-
كتب /أيمن بحر
-
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخير الأمني دائماً تركيا التى ترغب فى العودة لعثمانيتها فى إحداث شرخ مع دول الإتحاد الأوروبى. حيث أفضت أزمة تدفق اللآجئين على أوروبا الى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل حيث عول الأوروبيون على أنقره فى وقف هذا التدفق عبر أراضيها فيما وجدت تركيا فرصتها فى الإستفادة من هذه الفرصة التى قلما جاد بها الزمن. يقضى الإتفاق بإستقبال تركيا اللآجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل إستقبال أعضاء الإتحاد الأوروبى للآجئين سورين بطريقة قانونية لكن هذا الإتفاق تضمن شروطاً ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول الى الإتحاد الأوروبى وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد فى المنشار أمام هذا الإتفاق. العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبنى البرلمان الألمانى قراراً يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها إبادة جماعية وما تزال العلاقات بين تركيا والمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألمانى فضلاً عن إحباط أنقرة مما إعتبرته تضامناً فاتراً معها فى أعقاب الإنقلاب العسكرى الفاشل فى 15 يوليو/ تموز والذى بدأ على خلفيته فصلاً جديداً من التوتر بين أنقرة والإتحاد الأوروبى. فإثر حملة الإعتقالات وما أسمى بحملة التطهير التى نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الإنقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الإنتقادات الأوروبية لأنقرة ما أفضى مجدداً الى توترات فى العلاقات وعرض الإتفاق بشأن اللآجئين للجمود وربما للفشل قريباً. وظهرت دعوات من داخل الإتحاد الأوروبى لوقف محادثات إنضمام تركيا للإتحاد الأوروبى حيث شككت النمسا فى قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الإقتراح النمساوى لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الإتحاد رغم الإستياء داخل التكتل إزاء أنقره. لكن التوتر عاد مجدداً بين أنقره والإتحاد الأوروبى وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة وإعتقال صحفيين، وكذلك إعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخراً إلى إتهام برلين بـ إيواء إرهابيين وهو ما رفضته برلين. لكن التوتر التركى الفرنسى يدخل طوراً جديداً بسبب الوضع فى ليبيا. بلغ التوتر التركى الفرنسة بسبب الموقف من تطورات الوضع فى ليبيا طوراً جديداً عبر إتهام باريس لأنقرة بتعرض إحدى سفنها المشاركة فى مهمة للحلف الأطلسى فى البحر المتوسط لعمل عدوانى للغاية من قبل زوارق تركية.يتباين الموقف التركى مع الموقف الفرنسى من الصراع فى ليبيا وحدث مؤخراً تلاسن بين البلدين لهذا السبب.
-
أعلنت وزارة الجيوش الفرنسية (الأربعاء 17 يونيو/ حزيران 2020) أن سفينة فرنسية تشارك فى مهمة للحلف الأطلسى فى البحر المتوسط تعرضت مؤخراً لعمل عدوانى للغاية من قبل زوارق تركية منددة بمسألة بالغة الخطورة مع شريك أطلسى.وأوضحت الوزارة أن السفينة الفرنسية تعرضت لثلاث ومضات لإشعاعات رادار من أحد الزوارق التركية معتبرة ذلك عملاً عدوانياً للغاية لا يمكن أن يكون من حليف تجاه سفينة تابعة للحلف الأطلسى فى وقت يعقد وزراء الدفاع فى دول الحلف إجتماعاً الأربعاء عبر دائرة الفيديو المغلقة. وأضافت أن هذه القضية خطيرة جدا فى نظرنا (…) لا يمكننا أن نقبل بأن يتصرف حليف على هذا النحو وأن يقوم بما قام به ضد سفينة لحلف شمال الأطلسى تحت قيادة الحلف تقوم بمهمة للحلف محذرة من أن وزيرة الجيوش فلورانس بارلى ستضع النقاط على الحروف خلال هذا الإجتماع بشأن الموقف التركى فى النزاع الليبى. وأوضحت الوزارة أن السفن التى تبحر بين تركيا ومصراتة أحياناً بمواكبة فرقاطات تركية لا تساهم فى نزع فتيل الأزمة ونددت بأن تكون السفن الحربية التركية تستخدم رموز الأطلسى لتعرف عن نفسها خلال مهمات المواكبة هذه.وزادت حدة التوتر بين باريس وأنقرة فى الأيام الماضية. والاثنين دان وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان الدعم العسكرى المتزايد لتركيا لحكومة السراج الليبية فى إنتهاك مباشر لحظر الامم المتحدة وقبل ذلك، صعّدت باريس موقفها تجاه التدخلات التركية في ليبيا واصفة إياها بغير المقبولة ومؤكدةً أنّ فرنسا لا يمكنها السماح بذلك وفق ما صدر عن الإليزيه. ورفضت تركيا بشدة الإنتقادات التى وجّهتها اليها فرنسا على خلفية دعم أنقرة لحكومة الوفاق الليبية متّهمة باريس بأنها تعرقل السلام بمساندتها المعسكر المقابل.
-
وفى ليبيا تدعم أنقرة حكومة الوفاق التى يرأسها فايز السراج والمنتهية ولايتها فى مواجهة الجيش الليبى الرسمى بقيادة الجنرال خلفية حفتر الرجل القوى فى الشرق الليبى والمدعوم من روسيا والإمارات. ورغم نفيها علناً أى دعم حفتر يُعتقد أن باريس تراهن على رجل شرق ليبيا القوى.