د. منصف الشلوى الخبير النفطى البارز فى حوار مع الإعلامية د.فوزيه الهونى يكشف : –الصدمة السعرية الحالية لأسعار النفط سوف تطال كافة جوانب الحفر والتشغيل والمنشآت والتعاقدات -ويؤكد : السعر العادل لبرميل النفط بين 55 و65 دولارا للبرميل
كتب محمود فهمى عبد الحميد
…..أجرت الاعلامية الليبية الدكتورة فوزية الهونى القيادية البارزة فى شبكة اعلام المرأه العربيه ورئيس تحرير موقع شمس اليوم حوارا صحفيا شاملا مع الدكتور منصف الشلوى خبير النفط الليبى حوار تقلبات أسعار النفط وأزمة كورونا والعناصر التى يعتمد عليها تكلفة برميل النفط والعديد من القضايا المرتبطة بالنفط وإلى نص الحوار -ما هي العناصر و على ماذا تعتمد تكلفة برميل النفط ؟ ..د. منصف الشلوى: الكلفة معقدة من جهة ارتباطها بالجيولوجيا وتكنولوجيا الاستخراج ، كما أنها تتحدد نتيجة لتقلبات الأسعار في الإنتاج والاستثمار .
كما انه و من المتوقع أن تقود الصدمة السعرية الأخيرة الى جولة لمراجعة التكاليف ، ربما قد تطال التعاقدات السابقة في الحفر ومنشآت الآبار والبنى التحتية والتشغيل والنقل، وايضا لموجة جديدة في قيمة تكاليف البحث والتطوير التقني . -ما هو مفهوم الكلفة والسعر التعادلي ؟
..نعم تشمل الكلفة الكلية للبرميل ، كافة الموارد التي وظّفت في عمليات الاستثمار والتشغيل و الصيانة و النقل ، أي كافة ما ينفق رأسماليا من البداية الى النهاية بما في ذلك آبار الاستكشاف و أعمال التقييم ، ثم لما ينفق على عمليات الحفر الآبار الإنتاجية وإنشاتها التي بعمق الأرض أو السطحية منها .. وهي كثيرة و متعددة و مكلفة جدا” منها المعدات التجميع و الفصل الاولي و مكائن الحقن والفصل الثاني و النزع و رؤوس الآبار و مواد الحماية و الفصل و التشمع و معدات الضخ وشبكات الأنابيب الحقلية و الصيانات الدورية و الطارئة و معدات الكشف الهندسي و الحماية من التآكل ومتعلقاتها وصولا الى نقاط تجهيز النفط الخام .. أيضا” تشمل التكاليف لنفقات التشغيل مثل تعويضات و مرتبات ونقل المستخدمين والمستلزمات السلعية والخدمية عند الآبار و الحقول و الموانىء النفطية طبعًا” بالاضافة الى نفقات شراء المعدات الخدمية و الإنتاجية والتكميلية من شركات متخصصة كما ان هناك أضافة لعناصر التكلفة تكون عادة نتيجة للرسوم الحكومية .
-ما هو السعر التعادلي للنفط ؟
..نحن نطلق عليه ( Break-Even Price ) للنفط و هو السعر الذي يساوي الكلفة الكلية للبرميل في البئر الحدي وهو ( البئر الأخير المُجزي أو الممكن ماليا ) للمستثمر ،، والسعر التعادلي هو السعر التوازني ( Equilibrium Price )عندما تعرّف الكلفة اقتصاديا أي تحتوي عوائد جميع العناصر المشتركة في الإنتاج . ويحدد السعر التعادلي، بهذا المعنى، الاستثمار الذي ينحسر عن التراكيب الجيولوجية والبيئات الاقتصادية حيثما تتجاوز الكلفة الكلية المقدرة سعر النفط المتوقع، وقرار الاستثمار يعني الإنتاج في الأمد البعيد. أما السعر التعادلي في الأمد القصير فهو الذي يعين الإنتاج من عدمه في حقول الآبار المنتجة ويكون بالمقدار الذي يغطي النفقات التشغيلية، لأن النفقات الرأسمالية قد تكبّدها المستثمر في الماضي ولا يساعد إيقاف الإنتاج في استعادتها او خفضها. وأحيانا تهتم الشركات بالنفقات التشغيلية المتغيرة أي المرتبطة بحجم الاستخراج عند النظر في برامج الإنتاج ، لأن بعض النفقات التشغيلية بطيئة التغير اولا يمكن التخلص منها بإيقاف الإنتاج ، فورا، نتيجة لألتزامات أو تعاقدات سابقة. ولذا نجد ان سعر النفط أواخر شهر مارس الماضي لهذا العام هو دون الكلفة الكلية لبرميل النفط لحوالي نصف الإنتاج العالمي ومع ذلك يستمر الاستخراج. لأن قرار الإنتاج، في مثل هذه الأحوال، يستهدف تقليص الخسائر وليس تعظيم الأرباح ..
