بقلم /أيمن بحر لماذا لم تضرب مصر سد النهضة حتى الان ؟ وما سر العجرفة الاثيوبية رغم انها الجانب الأضعف ! هدف اثيوبيا و من وراء اثيوبيا من بناء السد هو سبب سياسى فى المقام الاول للبحث عن السيطرة و النفوذ فى افريقيا وحاول السودان مساعدتها فى الترويج لذلك على حساب مصر ثم البحث عن السيادة الأفريقية الأمر الثانى اقتصادى و هو يتعلق بحلم إثيوبي قديم بأن تكون مركزا للطاقة النظيفة فى شرق أفريقيا وتقوم بتصديرها إلى دور الجوار، معتمدة على حسابات أعدتها منذ عشر سنوات بأن تكون مصر هى المشترى الأكبر للكهرباء المزمع توليدها من سد النهضة بسبب ازمة الطاقة فى مصر لكن مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسى للحكم حول مصر من العجز فى انتاج الكهرباء الى الوفرة و التصدير بعد مضاعفة انتاج مصر من الكهرباء و بناء محطات الرياح و المحطات الشمسية و المحطات المركبة. توجد عيوب كثيرة فى سد النهضة تخص طبيعة الارض المبنى عليها السد و طريقة البناء و توقع العديد من الخبراء انهيار السد عند اكتمال تخزين المياه بارتفاع اكثر من 190 متر وبالفعل ظهرت بعض التشققات فى جسم السد قبل اكتمال اعمال البناء مما يمثل خطورة على السودان و مصر بسبب اختيار اثيوبيا لموقع حدودى مع السودان لتتجنب الخطر لو حدث انهيار السد .اوهمت اثيوبيا شعبها انه عند اكتمال بناء السد سوف تتحول اثيوبيا الى قوة عظمى عالميه و اقترضت مليارات الدولارات فلك انت تتخيل ان ينهار كل ذلك فى لحظه بدون اى تدخل خارجى بالاضافة الى طبيعة الداخل الاثيوبى الهش و الضعيف ؟ تسرع اثيوبى فى الضغط و استفزاز مصر فماذا لو تسرعت مصر ايضا و ضربت السد الان ؟ سوف تتحول الحكومة الاثيوبية الى ضحية و يلتف الشعب الاثيوبى حول حكومته امام العدوان المصرى و الحلم الاثيوبى المزعوم بالاضافة الى الضغط الدولى على مصر خاصة من الدول المتربصة و المنزعجة من تضخم و تطور مصر عسكريا و اقتصاديا فى عهد السيسى ويمكن ذلك اثيوبيا الضحية من بناء اى سد اخر تحت حماية دولية و دعم من المتربصين وحينها لن يستطيع الشعب الاثيوبى و الدول المقرضه لاثيوبيا المطالبه بأموالها لان السد لم ينهار بسبب العيوب الفنية و لكن بسبب العدوان المصرى .سوف تعمل اثيوبيا على مطالبة دولية بتسليحها بأفضل الاسلحة لحماية حقوقها من اى اعتداء مصرى جديد و تضمن تعاطف المجتمع و المنظمات الدولية .. لك ان تتخيل ماذا سيكون رد الدول المتربصة بمصر . الوضع الان يحتاج اعصاب حديدية و حكمة بالغة فى التعامل خاصة و ان مصر تقاتل و تجاهد فى كل الاتجاهات .. مصر تحارب وباء شرس و تهديدات تركية من الغرب و تهديد ارهابى فى شمال سيناء و تهديد المياه من الجنوب و تهديد الجهل و الخيانه من الداخل و الخارج . مصر لا تقاتل فى كل الجبهات فقط بل تبنى نفسها من جديد فى عهد الرئيس السيسى .. عمل ومشاريع فى كل انحاء مصر فى كل المجالات و محاولة اصلاح ما تم افساده منذ عشرات السنين من عشوائيات و اهدار للاراضى الزراعية و نظام ادارى و صحى وتعليمى متهالك منذ عشرات السنين .مصر تنتظر اللحظة التى يمكن فيها الوصول الى اتفاق عادل او ضرب السد و هى نظيفة الايدى ولا تتعرض لأى عقوبات دولية ولا تمنح اثيوبيا الفرصة الذهبية و قوة اضافية لبناء اى سد جديد بحماية دولية .اسرائيل – تركيا – قطر .. مثلث متربص لا يتمنى الخير لمصر بالاضافة الى بعض الدول العربية التى تستثمر فى بناء السد فى شهر ابريل عام 2017 توجه تميم الأمير القطرى الى اثيوبيا بعد قطيعة 6 سنوات لكن لم يتوقف فيها الدور الاستخباراتى للنظام القطرى فى اثيوبيا .. زيارة تميم كانت محاولة لشرعنة وتمويل سد النهضة حيث اراد النظام القطرى تسريع و تيرة بناء السد وضخ استثمارات كبيرة من ضمنها تمويل لمشروع السد يحصل تميم فى المقابل على حق زراعة 1.2 مليون فدان فى منطقة السد للمنفعة القطرية زيارة تميم سبقتها زيارة لاردوغان وقع خلالها اتفاقية تعاون بقينة 3 مليار اما اسرائيل فقد نشرت بعض المواقع فى اسرائيل عن قيام شركات اسرائيلية بتنفيذ منظومة دفاعية لحماية السد واشارات التقارير الى حدوث توتر بين مصر و اسرائيل بسبب تلك المنظومة قام نتنياهو بزيارة اثيوبيا و اعلن دعم حق اثيوبيا فى بناء السد وان اسرائيل تساند اثيوبيا فى استكمال بناء سد النهضة فى موعده .كل هذا من اجل الضغط على مصر و تركيعها لكن لن تعطش مصر ابدا .. 5 سنوات من المفاوضات العقيمة واثيوبيا تراوغ و تستطيع مصر ان تنهى كل هذا بقدرتها العسكرية حيث تمتلك تاسع اضخم قوة عسكرية فى العالم لكن الأمر يحتاج الى صبر و حكمة بالغة لا تدار بوجهة نظر الشارع .