مع إعلان وزارة الصحة والسكان عن البدء في تطبيق علاج مرضى فيروس كورونا المستجد عن طريق بلازما المتعافين من الفيروس بادر عدد كبير من المتعافين للتبرع بالبلازما الخاصة بهم لإنقاذ المرضى
ففي نجع حمادي ضرب فني بشركة مصر للألومنيوم بنجع حمادي شمال قنا أروع الأمثلة في انقاذ المرضى، فلقد كان أسامة فاوي الفني بشركة مصر للألومنيوم وهو من أوائل المتعافين من الفيروس أول من بادر بالتبرع بالبلازما الخاصة به، لعلاج مرضى فيروس كورونا لافتًا أن التبرع بالبلازما واجب على الجميع وأن من يطالبون بالحصول على مبالغ مالية كمقابل التبرع منعدمي ضمير
الشيخ أسامة، كما ينادى عليه هنا في نجع حمادي، أصيب بالفيروس القاتل، عندما كان في أسوان، لأداء واجب العزاء واستمر المرض في جسده 7 أيام، وتحديدًا من يوم 20 أبريل وحتى 27 أبريل، الماضي، تلقى العلاج خلال هذه الفترة في مستشفيي الحميات بنجع حمادي، والعزل الصحي في اسنا
خلال هذه الفترة، حاول الشيخ أسامة، أن يخرج من أزمته، بالصبر والصلاة، داوم على الصلاة، وابتعد عن أي شيء ممكن أن يؤثر على حالته النفسية، وخلال فترة تلقيه العلاج بمستشفى العزل باسنا، مر بعدة مراحل منها مرحلة السعادة وأيضًا الحزن، فمرحلة السعادة، تمثلت في تعافيه من المرض الذي كان يعتبره ” دور برد عادي”، أما مرحلة الحزن وهي أصعب المراحل التي مرت عليه في مرضه ، كانت وفاة خاله طط وعدم قدرته على تشييع جثمانه
استطاع الشيخ أسامة، أن يقاوم المرض وتتحول نتائج تحاليله من ايجابية إلى سلبية، ويخرج معافى من مستشفى العزل، ثم يدخل في مرحلة عزل منزلي 14 يومًا، وفقًا للإجراءات الوقائية المعتمدة، وعاد إلى عمله الذي طمأن فيه زملائه بفيديو عبر فيسبوك أثناء مرضه، بأنه بصحة جيدة ولأهله الذين كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر، وأن تمر هذه الأزمة بسلام، ليبدأ مرحلة جدية في حياته، أهمها هو أن يساعد على قدر المستطاع في علاج المرضى، لأنه هو الأكثر دراية بهم، ومر بأزمتهم وكان في اشد الحاجة إلى المساعدة.
تلقى الشيخ أسامة، اتصالًا، من الصحة، لمطالبته التبرع بالبلازما، لعلاج المرضى، لم يتوانى لحظة، وذهب مسرعًا إلى مستشفى الأقصر الدولي، على حسابه الشخصي، مستنكرًا أي دعوات مطالبة بالحصول على مقابل مالي نظير التبرع، قائلًا ” كله لوجه الله”، ذهب للتبرع بالبلازما هناك، وبالفعل تبرع بعد أن أجرى كافة التحاليل اللازمة هناك، لمساعدة المرضى في تخفيف الآلام عنهم
يقول الشيخ أسامة، إنه على أتم الاستعداد أن يتبرع شهريًا بالبلازما، على حسابه الشخصي في أي مكان، لتخفيف الآلام عن المرضى، لافتًا أنه كان يجلس على سرير المرض، ينتظر بفارغ الصبر أي علاج أو وسيلة تخفف الألم عنه، وهذا هو حال المرضى الآن، موضحًا أن دعوة مريض في عز الاحتياج له، أهم من كنوز الدنيا وما فيها