سر اختفاء السجائر المحلية من الأسواق متابعه/ محمدمختار انتشرت في هذه الأيام شكاوى عديدة من نقص السجائر المحلية بالأسواق، وارتفاعًا لأسعارها بصورة مبالغة إن وجدت، ليشكل ذلك أزمة بالغة لدى قطاع كبير من المواطنين المدخنين الذين يعتمدون في تدخينهم بصورة أساسية على تلك الفئة من السجائر، التي كانت متوافرة وبأسعار هي الأقل والأنسب لهم. “التحقق في أسباب أزمة نقص تواجد السجائر المحلية بالأسواق، وارتفاع أسعارها، وذلك من خلال التواصل مع أطراف تلك الأزمة من مدخنين وتجار وأخيرًا شعبة الدخان. أكد أحمد محمود، 30 عامًا، وهو أحد المدخنين الذين اعتادوا تدخين سجائر “كليوباترا” أنه لاحظ بالفعل نقصًا كبيرًا في سجائر “الكليوباترا” بالأسواق الأمر الذي دفعه إلى استبدالها بالسجائر الصيني كبديل نظرًا لتقاربها في السعر مع سجائر “الكليوباترا” المحلية وتوافرها. الأمر نفسه أكده إبراهيم هلال، 45 سنة، موضحًا أنه اعتاد شرب السجائر المصرية، ولا يمكنه تغييرها، إلا أنه فوجئ بنقصها بالأسواق منذ إجازة العيد وحتى هذه الأيام، مشيرًا إلى أنه يجدها أحيانًا بصعوبة في بعض المحال، ولكنها تتوافر بسعر أعلى من سعرها الأصلي بنحو 5 جنيهات على العلبة الواحدة، ورغم هذه الزيادة الكبيرة إلا أنه يضطر إلى شرائها لاعتياده على هذا النوع وتدخينه. وللتأكد من صحة شكاوى العديد من المواطنين حول نقص السجائر المحلية في الأسواق، وارتفاع أسعارها قامت “الدستور” بجولة حول عدد من الأكشاك ومحال السوبر ماركت في العديد من محافظتي القاهرة والجيزة للتحقق من تلك الأزمة المتداولة. ففي منطقة حدائق المعادي بالقاهرة أكد مينا عادل، أحد أصحاب محال السوبر ماركت، أن السجائر الأجنبية متوفرة وسعرها ما زال ثابتًا، إلا أنه أكد أن الأزمة تكمن في السجائر المحلية في مقدمتها الكليوباترا التي أكد نقص توزيعها بصورة كبيرة في الفترة الحالية، الأمر الذي أدى كذلك إلى نقص توافرها، وبالتالي ارتفاع أسعارها ليصل ثمن العلبة منها إلى 25 جنيهًا بعد أن كان ثمنها لا يتعدى الـ17 جنيهًا، ليقول “أنا ماعنديش كليوباترا من قبل أجازة العيد واللي بيبيعها دلوقتي بيبيعها غالية”. وبسؤاله عن سبب ارتفاع سعر السجائر المحلية بهذه الطريقة وعدم توافرها، أجاب مدعيًا أن توقف شركة الشرقية للدخان عن العمل بسبب فيروس “كورونا”، وراء نقص توافر هذه السجائر، وبالتالي ارتفاع أسعارها، موضحًا أن ذلك جاء بعد اكتشاف حالات مصابة بفيروس “كورونا” من العاملين بالشركة. رزق سعيد صاحب أحد الأكشاك بمنطقة الهرم أكد بالفعل عدم توافر السجائر المحلية، مع ارتفاع أسعارها بصورة كبيرة، موضحًا أن “الزبون” حاليًا يلجأ إلى السجائر الصيني كبديل ولكونها المتوافرة بكثرة وبأسعار أقل من المحلية والمستوردة الأخرى، فسعر العلبة لا يتعدى 20 جنيهًا فقط. وأوضح رزق أنه لا يعلم السبب الحقيقي وراء نقص توافر السجائر المحلية، مرجحًا