كتب/أيمن بحر تحولت جلسة المساءلة التي عقدها مجلس نواب الشعب التونسي على مدار اليومين الماضيين لمساءلة رئيس البرلمان راشد الغنوشي، إلى محاكمة شعبية للدور الدبلوماسي المشبوه للرجل وانتفاضة حزبية ضد حركة النهضة التي يتزعمها. وتمحور النقاش في البرلمان التونسي خلال جلسة مشحونة امتدت لأكثر من 20 ساعة من الأربعاء حتى فجر الخميس حول الدبلوماسية النشطة لرئيسه الغنوشي التي اعتبرت تعديا على صلاحيات رئيس الجمهورية قيس سعيد.وظهر الجدل في نهاية مايو الماضي بعدما هاتف الغنوشي رئيس حكومة طرابلس في ليبيا فايز السراج مهنئا بسيطرة ميليشسات طرابلس على قاعدة الوطية الجوية التي غادرها الجيش الوطني الليبي لأغراض تكتيكية وتعليقا على ما جرى في جلسة البرلمان التونسي قال الكاتب والباحث السياسي أبو بكر الصغير إن إفلات الغنوشي أمام البرلمان يندرج تحت إطار الخبث السياسي لحركة النهضة وقدرتها على استمالة بعض النواب في اللحظات الأخيرة.وأضاف في تصريحات أن تدخلت جهات عليا قبل جلسة البرلمان من داخل الحكومة وكذلك أطراف عدة لتدفع عددا من النواب إلى عدم حضور الجلسة أو التصويت برفض اللائحة التي تقدم بها الحزب الدستوري الحر وأكد الصغير أن حركة النهضة لا تعمل بشفافية ولا تحترم الأخلاقيات السياسية فهي تناور دائما وفي كل شيء تقريبا سواء في قضايا الشأن الوطني أو الخارجي وقال: رأينا كيف ناور الغنوشي بمصلحة ومصير تونس من أجل مصالح التنظيم الدولي للإخوان. هذه الحركة لها مشروع واحد، هو الالتقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل عثمنة المنطقة وإعادة استعمارها من جديد ووصف الصغير جلسة البرلمان لمساءلة الغنوشي بأنها كانت يوما أسود ويوم محاكمة لحركة النهضة لأنه لم يحصل في تاريخ الحركة أن تعرضت لهذا الكم من الانتقادات وسرد المعطيات الخطيرة ومن جهة أخرى رد جلال الورغي مدير المركز المغاربي للدراسات على كلام الصغير بالقول هذا مسار ديمقراطي وذروة الديمقرطية في تونس أن تعبر عن نفسها من خلال مساءلة أي مسؤول في الحكم وهذا جزء من الشفافية التي أتت بها تونس وأضاف في تصريحات أن الأصوات المرتفعة لا تعبر عن البرلمان ولا الإرادة الشعبية وتأتي من بقايا النظام السابق التي تسللت إلى داخل البرلمان لإرباك النظام الديمقراطي وأوضح أن البلد الذي يعيش حياة ديمقراطية تجري فيه حوارات حادة لكن في النهاية تنتصر إرداة الناخبين التي يجب أن نسلم بها ومن غير المسموح أن يخرقها أي شخص وقال الورغي إن حركة النهضة تتعلم ولا تزال تتعلم ومطلوب منها أن تنصت للجميع حتى وإن كانوا مخطئين مشيرا إلى اعتراف الغنوشي بالوقوع في الأخطاء وفي ما يتعلق بكلام الورغي عن بقايا النظام تساءل الصغير هل هناك بقايا نظام سابق داخل حركة النهضة؟ هل هناك جبهة شعبية داخل حركة النهضة؟ وتحدث الصغير عن الفضائح التي بدأت تتكشف من داخل حركة النهضة على ألسنة مسؤولين فيها من بينهم عبد الحميد الجلاصي الذي قال إن حركة النهضة ترى الوطن عبارة عن غنيمة وكذلك رياض الشعيبي صندوق أسرار الغنوشي الذي طلب من الغنوشي الانسحاب ومغادرة المشهد السياسي.وتساءل الصغير هل يعقل أن يوجد برلمان في العالم لا يدين التدخلات الخارجية؟ هذا ما حصل بالأمس التونسيون ماتوا في الحركة الوطنية ضد المستعمر من أجل برلمان تونسي يكون سيد نفسه وأضاف ما حصل في جلسة مساءلة الغنوشي هو تشريع للخيانات ومباركة لما يقوم به الغوشي من إقحام تونس في أجندة خارجية مدمرة لكل المنطقة العربية من أجل المشروع الأردوغاني وختم الصغير مؤكدا أن الغنوشي ليست له علاقة بالشأن الدبلوماسي وفق الدستور التونسي الذي وضعته حركة النهضة نفسها. الدبلوماسية من اختصاص رئيس الدولة وليس للغنوشي أن يتعاطي مع القضايا الخارجية الوطنية سواء في ليبيا أو غيرها