متابعه / محمدمختار هناك معارك حربية تشكل علامات فارقة في تاريخ بعض الدول، بسبب ما حدث بعدها من نتائج ومتغيرات، مثل معركة قونية التي دارت بين الجيش المصري وجيش الدولة العثمانية، وكانت نتيجتها حاسمة لصالح الجيش المصري، الذي استطاع خلال ساعات قليلة أن يقضي على أخر قوة كانت تقف أمام طريقة إلى الأستانة عاصمة الدولة العثمانية. دارت وقائع معركة قونية منذ مائة وسبعة وثمانين عاما، أي في عام 1832، وتقابل فيها الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد علي، والجيش العثماني بقيادة رشيد خوخة باشا، الذي يعتبر رئيس وزراء السلطان العثماني. وكانت الأمور صارت سيئة بين محمد علي وبين السلطان العثماني بسبب رفض السلطان العثماني إعطاء محمد علي حكم الشام تعويضا له عن خسائره في حروبه ضد المدن اليونانية المتمردة ضد حكم العثمانيين، حيث تمكن إبراهيم باشا من دخول أثينا وإخضاع كل مدن اليونان، لكن الدول الأوروبية ساعدت اليونان بأسطول كبير قضى على الأسطول المصري. وكان نتيجة رفض السلطان العثماني طلب محمد علي أن دارت معارك كثيرة، أهمها معركة قونية، التي بدأت مع صباح يوم 21 ديسمبر عام 1832 وانتهت عند الغروب، واستطاع الجيش المصري وقائده إبراهيم باشا تحقيق انتصار ساحق، وأسر رشيد خوخة، بجانب الحصول على غنائم كثيرة من الجيش العثماني من مدافع وغيره، ولم يفقد الجيش المصري إلا عدد قليل من القتلى والجرحي بسبب عبقرية إبراهيم باشا العسكرية. وبعد انتهاء المعركة كانت أبواب الأستانة مفتوحة أمام الجيش المصري لولا تدخل أوربا لصالح العثمانيين.