من ساحة معبد البانتيوم الذي تم تشييده بفكر المهندس المعماري ابولودوروس الدمشقي في عهد الامبراطور الروماني هادريان عام ١٢٦ م. وقفت تلك الفتاة الإيطالية بشموخ متشحة برداء حضارتها الرومانية تخطب(ك شيشرون) موجهة كلماتها والتي انطلقت من فمها كرصاصات بندقية بعيدة المدي. وفي كل الانحاء. تارة تقصف.. تارة تغرد و تفتخر تارة تسخر.. و تارة تبكي و تتحسر
تشكر ساخرة من كانت تظنهم حلفاء لوطنها حين تخلوا عنه و أوصدوا الأبواب وأغلقوا الحدود في وجهه حين مد لهم يد العون. صرحت(بشجاعة قيصر) اننا نحن الإيطاليون قد نكون فوضويون و أحيانا مافياويون ولكننا من بنينا لكم الطرقات و المدارس وعلمناكم الأبجدية اللاتينية التي تستخدمومها.. شرحنا لكم القوانين وكيف تكون دولة القانون.!!
نحن الإيطاليون رواد الأعمال الفنية التي تملأ أرجاء متاحفكم.. أصحاب النصوص الأدبية التي تدرسونها في معاهدكم.. لم نطلب منكم سوي رسما بسيطا لزيارة متاحفنا.. نحن من قدمنا لكم الفن والثقافة التي تقوم عليها حضارتنا و حضارتكم.. اكثر من ثلثي إرثنا الثقافي الفني العالمي حافظنا عليه بعناء شديد. نحن من قدمنا لكم التعبير الأعلي عن الجمال عن التناغم و التوازن
نحن الإيطاليون قدمنا لكم الحضارة حين كنتم غارقين في متاهات الظلام.. قدمنا لكم الفن.. الجغرافيا.. الإقتصاد.. التعليم نحن الإيطاليون من قدمنا لكم اشهي المأكولات (البارميجانو-الموتسريلا – المورتديلا – البروشوتو – اللازانيا – البيتزا – الايس كريم) نحن من احضرنا لفرنسا دوالي العنب وعلمناكم تحضير النبيذ و تقطير العنب كلكم حاولتم تقليد منتجاتنا و علاماتنا التجارية و الموضة أيضا. ولكنكم تناسيت ان الأصل هو.. نحن.
أما انتم أيها الأمريكان و الإنجليز : فشكراً علي الإسراع بعزلنا بدلا من مساعدتنا. أولم تذكر (سيد ترامب) لولا الإيطاليون لكنت متواجدا علي أرض جائعة.. لا في أمريكا تختال بأموالك. لولا إبحار متهور إيطالي نحو المجهول.!! أما أنت يا سيد جونسون :دعني أذكرك بأن ثروة أمتك (البريطانية) ما تحققت إلا تحت الراية التي تنازلنا لكم عنها لرفعها علي سفنكم كي يهابكم القراصنة. إنها راية صليب القديس جورج الممنوح من جمهورية جنوة. لولا تلك الراية لتمت إبادتكم في شمال أفريقيا. لقد علمناكم الإبحار وقد أتقنتم ذلك جيدا.
عندما تستخدمون الهاتف تذكروا ميوتشي.. عندما تتابعون التلفاز أو تسمعون الراديو تذكروا ماركوني.. عندما تستخدمون الكهرباء تذكروا بأن ذلك لم يكن ممكنا لولا السيد فيومي. نحن الإيطاليون من اخترعنا البنوك.. الجامعات.. علم التنبؤ.. علم الهندسة و العمارة.. الفيزياء الكونية.. التقويم.. الموسيقي لقد كانوا ايطاليون (مايكل انجلو – ماركو بولو – كولومبوس – دافنشي – دانتي – بترارك-روفائل سانزيو…. ) استطيع ان استمر بالعد لساعات فالقائمة طويلة جدا.
يا من كنتم أصدقاء:عندما تسمعون اسم إيطاليا عليكم الوقوف علي أرجلكم مطأطأي الرؤوس. و أن تعوا أن أصل أوروبا هو هنا.. عندما نطالبكم بالمساعدة عليكم بالركض نحونا..لكن إذا كان الأمر لا يهمكم فإبقوا علي ما لديكم . إبقوا معجبين بعواصمكم الحديدية.. هي بالنسبة لنا مدنا تافهة. أو إذهبوا الي عاصمة اللاذوردو (نيس الفرنسية) تلك التي تستنسخ البندقية.. فلورنسا.. روما.
تجنبوا أن تأتوا إلي البلد الأجمل في العالم لأنكم قد طعنتونا بخنجر من الخلف. سنفتح ذراعنا فقط لأولئك الذين مدوا لنا يد العون وقت الحاجة و سنفتح لهم مدننا الفريدة في العالم ليستمتعوا بجمال روما.. فلورنسا.. البندقية.. جنوة. نابولي. بولونبا.. بيزا.. باليرمو.. كالياري.. سيشيليا.. سردينيا..)
لقد حطمتم اليونان المسكينة بسبب أموالكم. لقد حاولتم معنا لكن لم تنجحوا.. وتظنون ان الوقت قد حان لتوجيه رصاصات الرحمة علينا. ولكن بسبب الأنانية غفلتم بأن فيروس( كورونا) ليس له حدود يقف عندها.. حتما سيصيب الجميع. لو مددتم لنا يد العون بالبارحة بدلا من غلق الحدود في وجهنا لما توجب عليكم اليوم بكاء موتاكم. لكن الأنانية وقعت وطغت. شكرا يا من كنا نظنهم أصدقاء.!!