيين المحافظين إعطاء دفعة ـ إذا ما كان ينعت نفسه بالمسيحى. وسيكون ذلك جيداً، لأن حزب البديل من أجل المانيا الذى تفكر مجموعات فيه بشكل عنصرى سيتم فضحه. وهو الحزب الوحيد الذى يعارض بقوة وبالإجماع شطب المصطلح العنصرى العرق ـ هذه الكلمة التى أضحت من علبة العُثة أو صندوق العُث.