سيدي الوزير : تحية طيبة وبعد تابعت بكل اهتمام وشغف مشروعكم الطموح لتطوير المنظومة التعليمية في مصر وأعتبر أنني من اعتى المدافعين عنها ولكن لمست مؤخرا أن مجابهة الدروس الخصوصية باتت أهم عندكم من مسألة التطوير ذاتها
لذلك أتمني أن يتسع صدركم لبعض الملاحظات التي استقيتها من واقع عشته كطالب فمعلم وولي أمر فمعلم معتزل لا ينتظر مصلحة شخصية :
١_ هل تعلم سيدي الوزير أن كثافة الفصول + قصر المدة الزمنية للحصة المدرسية ( من ٣٠ : ٤٥ دقيقة ) + الاهتمام بدفتر التحضير أكثر من الاهتمام ببراعة المعلم ومهارته من الأسباب الرئيسية التي أدت إلي تفشي الدروس الخصوصية ٢_ هل تعلم سيدي الوزير أن الأساس في تجريم الدروس الخصوصية هو اجبار معلم المدرسة لطلابه علي الدرس الخاص ( من دخل عيادتي نجح في مادتي ) وكان سلاحه في ذلك هو درجات أعمال السنة ٣_ هل تعلم ياسيدي أن الوزارة نفسها قد أقرت فكرة الدروس الخصوصية حينما تبنت فكرة المجموعات المدرسية لتقوية الطلاب ايمانا من الوزارة بأن قدرات الطلاب في الفهم والاستيعاب متباينة ولكن وبكل اسف لم تستطع مجموعات التقوية القضاء علي فكرة الدرس الخاص بل أجدها ساعدت علي قهر الطلاب لأسباب عديدة أهمها أن حصيلة المجموعات يستفيد منها قطاع عريض من الإدارة التعليمية مما خلق ضغطا علي الطلاب بداية من معلم الفصل وصولا لمدير المدرسة وصولا للقيادات الاعلي ( فالكل مستفيد ) ٤_ هل تعلم سيدي أن المراكز التعليمية كانت البديل المناسب للطالب اختياريا لعدة أسباب منها أن الطالب يختار المعلم الذي يراه أكثر كفاءة ٥_ هل تعلم أن سعر الحصة بالمركز التعليمي مقارب جدا لسعر مجموعة التقوية بالمدرسة ٦_ وهل تعلم أن للحصة ببعض المراكز التعليمية وليس كلها بروتوكول اثبت نجاحه فكل حصة امتحان علي ماسبق وشرح للدرس وكل تدريبات وواجب وملزمة .. وهل تعلم أن مدة الحصة قد تصل ل ٤ ساعات في بعض المراحل ٧_ هل تعلم أن بعض المعلمين بالمراكز التعليمية كفاءات نادرة ولديهم القدرة علي الابداع والتطوير وتعديل السلوك للطلاب والتحفيز وبعضهم من مقدمي البرامج التعليمية بالقنوات الفضائية ٨_ هل تعلم سيدي أن آلاف المراكز التعليمية يعمل بها عشرات الآلاف من المعلمين والإداريين منذ عقود ٩_ وهل تعلم أن الاستثمار في المركز التعليمي المتميز قد يصل الي ملايين الجنيهات ١٠_ هل تعلم سيدي أن التجربة أثبتت أن التعليم الاونلاين لن يكون بديلا مناسبا بدليل أن الفيديوهات المنتشرة علي اليوتيوب لم تغن الطالب الشكل التقليدي ( معلم وطالب وسبورة ) ولكن قد يكون عاملا مكملا وهاما في المستقبل
** خلاصة القول أن : ١_ حصص التقوية التي لاتستند علي اجبار لاتعتبر جريمة ٢_ من الممكن اعتبار بعض المراكز التعليمية كيانات مكملة لتحقيق أهداف الوزارة بشرط تقنينها ومنحها التراخيص بشروط مناسبة منها التطوير التكنولوجي الداعم للنظام الجديد ( ويمكن استخدام المتحصل من رسوم الترخيص والضرائب من هذا القطاع في تهيئة المدارس وتقليل المقالات ) ٣_ المعلم عامل أساسي وداعم للمنظومة الجديدة ولايجب تجاهله .. بل اقترح تبني حوار مجتمعي يضم المعلم والطالب وولي الأمر لوضع التصورات اللازمة للتفاعل الجاد مع توجه الوزارة ٤_ لابديل عن تقويم الطالب في الوقت الحالي مع كامل الإشادة بمستوي الامتحانات الالكترونية والكفيلة بعمل فرز هام للمعلمين القادرين علي تطوير أنفسهم بشكل فعال
وفي الختام .. نحن معكم سيدي الوزير وندعم كل توجه لكم في صالح اولادنا ولكن يجب عليكم الا تضعوا خريطة للتطوير دون النزول الي ارض وعرة لواقع صعب نعيشه منذ عقود