لواء دكتور/ سمير فرج اعداد عادل شلبى هل شهر رمضان المبارك، هذا العام، على مصر، والعالم الإسلامي، مختلفاً، عما اعتدناه، من قبل، فالعالم بأسره يكافح فيروس كورونا المستجد، ويخضع بصورة، أو بأخرى، لقيود في الحركة، وعلى الحياة الاجتماعية، ومن هذا المنطلق اضطرت شعوب العالم الإسلامي للتخلي عن العديد من العادات الدينية، في هذا الشهر الفضيل، لعل أهمها أداء مناسك العمرة، والحرص على قيام ليلة القدر، وختم القرآن الكريم، في رحاب الكعبة المشرفة، كما غابت أهم شعائر هذا الشهر الفضيل، وهي صلاة التراويح، في جماعة، بعدما أغلقت المساجد، لتجنب تفشي الفيروس. وللحد من الاختلاط المسبب لانتشار المرض، اختفت من شوارع، وأحياء، وقرى، مصر موائد الرحمن، ملاذ الفقراء، وعابري السبيل، التي كان التنافس فيها، بين الخيريين، لصالح الفقراء، من حيث أنواع الطعام وجودته، كما افتقدنا تجمعات الإفطار العائلي، التي يشتهر به الشعب المصري، بلم شمل كل أفراد العائلة، على مائدة واحدة، فتكون فرصة للقاء من لم نلتق بهم منذ فترات، نتيجة لمشاغل الحياة. وحتى حفلات إفطار، أو سحور، المؤسسات، والشركات، والمصانع، وما لها من مذاق خاص، بجمع جميع العاملين والمسئولين على طعام واحد، اختفت، تطبيقاً لتعليمات التباعد الاجتماعي. ومع التطور التكنولوجي، تلاشت من حياتنا مظاهر تراثنا الشعبي، المرتبط بشهر رمضان الكريم، مثل المسحراتي، الذي قدم له سيد مكاوي أجمل السهرات الرمضانية، كما غاب، بدرجة كبيرة، فانوس رمضان، العلامة المميزة لذلك الشهر، الذي اعتدنا أن يزين منازلنا، ومداخل العمارات، والأماكن العامة، ومع اختفاء فانوس رمضان، اختفت جولات الأطفال، بعد الإفطار، حاملين الفوانيس، ومرددين أغنية “حالو يا حالو”، فتلاشى جزء من ثقافتنا، وتراث شعبنا، التي لا يعلم عنها الأجيال الجديدة شيء، ولن يروها إلا في بعض مشاهد الأفلام القديمة. وحتى الأذان بصوت الشيخ محمد رفعت، والابتهالات بصوت الشيخ النقشبندي، اقتصر إذاعتها على عدد محدود، جداً، من القنوات التليفزيونية والإذاعية، بعد عقود، طويلة، من ارتباط تلك الأصوات الرائعة، بالشهر الفضيل. ولكن الحمد لله مازالت حلوى القطايف، والكنافة، موجودة على موائد الإفطار، في صورتها الأصلية، رغم إتاحة نسخ متطورة منها، محشوة بالفاكهة، أو الشكولاتة، لتواكب العصر … لا ننكر أن شهر رمضان، هذا العام، غابت عنه العديد من عاداته وتقاليده، إلا أنه لا يفقد روحه أبداً، فسيظل رمضان شهر كريم، فيه العبادة، والتقوى، وحب الخير، مهما تغير الزمان، وزادت الكوارث.