حوار مع النفس (انا و الكورونا) بقلمي /عارف نبيه س: ماذا تفعل الآن؟ ج: مع أسرتي بالمنزل.. أقرأ.. أتأمل أكتب
س :هل هي فرصة لإلتقاط الأنفاس والراحة؟ ج: هي أولا إحترام لقرارات الحكومة وفي نفس الوقت فرصة للراحة.
س: كيف تري قرارات الحكومة في ظل تلك المحنة ؟ ج: هي مجرد إجراءات إحترازية الغرض منها التنظيم.. و الاحتواء.. وبرغم قسوتها إلا أنها في النهاية للحفاظ علي أغلي ما نملك. حياتنا و حياة أبنائنا و سلامة الوطن.
س:هل تري أن الحكومة تبلي بلاءا حسنا في هذا الشأن؟ ج: حسب الإمكانيات المتاحة الوضع مقبول وخاصة مع تفهم الغالبية العظمى من المواطنين لإبعاد المحنة.
س:قرار غلق دور العبادة كيف تراه؟ ج: بعد أن راينا ازدحام المترو كان يجب الإبقاء علي فتح دور العبادة وخاصة انها لم ولن تشهد زحاما في الأيام العادية. كما أنه ومن خلال إجراءات بسيطة كان من الممكن آداء صلاة الجمعة وبدون ازدحام بتوسيع المسافات بين المصلين وبرغم ذاك امتثل الجميع علي مضض.
س: برأيك ما هي الصور السلبية في تلك المحنة؟ ج: ١- ارتفاع أسعار معظم السلع نتيجة جشع التجار و ضعف الرقابة تهافت الناس علي التخزين و كأن غاية الحياة هي (الاكل و الشرب) ٢- استهتار البعض بالكارثة وعدم إستيعاب حجمها وهذا نتاج قلة الوعي. ٣- خوف الكبار.. فراغ الشباب.. بلاهة الصغار. ٤- تضرر عدد كبير من المواطنين ماديا وخاصة العمالة الغير منتظمة و مستأجري المحلات غالية الإيجار ٥- الشو الإعلامي الذي صاحب بعض الأعمال التطوعية. فكان علي الجميع تنحية انتماءتهم السياسية جانبا للصالح العام لان المصاب هو (الإنسانية)
س:يعني مفيش إيجابيات ج:طبعا فيه إيجابيات.. مستوي الوعي بيزيد وخاصة عند الشباب. فيه منهم من اشترك في أعمال تطوعية مفيده زي تطهير الميادين و الشوارع و المصالح و الهيئات العامة.. كمان الناس علي اختلاف مستواهم التعليمي كانوا إيجابيين لدرجة كبيرة مع تعليمات حظر التجوال.. اهل الخير ظهروا و ساعدوا الناس الغلابة في الخفاء بعض التجار اتقوا الله في البيع
س احساسك ايه وانت بتطبق حظر التجوال؟ ج.. لازم افتكر رجال الأمن الشرفاء اللي بيأمنوا حظر التجوال و لازم احيي كل نساء و رجال المنظومة الطبية اللي بيمثلوا خط الدفاع الأول في الأزمة و اللي برغم ضعف الإمكانيات بيعملوا مجهود جبار ممكن يخسروا فيه حياتهم من أجل إنقاذ حياة مصاب و افتكرت كم المحبوسين (ظلما) من الشباب و المفروض ان السلطات تعيد النظر في حبس كل سجين ظلما.. ولازم نقدر دعوة مظلوم واحد.. الموت قريب من الجميع. كمان رجال القوات المسلحة اللي عليها عبء كبير جدا علي الحدود و دعم الجهود الطبية في الداخل وندعو الا تصل الأمور للاسوأ حتي تظل قواتنا المسلحة بكامل قوتها
س:شايف بكرة ازاي؟ ج: لا يعلم الغيب إلا الله. لكن الواجب علي أجهزة الدولة ان تعيد النظر في تعاملها مع المواطن و ان تكون( قدوة) له حتي يعود إليه شعوره بالانتماء لوطن حقيقي. كما يجب أن تعيد الحكومة صياغة ميزانية الدولة كي ترتقي بالتعليم و بمثلث أضلاع العملية التعليمية حتي يكون الوعي هو الغاية. لأن الوعي من ركائز الأمن القومي وهو السلاح الأول الفعال في مواجهة المحن و الأزمات كما يتحتم علي الحكومة أيضا أن تزيد ميزانية الصحة و رعاية الأطباء. فلا اتخيل دولة تريد أن تنتصر بدون علم . فبناء الإنسان أولي من بناء الحجر. وعليه فإن زيادة ميزانية البحث العلمي هي الأولي
س: هل تتوقع تغيرات في الخريطة الدولية؟ ج:نعم.. ستمر تلك الأزمة برحمة من الله و ستتغير معها خريطة العالم الاقتصادية.. و ستهدأ حدة النزاعات الإقليمية وسيشهد العالم وقتا من التعايش السلمي وستظهر تكتلات اقتصادية تواجه أمريكا و سيشهد الدولار انخافضا. و سيهتز الاتحاد الأوروبي. ستعيد بعض دول العالم النظر في سياستها الخارجية والداخلية. و سيتم إعادة هيكلة منظمات المجتمع الدولي
س:هل هناك سيناريوهات أخري؟ ج من الممكن أن تكون توابع تلك الأزمة مجرد مقدمة لحرب بين القوي الدولية اقتصادية الشكل سياسية المضمون. وقد يعقبها حربا شرسة قد يستخدم فيها كافة الأسلحة المتاحة..
س:ماذا تتمني؟ ج: اتمني ان يعي الجميع الدرس افرادا و دولا.. و اتمني ان تنعم الكرة الأرضية بفترة طويلة من الهدوء تستعيد فيها الإنسانية ضميرها الغائب و تضمد فيها جراحاتها وتلملم اشلائها الممزقة
س: ما الذي يعوق تحقيق تلك الاماني ج: وجود العدو الأول والازلي للبشرية و المتمثل في (إبليس) تذكروا انه اقسم بعزة الله بأنه سيغوي البشرية جمعاء.