-هل هناك تعريف محدد للريع النفطي ؟
..ربما يمكننا و بشكل مبسط تعريفه بأنه هو ذاك الفرق بين السعر والكلفة الاقتصادية للبرميل و التي تتضمن العوائد على رأس المال ..
والريع بمفهومه هذا يتغير، فهو صفر في البئر الحدي ويزيد على 45 دولار للبرميل في بعض دول الشرق الأوسط عند سعر 55 دولار لبرميل النفط. ولا يكون الريع دائما للحكومة وحدها فقط ، بل أيضا” ان الشركات التي تتقاضى أكثر من العائد الأعتيادي على رأسمالها المستثمر تقتطع جزءا منه ..
كما انه ما دام السعر هو في الأمد البعيد، يتحرك منسجما مع الكلفة الكلية للبرميل في البئر الحدي على مستوى العالم فالريع، تبعا لذلك هو الفرق بين الكلفة الكلية للبرميل في البئر الحدي والكلفة الكلية للبرميل في حقل س او ص بدولة ما ..
لذلك كلما توغّل الإنتاج النفطي في تراكيب جيولوجية ذات تكاليف أعلى في العالم إزداد الريع النفطي في عدد من الدول ومنها السعودية والكويت .. ———
-في توقعك ما هو السعر المثالي لبرميل النفط و الذي ينصف معه الجميع ؟
..سوق النفط هو متغير و النفط كأي سلعة اخرى يتعرض لقانون العرض و الطلب .. مع الأخذ بالاعتبار بان النفط هي مادة ناضبة .. و لكن كمتابع يومي لأسعار النفط و الانتاج و التصنيع و القدرة الاستيعابية للمصافي و هي معلوم عددها و مواقعها و في ظل ظروف عادية ، ارى بأن سعر النفط من 55 الى 65 دولار او نحو ذلك ستكون و بشكل واقعي منصفة حيث ستختفي معها الخسائر مع تفاوت ذلك بين دولة و اخرى ، و أتوقع ينتعش الاستثمار في النفوط غير التقليدية إذا تجاوز سعر النفط 65 دولار للبرميل، وتبقى مع ذلك مخزونات نفطية ليست اقتصادية لأن الكلفة الكلية للبرميل تتخطى 90 دولارا .. ——- -هل هناك علاقة بين النفط الصخري واستقرار أسواق قطاع النفط ؟
..عندما ازداد إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة الأمريكية بنسبة 84% هذا العام 2020 م عما كان عليه عام 2012 م والاكتفاء الذاتي من مجموع الطاقة قبل ذلك ..
هذا ان النفط، والغاز، الصخري هو خلف قصة النجاح هذه ، و ذلك للعلاقة التي اصبحت اسعار النفط التعادلية ذات أهمية كبيرة بالولايات المتحدة. لكن المسألة لا تنحصر في النفط الصخري فقط بل أيضا” بالتقنية وهي في غاية الأهمية .. كون أن النفط الصخري هو مثال واقعي يبين ان مفهوم الاحتياطيات النفطية اقتصاديا، لأن النفط في المكان يكون احتياطيات، او لا يكون، تبعا للأسعار والتكاليف و ( للتقنية ) الدور الكبير في الأخير .. —— -ما الذي يجعل تكلفة استخراج النفط الصخري مكلفة جدا” ؟
..النفط الصخري Shale Oil أبرز ما يصطلح عليه النفط غير التقليدي ويعتمد استخراجه على الحفر الأفقي، بعد مسافة عمودية، والتكسير، التثقيب، الهيدروليكي، Hydraulic fracturing. الحفر العمودي يتعمّق لإلاف الأقدام ثم آلاف أخرى أفقيا، بزاوية 90 درجة مع الحفر العمودى.