متابعه / محمدمختار “نفسى أشوف ابنى بعدما أنجبته بعد 11 عاما”.. بهذه الكلمات بدأ الطبيب البطل محمود سامى الذى أصيب بكفف بصره بمستشفى العزل ببلطيم، نتيجة الإرهاق الشديد أثناء علاج مرضى فيروس كورونا بالعزل، ففي حجرة العناية المركزة وقف مجموعة من الأطباء بجوار الطبيب البطل، منهم من يعطيه العلاج اللازم ، ومنهم من يعطيه أنسولين، ومنهم من يحاول أن يخفف آلامه، وبجواره والده الذى تبدو على وجه علامات الحزن الممزوجة بحمد الله وشكره، مردداً دعوات لنجله البطل أن يعود سالماً له. وفي الجانب الآخر تقف زوجته مروة ممدوح، تخفف آلامه، وسط مشاعر جياشة رسمها الحب على وجهي الأم والزوجة. وقال الطبيب البطل محمود سامى أنه لم ير نجله يحيى إلا مرة واحد، منذ مولده منذ شهرين، بسبب انشغاله فى علاج المرضى بمستشفى العزل أو بمتابعة المرضى بمستشفى حميات قبل توجهه لمستشفى العزل ببلطيم، وأنه يتمنى أن يعود بعد رحلة العلاج مبصراً ليرى نجله الذى أنجبه بعد 11 عام كاملة من الزواج. وأضاف الطبيب محمود سامى قبل نقله لمركز الطب العالمى، أنه يوجه الشكر لكل المسئولين ولمجلس الوزراء على الاستجابة للموافقة على علاجه على نفقة الدولة ونقله للمركز الطبى العالمى كما اختار . وأضاف سامى، أن سبب إصابته بفقدان بصره، الضغط الذى تعرض له أثناء عمله فى مستشفى العزل ببلطيم، وقال: كنا نحاول ان نظهر بأننا متماسكين من كثرة الحالات ،وآخر ما شعرت به قبل ضياع بصرى ضيق فى التنفس وإغماء قبل فقدان الوعى. وقال إنه لما أفاق وجد نفسه فاقدا البصر، وأنه متوجه للمركز الطبى العالمى لتبدأ الفحوصات وإجراء اكشف الطبى عليه من جديد. وتابع أن استجابة مجلس الوزراء وتعاطف الشعب المصرى معه أعطياه دفعه معنوية كبرى، وأنه متأكد فى عدم التقصير ويشكر مجلس الوزراء وزملائه والشعب المصرى على مشاعرهم تجاهه. وقال الدكتور محمد حلمى قنيبر ابن عم البطل، إن هناك صعوبة فى عملية التشخيص مضيفا: نحتاج لتشخيص دقيق، حتى يعود البطل لطفله سليماً، فهو دائم السؤال عنه، محاولاً تخيل صورته، موجهاً الشكر لكل المسئولين لاهتمامهم بحالة نجل عمه. يذكر أن الطبيب محمود سامي، أخصائى أمراض الباطنة والحميات، انضم للأطقم الطبية بمستشفى عزل مصابى كورونا فى بلطيم،وكان من المفترض أن يقضى 14 يوماً مثل بقية الأطقم الطبية ولكن فى منتصف الاسبوع الأول ونظراً للإجهاد الشديد أثناء تأدية عمله تسبب فى رفع ضغطه وحاول الأطباء إسعافه، ولكنه فقد وعيه وعندما أفاق وجد نفسه لا يبصر