يبدو ان المصريين وظفوا قدرتهم على التعايش مع الآخر بطريقة خاطئة فى هذا العصر.
فقد تناسوا خطورة الوضع فى زمن كورونا و تعايشوا مع الڤيروس بصورة مستفزة مما زاد الأمر خطورة بممارساتهم الخاطئة فى كيفية التصدى لهذا الوباء رغم كل التحذيرات
الا أننا كل يوم نرى ازديادا فى عدد الاصابات و شبح الموت يتقافز من مكان لآخر و من فئة لأخرى دون تردد فى غياب الوعى الصحى لدى المواطن.
فى بداية المحنة ما انتبه احد لها و ظننا أنها مجرد حالة أصابت الصين و أهله ثم انتشاره حتى ايطاليا و ظل الوضع كما هو .
بين مكذب و ساخر أهو مرض ،أم نتاج حرب بيولوچية فظل عندنا لا مبالاة.
فجأة أمريكا،و السعودية،و غيرهم،و نحن فى ثبات حتى تم البدء فى غلق البلاد بكل مكان،و لا حياة لمن تنادى.
حظر هنا،و هناك،و نحن حتى أوائل مارس نمرح و ننتشر،حتى بدأت الدولة تهتم علنا و تحذر و تعلوا الأصوات بمطالبة حظر… إلخ..
و مصر هى هى فى حياتها اليومية لا التزام و لا مراعاة لحقوق الغير من تهيئة الجو العام للخروج معا من تلك الأزمة.
حتى ظهرت الحالات بكل مكان و قرية و مدينة و مشفى و ماسبيرو .
و التراخى من الشعب كما هو بكاء لدقائق و انهيار لثوانى ثم تعود ريمة لعادتها المستديمة .
و أصبح كورونا صديقا للمواطن المصرى تعايش معه إيمانا منه بالبركة الممنوحة عقب الدعاء، و الرجاء،دون الأخذ بالأسباب.
رغم أن هناك دول أعلنت انتصارها تماما على الجائحة،و نحن ما زلنا فى إرهاب الإصابات.
و لا ندرى أنحن حقا فى حجر صحى و حظر ذاتى أم رسمى أم هى مجرد موضة نتباهى بها و نسهر للسخرية على حالنا مع المضللين بحجة التوعية فبقى الحال كما هو عليه.
لذا لا بد أن يسأل كل منا نفسه هل التزمت فِعليا بالبقاء داخل بيتك فترة مناسبة لتحدى هذا المخلوق المشكوك فى أمره.
و اتبعت أساليب قوية للحماية و لو حدث من أين تأتى تلك الحالات طالما نحن ملتزمون؟
فى كل الأحوال أرى أن السيطرة على شعب بحجم مصر ليس سهلا و اخضاعه للجلوس بالمنزل أياما معدودة هو هراء.
و بناء عليه لا بد من عمل مسح شامل معلن عنه تحت إشراف وزارة الصحة للكشف عن المرض،داخل البيوت لسهولة حصر المرضى أو الحاملين له.
و إن كان هذا اجراء مرعب لكن لا بد منه بدلا من جلوسنا فى إرهاب أكبر و انتظار الدور فى رَكب الراحلين.
و توقف مصالح مَن هم ملتزمون بالفعل و توقف الحياة دون نتيجة ناجعة.
إننا نواجه لصا محترف شبيه بسارق دخل للمنزل فى وضح النهار فرآه أهل البيت و قاموا يجرون خلفه دون جدوى حتى تعبوا فأتى الليل.
و فقدوا الرؤية فأصبح هو الذى يجرى خلفهم و يقتنصهم واحدا تلو آخر…
لكنه للأسف سيظل ليل بلا نهار بسبب الجهل و الاستخفاف.
كما أن هناك نقطة مهمة جدا خاصة بالطقس فكلما كان الجو محملا برياح شرقية بالذات تزداد فى يومه عدد الاصابات فعلى الأقل بتلك الأوقات لا داع للانتشار فى الشوارع لكن ماذا أقول ..
كل إنسان ينزل ظنا منه أن غيره لن ينزل و الاستهتار بالجملة فامتلأت الشوارع.