بقلم أ. خولة خمري صحفية و باحثة اكاديمية في قضايا الحوار بين الحضارات والأديان Khaoula.khamri@hotmail.com قام الباحث الأكاديمي الدكتور العراقي المتميز طه مهدي محمود بتقديم ببرنامج تدريبي إلكتروني الذي كان بعنوان: إدارة المراسيم والبروتوكولات وذلك لمدة ثلاثة أيام متتالية بتاريخ 29 و30 و31 من شهر ماي 2020، حيث عرف البرنامج التفاتة كبيرة من طرف المشاركين وتثمينهم لهذا الجهد والمعلومات المقدمة من قبل الدكتور طه خاصة وان الموضوع جديد وأصبح مطلوب بشكل كبير بالوطن العربي خاصة من طرف الشباب خريجي الجامعات والمقبلين على الحياة العملية وهو ما جعل هناك تهافت كبير من قبل الشباب و الباحثين المشاركين في البرنامج التدريبي. وقد تضمن البرنامج ثلاث محاضرات شملت الأولى استعراض مفهوم الإدارة بشكل عام وتعريف المراسم وأركانها الأساسية وأنواعها مع عرض مجموعة من الفيديوهات الميدانية كأمثلة لأهم مراسم الاستقبال والتشريفات وبعض سلوكيات الوفود من خلال تطبيق مفهوم الإتيكيت بشكل عملي وصولا إلى عملية التوديع للشخصيات التي حضرت البرنامج أو الفعالية. بينما تضمنت المحاضرة الثانية عرض مفهوم البروتوكولات كأحد أهم أركان المراسيم الدولية وبيان الفرق بينه وبين الإتيكيت ولأهمية مصطلح الدبلوماسية خاصة في العلاقات بين الدول فقد قام المحاضر بعرض مفصل لها ابتداء من التعريف والأنواع والسمات وصفات الدبلوماسي ودرجاته ووظيفته مع تقديم فيديوهات توضح أهم الخروقات الممارسة للأعراف والتقاليد البروتوكولية التي قام بها بعض الرؤساء والدبلوماسيين وقد لاقت هذه المحاضرة إعجابا كبيرا من قبل المشاركين خاصة أنها تركز على كيفية تكوين شخصية الدبلوماسي وفق تقنيات جد حساسية لبناء الفرد الدبلوماسي. وشملت المحاضرة الثالثة والأخيرة على شرح مفصل لبعض المصطلحات التي تعتمد إقامتها على تنظيم مراسيمي خاص وبروتوكولي عالي كالمؤتمرات والاجتماعات وورش العمل والندوات والملتقيات وأنواعها ونقاط الاختلاف بينها وسبل إنجاحها إداريا وفنيا مع الإشارة إلى كون تخصصي الإدارة والإرشاد السياحي مؤهلان بشكل كبير جدا للتنظيم والإشراف على إقامة هذه المحافل من خلال تجارب سابقة تم التطرق لها كأمثلة عملية داخل المعهد التقني كربلاء الذي يعتبر رائدا في هذا المجال كونه قدم العديد من المحافل الدولية التي جمعت الكثير من الشخصيات العلمية البارزة بمختلف المجالات من خلال المؤتمرات والفعاليات التي قامت بتنظيمها ورعايتها. وفي نهاية هذا البرنامج التدريبي أشاد الحضور الذي كان من مختلف الأعمار والمجالات بهذه الالتفاتة الكبيرة التي قامت بها جامعة الفرات الراقية وحث المشاركون الجميع إلى ضرورة المشاركة بمثل هذه الفعاليات التي تسهم في الرقي بمجال البحث العلمي وتطوير مهارات الشباب لدخول سوق العمل ومجال ريادة الأعمال من أوسع أبوابه خاصة وان العالم بعد انتهاء وباء كورونا سيشهد انقلابات كثيرة في نمط عيش البشر وهو ما لفت له صاحب البرنامج التدريبي الدكتور المتميز طه مهدي محمود حيث دعي في هذا البرنامج الجهات الرسمية العربية إلى ضرورة العمل على الاستعداد الجيد لعالم ما بعد كورونا وكيفية التعامل معه من خلال مساعدة الشباب والدفع بهم لخلق فرص ريادية جديدة تسهم في تطور الوطن العربي ولحاقه بالركب الحضاري والتطور الكبير الذي وصل له العالم في عالم الخدمات المتعلقة ب إدارة المراسيم والبروتوكولات. حيث حققت العديد من الدول قفزات نوعية في هذا المجال وهو ما جعل الخبير طه مهدي محمود يدعو الحكومات و الدول إلى ضرورة الاقتداء بنماذج الدول التي نجحت بهذا المجال وضرورة العمل على نقل تلك التجارب للوطن العربي كما نوه بضرورة الاهتمام بالمواهب العربية الشبابية في هذا المجال و فتح الفرص لهم ودعمهم اللامشروط سواء ماديا أو معنويا لتفجير طاقاتهم بهذا المجال كما صرح الدكتور أنه مستعد لتقديم خبرته بهذا المجال لجميع المؤسسات التي تطلب تعاونه.