قبل الدخول في تفاصيل تجربتى مع فيروس كورونا اود أولا وقبل كل شيء أن أتقدم لحضراتكم بالشكر الجزيل على دعواتكم الصادقة ودعمكم المستمر لي خلال فترة تواجدى في الحجر حتى شفانا وعفانا الله بفضله وكرمه ولله الحمد والمنه.
فى البداية أود أن أوضح هنا من خلال تجربتى أنا كورونا درجات.. ضعيف ومتوسط وفوق المتوسط ولايوجد علاج للفيروس ولكن يتم علاج الأعراض خاصة الحالات التى تعانى من أمراض مزمنة أو أعراض أخري .
لن أطيل علي حضراتكم و مباشرة أحكي تجربتى مع كورونا الذى أرى الآن أنه بدأ يضعف ولم يعد بالقوة والشراسة التى بدأ عليها منذ 5 أشهر … أنا دخلت المستشفي بعد شعورى ببرد خفيف وقاسو درجة الحرارة كانت 37 درجة فقالوا الأمر بسيط ولاتوجد أعراض كورونا كان ذلك فى فجر يوم 27 مايو وعدت إلي المنزل على أساس أنه برد عادى بسيط لأنه بالفعل لا توجد أعراض كورونا مثل ارتفاع درجة الحرارة إلي 38 درجة ولا يوجد سعال أو عطس ولا جفاف في الفم أو الحلق و لامغص أو إسهال أو صداع أو ألام فى الجسم ولا أي عرض من أعراض الفيروس لذلك تم تصنيفي من درجات الإصابة الضعيفة.
المهم الساعة 7 صباحا ذهبت مره أخرى للمستشفي علي أساس أنه برد عادى وهكشف وأخد أدوية البرد وأعود إلى البيت فقام طاقم التمريض بقياس الضغط ودرجة الحرارة فوجدوا حرارتى 38 درجة وهذا كان أمر غريب بالنسبة لي لأنه منذ ساعتين ونصف فقط كانت الحرارة 37 فطلبوا عمل مسحة للفيروس فقلت ماشي نعمل وعملت المسحة والطبيب اعطانى بعض الأدوية لعلاج البرد حتى تظهر النتيجة ورجعت منزلى وعزلت نفسي تماما عن أسرتي فى غرفة منفصلة .
الساعة 8 صباح يوم 27 مايو عملت المسحة والساعة 12 ليلا ظهرت النتيجة إيجابية وأصبحت مصاب بكورونا، المهم مساء يوم 29 إتصل بي الطبيب الذى عمل المسحة وطلب منى الذهاب للمستشفي لإجراء أشعة علي الصدر وعمل رسم قلب وتحليل دم ومنحنى بعض التعليمات الوقائية للسير عليها وبالفعل توجهت للمستشفي وعملت كل هذه الفحوصات والحمد لله نتيجتها جميعا كانت ممتازه للغاية.
كل ذلك ولم تظهر أي أعراض لكورونا نهائيا حتى الآن فسألت الطبيب المعالج عن السر في ذلك وعن حالتى ووضعى الصحى فقال وضعك مستقر جدا ولله الحمد وستذهب فورا إلى الحجر الصحى فى أحد الفنادق لأنه لا توجد أعراض نقوم بعلاجها.
بالفعل ذهبت للحجر الصحى بالفندق وعلى مدار 14 يوما بالحجر لم أحصل طيلة هذه المدة علي أى أدويه إطلاقا فقط حدث وأنا في الحجر أن فقدت حاسة الشم والتذوق لمدة يوم ونصف تقريبا ثم بعدها جفاف بسيط في الفم والحلق ثم سعال جاف بعض الشيء فتواصلت مع الطبيب المعالج تليفونا فقال لا تقلق هذا أمر طبيعي و لن نعطيك أى دواء لأن دواء السعال به نسبة كرتزون تؤثر على مناعة الجسم فقط عليك بالسوائل والمياه بكثرة والطعام الصحي والأكل الجيد وإن شاء الله السعال سينتهى من تلقاء نفسه وبالفعل كنت يوميا أشرب حوالى 2 لتر من المياه وربما أكثر بجانب عصير البرتقال وليمون ساخن وجنزبيل وزعتر بجانب طبعا الأكل الصحى الذى يتضمن العسل فى وجبة الإفطار والنوم لمدة 8 ساعات يوميا وأحيانا أكثر من ذلك. بعد يومين تقريبا الحمد لله إنتهى السعال تماما وأيضا بدأ جفاف الفم والحلق في التلاشي تدريجيا لكن بعدها شعرت بعطس على فترات متباعده يعنى كل 3 ساعات مثلا تحدث عطسه لكنها كانت تحدث ألام فى جسدى خاصة منطقة الظهر وليس الصدر كالعادة أستمر معى لمدة يومين ونصف تقريبا وانتهى والحمد لله.
بدأت اشعر بتحسن ملحوظ بعد اليوم السابع واستمر هذا التحسن حتى وصلت اليوم العاشر شعرت بأننى طبيعي وأمورى جيده جدا جدا ولله الحمد وحتى خروجى من الحجر وحتى هذه اللحظة أحافظ علي أكل الخضروات والفاكهة لأنها تقوى المناعة بجانب شرب السوائل بكميات كبيرة خاصة المياه 2 لتر على الأقل بجانب المشروبات الدافئة وأهمها البرتقال والليمون والجنزبيل والقرفة بمزيج العسل مع الليمون وممارسة رياضة خفيفه كما كنت أفعل في الحجر لكن الأهم هنا هو الثبات النفسي والابتعاد عن القلق والتوتر والانفعال والخوف لأن العامل النفسي أهم عامل فى التعافي من الفيروس .
ياجماعة صدقونى من خلال تجربتى الأمر ليس هزار ولا تهريج ولا سخرية واستهانه بالمرض فعلا نحن أمام وباء ينتشر بسرعة كبيرة بين الناس واذا لم نلتزم بالإجراءات الاحترازية حتما سنصاب بالوباء لذلك نصيحتي لحضراتكم الإلتزام بالإجراءات الاحترازية مثل غسل اليدين والتعقيم وترك مسافة أمنه بينك وبين الغير وأهم شييء هو ارتداء الكمامة والقفزات باليد لأنه أنتو عارفين أنا أصيبت الزاى من المصعد شخص مصاب يسكن معنا فى العمارة مصاب هو وأسرته ولم أكن أعلم بأنه مصاب ولا هو نفسه كان يعلم عطس وسعل داخل المصعد وللأسف أنا نزلت خلفه مباشرة دون أن ارتدى الكمامة وحدث ماحدث والحمد لله علي كل حال.
التجربه لم تخلو من بعض الجوانب الصعبة التى أثرت ألا أذكرها لعدم ازعاجكم بها لكن الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ربنا شفانى وعفانى وهذا هو الأهم بالنسبة لي ،والأهم هنا أيضا هو الإلتزام التام بالإجراءات الاحترازية لحماية نفسك وأسرتك والمجتمع كله… ربنا يحفظكم من كل مكروه ويرفع عنا البلاء والوباء وسائر الأمراض.