أفلح وربح من حمد الله علي ما نزل به من قضاء الله وقدره .، وحاب وخسر من تأفف وضجر واعترض علي قدر الله.ولم يعتبر بما حل به ، ولم ينظر إلي من هم اقل شأنا وأعظم مصابا . بل راح يكيل الشكايات للقاصي والداني كأنما يتهم الله لما الم به وقد توهم ان مصابه عظيم وأن الله اختاره من بين الناس لينزل به البلاء . والحق ان امثال هؤلاء جبلوا علي الشكوي من توافه الامور وقد راق لهم ان تاتيهم الحياة رغدة ومريحة ..فاذا وخزتهم شوكة تبرموا وانقلبوا كافرين بانعم الله .بل ان بعضهم يلتذ بالشكوي حتي وهو في رغد العيش طلبا للمزيد ناظرا الي من هو اعلي ممنيا النفس ان يكون خيرا منه ..فاذا لم يحدث اكلت الحسرة قلبه وسكنه الحقد والكراهية.ولايهدا بالا حتي يري الفواجع قد ألمت بنظرائه .فهل يكف عن الشكوي؟ كلا …أنه يحسد الفقير ان أعطاه الله زوجة طيبة وابنا بارا .وينظر الي حاله بعين السخط فلا يري في زوجته إلا كل نقص ومذمة ولا يجد في اولاده إلا عبئا ابتلاه الله به ويتمني ان لو لم يوجدوا من البدء . هؤلاء تربوا علي فقه الشكايات فلا راحة لهم إلا بها .ودائما مايتملكهم شعور بالاضطهاد وجنون العظمة وأن الناس تراقب أفعالهم وتتمني لهم الخطأ والفضيحة. وأن بعضا من الناس يدبرون لهم بليل .ويتأمرون عليهم لأنهم احسن حالا وأفضل شأنا .. ويتنامي هذا الوهم لديهم فيجعلهم في ريب من الناس .فيبادرون بعداء استباقي ظنا منهم بأنه حماية لهم من عدو مجهول .يقودهم ذلك الي افتعال المشاحنات مع الناس وأن كانوا أولي قربي .ومن ثم النزوع الي الشكوي في أقسام الشرطة . والتنازع في المحاكم وإثارة الشوشرة والبلبلة وتقديم المستندات الوهمية والتقارير الطبية المزورة .لالشيئ إلا لإلحاق الاذي بالآخرين والاستمتاع بما ينالهم من مصائب .. اؤلئك لم يعرفوا معني الحمد ولم يهتدوا إليه .ولم يقدروا الله حق قدره .ولم يدركوا حجم النعم التي منحها الله لهم .فشغلتهم الكراهية واعماهم الحقد والحسد وردهم الي الهمجية وفكر الكهوف .وهي ردة إنسانية مذمومة نعوذ بالله منها ونسأله تعالي ان ينزع من قلوبنا الحقد والحسد وأن يملأها بالرضا والقناعة وأن يرزقنا الحمد في كل حال .فاللهم تقبل …آمين من سلسلة (الوعي والاخلاق)