من الولايات المتحدة محمد الجارحي
في نيويورك كل شيئ يضج بالحياة، مولات ضخمة وبارات ومحلات لكل شيئ، وأماكن سياحية، في كل ركن من المدينة،
وملايين الزائرين من كل بقاع الدنيا، يأتوا إلى هنا ليعيشوا تجربة
مختلفة ومميزة لن تجدها في أي مكان آخر ، وملايين يحلمون بزيارتها.
جاء فيروس كورونا ليوقف كل هذا، توقف كل شيئ وكأنك سحبت الفيشة من الكهرباء، فتوقفت الحياة، ساحة تايم سكوير
باتت مخيفة وهي فارغة، أغلقت المحال والمولات أبوابها إلا الموت فتح بابه و انتعش وزادت أرقامه يوما بعد يوم بشكل مخيف.
المدينة التي لا تتوقف توقفت المدينة التي لا تنام نامت مبكرا..في الصباح
الباكر كان الملايين يهرولون إلى أعمالهم الى المدارس الجامعات
المصالح الحكومية والخاصة رتم الحياة السريع لا يجعلك تجد فرصة للالتفات
خلفك خصوصا مع شخص جاء من مدينة بطيئةكل شيء فيها مؤجل.
مائتي الف إصابة ونحو 11 الف قتيل – وذالك صباح يوم 15 ابريل
– في أسوأ كارثة تمر على المدينة أسوأ حتى من اعتداءات سبتمبر المؤلمة.
الأعداد ترتفع بشكل غير مسبوق وأكثر من أي مكان آخر في العالم في كارثة لم تخطر على بال مخلوق
ولا حتى في أحلامه الجامحة لكنها حدثت في القرن الواحد والعشرين حين ظن العلم أنه يسيطر على كل شيئ.
المترو يعمل لكنه شبه فارغ والحافلات تمر فارغة في كل مكان قليل من يغامر ويغادر بيته وهو يعرف أن الموت يتربص به الموت
يسكن في كل مكان ربما على كرسي المترو الذي تجلس عليه
أو في الباب الذي تمد يدك لتفتحه في عربة السوبر ماركت كل شيء هادئ ومخيف
قبل أيام دعاني صديق هنا لزيارة منزله..قبلت بعد إلحاح..استأذن شركاءه في السكن وطلب مني أن لا ألمس أبنه الذي يقابلني
دائما على الباب بالترحاب قبل أن أغسل يدي واستأذن طبعا ان ارتدي كمامة وانا ذاهب في الطريق.
في السوبر ماركت الضخم حدث خلاف بين سيدتين بسبب أن الاولى
أقتربت بعض الشيئ من الثانية وكاد الخلاف أن يتطور إلى عنف لفظي ،
في الطريق يبحث الناس عن أبعد نقطة بعيد عن المارة كل شخص يبتعد عن الاخر بحجم الخوف الذي يسكنه