يندهش الكثير منا عندما يتصفح موقع التواصل الإجتماعي Facebook، ويرى أن الموقع بدأ في بث وترويج إعلانات أو صفحات ما تخص موضوع كان يتحدث عنه مع صديق ما، أو منشورات لأصدقائك تتوافق مع مزاجك الحالي، الفيس بوك يسمع ما تتحدث به إلى نفسك وإلى الآخرين عبر إستخدامة للمايكرفون في هاتفك الذكي طالما إن التطبيق مفتوح، كما أنه يتتبع ما تبحث عنه ومن تراسل، وهو شريك بذلك مع موقع Google أصبح موقع فيس بوك شريكا في خصوصيتك يتجسس عليك ويأخذ كلمات محددة من حديثك ثم يحولها إلى إعلانات، وكل هذا ((بموافقتك أنت)) وهي الموافقة التي وضعتها بنفسك على الشروط والاحكام الخاصة بالإنضمام إلى هذا العالم الافتراضي بكل ثقة.
حيث يقوم بتفعيل المايكروفون في هاتفك، بحيث يظل مفتوحا يستمع لأحاديثك ويعطيك الإعلانات المتطابقة مع إهتماماتك، وهذه الخاصية كانت متواجدة منذ نحو عامين لكن القليل من المستخدمين انتبه لها فى وقتنا الحالى، لا تقتصر متابعة فيس بوك على الإستماع لأحاديثنا، إنما هو يعلم أماكن تنقلاتنا والأشخاص الذين نتواصل معهم ونلتقيهم عبر خاصية تحديد الموقع ((Location information)) التى يتركها الكثير منا متاحة طوال الوقت وهذا خطأ كبير علي الاطلاق، ومثالا على هذا جرب أن تلتقي بأحد الأشخاص الذين لا تعرفهم من قبل، وانتظر قليلاً ستجد ان الفيس بوك قد يضعهم لك فى قائمة الأصدقاء المقترحين ((People you may know)) كما أنه سيقترح عليك العديد من المطاعم القريبة من مكان تواجدك أو مراكز التجميل أو محلات بيع الملابس أو ماكينات ATM وغيرها من الأماكن وأغلب الحالات يكمن السبب فيها انت والشخص الذي تمت مقابلته اخذتوا ارقام بعض وكانت مسجلة من قبل على فيسبوك ماسنجر وبالتالى خاصية ربط جهات الاتصال Sync Contacts تعمل على هذا وإما ان يكون إستخدم خاصية مشاركة مكانك Check-in وانتم معا فى نفس المكان. موقع فيس بوك ليس ببلاش لوجه الله والوطن فيسبوك ببلاش علشان أنت المنتج بالنسبة له، وليس العميل.
هذه هى التقنيات التي تسهل حياتنا وتمنحنا العديد من العروض والفرص إلا أنها بذات الوقت تنتهك خصوصيتنا وتعرف عنا أكثر بكثير مما نريد أن يعلم الآخرون عنا، وتتركنا أمام خيار التعمق في هذا العالم الجديد والتخلي عن هامش واسع من خصوصيتنا، أو الابتعاد عنه وتقنين استعماله. ويمكننا تجنب هذا عن طريق غلق الهاتف او تركه فى مكان بعيد عندما نتحدث فى امور خاصة او مهمه وبالاخص عندما تكون وظائفنا فى اماكن حساسة او زيارتنا لاماكن مهمة ولذلك نلاحظ انه عندما نكون فى مناطق عسكرية نجد تعليمات بعدم استخدام الهاتف المحمول بداخلها وعدم الدخول به فى هذه الأماكن ليس فقط لمنع التقاط الصور ولكن هذا مجرد سببا من الاسباب .