أن يكون السبب في ذلك كما هو شائع بين عدد من التجار، وهو أن إجازة عيد الفطر المبارك التي دامت حوالي أسبوعًا كاملًا، أدت إلى انخفاض إنتاج الشركة الشرقية، وفي الوقت نفسه نفاذ الكميات الموجودة بالمحال، مضيفًا أنه من الوارد أيضًا أن يكون السبب وراء نقص السجائر المحلية بالأسواق هو ذلك السبب الشائع أيضًا، وهو إصابة عدد من العاملين داخل الشركة الشرقية للدخان بفيروس كورونا الأمر الذي تسبب في توقفها. وفي أثناء جولة “الدستور” عثرت المحررة بصعوبة على أحد الأكشاك التي يتوافر بها السجائر المحلية من فئة “الكليوباترا”، فعلى الرغم من إقرار أحمد عادل صاحب أحد الأكشاك بمنطقة دار السلام بنقص تواجد سجائر كليوباترا في الأسواق، إلا أنه أعلن عن توافرها لديه بكميات لا بأس، وبسعر 23 جنيهًا فقط، موضحًا أن هذا النقص يرجع إلى جشع الكثير من التجار معدومي الضمير، الذين يلجأون إلى حيلة تخزين السجائر انتظارًا إلى الزيادة المرتقبة بسعرها في شهر 7 لطرحها للبيع بأسعار مرتفعة بالثمن، وتحقيق من وراء ذلك مكاسب طائلة أي “تعطيش السوق”. شعبة التبغ: نقص السجائر يرجع لاعتقاد التجار أن سعرها سيرتفع قريبًا، وهذا بالفعل الذي أكده إبراهيم إمبابي رئيس شعبة التبغ باتحاد الصناعات، في حديثه موضحًا أن الشركة الشرقية للدخان لم تتوقف نهائيًا عن العمل كما يزعم البعض، كما أن إنتاجها اليومي ثابت كما كان وهو معلن بالتقارير الحكومية التي تثبت صحة ذلك، مشيرًا إلى أن هذا النقص في توافر السجائر المحلية بالأسواق يرجع إلى اعتقاد الكثير من التجار أن ثمن السجائر سيرتفع بشهر 7 المقبل، ومن ثم يعملون على تخزين كميات من السجائر التي حصلوا عليها بالسعر القديم، لطرحها بالأسواق بعد الزيادة المزعومة، فيحققوا بذلك مكاسب هائلة من فارق السعر الأصلي، والسعر الذي ستباع به. إلا أنه أكد أن كل ما يعتقده التجار من الزيادة هذا العام ليس صحيحًا، موضحًا أنه بعد إقرار قانون 13 لسنة 2020 برفع الضرائب على السجائر، حصلوا هم العاملين بشعبة السجائر على وعد من وزير المالية بعدم زيادة سعر السجائر لمدة 18 شهرًا من تاريخ إصدار هذا القانون، وبالتالي لا يوجد هذا العام أي زيادة مرتقبة بأسعار السجائر، وما يحدث من بيع السجائر بأثمان مرتفعة عن ثمنها الحقيقي، ما هو إلا جشع تجار مع غياب وعي لدى المواطن بضرورة عدم انجرافه وراء شراء سلعة مغالى في ثمنها دون أحقية لذلك، بل وضرورة إبلاغه المسئولين كجهاز حماية المستهلك عن المتسبب في تلك المغالاة. أما عن إصابة أفراد من العاملين بشركة الشرقية للدخان بفيروس كورونا كما هو مشاع بين عدد من التجار فلم يثبت أو ينفي إمبابي صحة تلك المقولة، بل أشار إلى أن الفيروس حاليًا منتشر بمصر وتزداد أعداد الإصابة به يومًا بعد يوم إلى الدرجة التي ترجح أنه من الطبيعي إصابة أحد الأفراد في كل مؤسسة به على الأقل، ولا يٌستبعد هذا على الإطلاق.