على الرغم من الخبر المخزي والمحزن التى سمعناه ورأيناه فى الساعات الأولى من صباح اليوم بخصوص قرية الهياتم إحدى قرى مركز المحلة الكبرى – الغربية، والتى تعرضت لحظر كامل بسبب إصابة البعض بفيروس كورونا المستجد والإشتباه فى العديد، إلاّ أن ثقافة المسئولين والمواطنين توحي بحدوث كارثة من العيار الثقيل ،
رغم التعليمات المشددة من الأستاذ الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، فى إتخاذ كافة التدابير الإحترازية فى مواجهة فيروس كورونا المستجد وتعقيم جميع المصالح الحكومية، مناشداً الأهالى بالبقاء فى المنازل والإلتزام بالإجراءات الوقائية من أجل سلامتهم، وتجنب المصافحة باليد والعناق والزحام من أجل منع أي سبيل لإنتقال العدوى بالفيروس ،
إلا أنني رأيت العجب العجاب اليوم فى بلدتي قرية محلة حسن مركز المحلة الكبرى، رأيت الجميع يبحث عن اللقطة رغم الكارثة العظيمة التى تحيط بنا من كل جانب، رأيت عدم انضباط، وعدم تحمل مسئولية، رأيت تشتت فى الآراء وعدم وجود قيادة حكيمة ، رأيت ازدحام شديد وعدم التزام الجميع بالتعليمات واجبة النفاذ فى مثل هذه الظروف، على الرغم من وجود أكثر من جهة مسئولة ينبغي أن تكون قدوة حكيمة، حتى ينصاع المواطنين لأوامرهم ، رأيت هرج ومرج فى وضع المطهر بكميات غير متناسبة وهذا يعني أن كل ما يفعلوه ليس له أساس من الصحة بل سيعود بالضرر على صحة المواطنين ،
وقد أوضح البروفيسور جاك مخباط، المتخصص في مجال الأمراض الجرثومية والمعدية، أن عمليات تطهير الشوارع باستخدام مادة الكلور غير ضرورية لمواجهة فيروس كورونا، بل أن لها تأثير سلبي على البيئة، كون الكلور مادة تضر النباتات والزرع، بل وتسبب تلوث الهواء وتصيب الإنسان بالربو ،
وشدد على ضرورة التوقف عن استخدام الكلور كمادة مطهرة في الشوارع، لأنها لا تفيد في القضاء على الفيروس، بل إن انتشارها بصورة موسعة في الشوارع سوف تسبب كارثة بيئية، وأردف بأن هناك العديد من الأشخاص سيدفعون حياتهم ثمناً لهذا .
وقد اتفق خبراء النظافة على أن المطهرات الكحولية مصمّمة لقتل معظم الفيروسات حيث أن الفيروسات أكثر مقاومة للمطهرات من البكتيريا ،
وتنقسم الفيروسات إلى فئتين كبيرتين :- فيروسات مظروفة Enveloped Viruses، أي يحتوي على غلاف من حوله، وفيروسات غير مظروفة Non-enveloped Viruses،
ومعرفة نوع الفيروس تساعد في اختيار المادة المطهرة الأنسب للتعامل معه، ولحسن الحظ فإن فيروس كورونا هو فيروس مظروف، هذا يعني أنه يمكن للكحول مهاجمته، ومن ثَمَّ القضاء عليه .
والمطهرات الكحولية سهلة الاستخدام، وفعالة جداً في القضاء على نسبة كبيرة من الميكروبات، لا تتطلب التردد على مرافق المياه لشطف الأيدي، وذلك لأنها تتركب من هلام (چـل) مائي، ولا يترك ملمساً دهنياً على الأيدي، فضلاً عن أن الكحول سريع التطاير، ما يسمح بتطهير فوري دون طقوس معقّدة .
وتحظى المطهرات الكحولية بثقة منظمة الصحة العالمية WHO، ومنظمة الغذاء والعقاقير FDA، ومركز السيطرة على العدوى والوقاية منها CDC، وهذا في حد ذاته غاية في الأهمية، وللسبب ذاته فهي المادة المطهرة للأيدي الأكثر انتشاراً في المستشفيات والمرافق الصحية، لكن المطهرات الكحولية لها بعض المخاطر، ويتعين الإلمام بها تجنباً لوقوع أي كارثة تنجم عن التهاون أو التساهل .
تتركب مطهرات الأيدي الكحولية من چـل مائي Water-Based Gel، يذاب فيه الكحول بنسبٍ متفاوتة، تتراوح ما بين 60 – 95% كحول، وبارتفاع نسبة الكحول في التركيبة يزيد مدى التطهير. قد يستخدم نوع واحد من الكحولات في تلك التركيبات، على الأغلب يكون الكحول الإيثيلي (الإيثانول)، أو الكحول البروبيلي (الأيزوبروبانول)، وأحيانًا يستخدم خليط منهما، وربما يستخدم معهما الأيزو-بيوتانول، وكلها من فئة الكحولات صغيرة الوزن الجزيئي القابل للذوبان التام في الماء .
ولذلك أناشد جميع المسئولين فى الدولة إتخاذ كافة الإجراءات القانونية الصارمة حيال أى شخص يتهاون أو يتعامل مع الأمر بسلبية أو يسعى لشو إعلامي من أجل إظهار فئة أو حزب معين، على حساب سلامة المواطنين لأن الوضع لا يحتمل التهاون بأي صورة من الصور ، وفقكم الله إلى ما فيه الخير للبلاد والعباد .