“و إن هذة أمتكم أمه واحدة” حال بائس.. لاجئين.. عقد ينفطر.. دول تتلاشى وأخري تنهار.. مخططات تدمير يجري تنفيذها علي قدم وساق.. دول أجنبية إقليمية و عالمية تحتل الساحة العربية وتفرض إرادتها وتحقق مصالحها وفي المقابل مزيدا من التشرزم و الضعف و استمرارية إستنزاف الثروات. و حلم الوحدة مازال يراود عقول و أفئدة الجماهير العربية.!! فالبترول والغاز الطبيعي الي جانب الثروات المتنوعة بالإضافة إلي عبقرية الموقع الجغرافي(قلب العالم).. كل هذا يشكل الثقل الأساسي اقتصاديا و سياسيا و استراتيجيا للعالم العربي.
و عجبا شملت المنطقة العربية بلدان تصدرت قوائم الدول الأكثر فقرا وتخلفا و جهلا في العالم وان أكثرية شعوب تلك المنطقة بما فيها شعوب نفطية تعيش تحت خط الفقر رغم إشارة إحصائيات إقتصادية عالمية بثروات خيالية تفوق الحصر و تذهل المطلع عليها.!! و يزول العجب إذا علمنا بآلية السرقة التاريخية الأسطورية التي يمارسها الغرب – بقيادة الولايات المتحدة – حيث حروبه التي تزهق أرواح أطفالنا بأموالنا و ثرواتنا فهم يأخذون بترولنا ليحركوا به طائراتهم و أساطيلهم و دباباتهم ولتعود أرباحه علي شعوبهم لتحقق لهم الأمن و الرفاهية.!!
فالشركات الأجنبية هي المشرف على مراحل إستخراج الثروات وتسويقها و بيعها وهي أيضا من تدير البنوك الدولية حيث تستقر أرصدة العرب وبذلك تكتمل دائرة السرقة من بدايتها الي نهايتها. ويكفي أن نعرف أن السعر الحقيقي لبرميل النفط الخام هو 260 دولار( وليس 45 دولار أو أقل) بحسب مراكز تقييم مراكز الدراسات الإقتصاديه العالمية في بلاد الغرب ذاتها. ليس هذا فحسب ولكن الطامة الكبري في إنتقال حصة بلادنا العربية من ثمن تلك الثروات الي بنوك الغرب لتتحول الي أرقام و أصفار إلكترونية سريه يشغلون بها إقتصادهم ولا يسمحون لحكوماتنا العربية أن تسحب منها إلا كميات محدودة و محسوبة لتذهب معظمها في شراء المواد الصناعية و الأسلحة حيث يفرضون الأسعار كما يفرضون علي بلادنا استيراد السلاح و الذخائر كما و نوعا . وفي هذا دعماً لاقتصاديات الغرب الذي يتبني سياسات معادية لمصالح الامه العربيه و تعميق أزماتها و دعم الصراعات السياسية و المسلحة فيها و إزكاء مشكلة الطائفية و الذهبيه. وفي النهاية لا يصل الي الشعب إلا ما يغطي نفقات تلك الحكومة و بعض المشاريع. أما معظم الثروات المعدنية فتسرق بنفس الطريقة وتنقل غالبا علي شكل فلزات وأحجار ومواد خام للتصدير بحيث لا تصنع أو تستخلص محليا حتي لا يكون في بلادنا بني تحتية صناعية وتصبح اليد العاملة المحلية مجرد حمالين من المناجم الي موانئ التصدير.
وبذلك تتحول الثروات و النعم التي وهبنا الله إياها الي نقمة تسببت في عدم الإستقرار السياسي و الغزو الأجنبي و تفشي الجوع و الخوف الي جانب دفع فواتير وتكاليف الحرب علي شكل نفقات قوات حفظ السلام و المساعدات العسكرية المزعومة. وهو الإسم الجديد و الوجه الآخر للاستعمار العسكري الحديث.!! و بينما يتقاسم عليه القوم ثروات ما تبقي تعيش معظم الشعوب تحت خط الفقر بمشاهد ينفطر لها القلب و يندي لها الجبين. ففي حين تصل ثروة بعض أفراد طبقة السلطة العليا في كل بلد الي مرتبة المليارديرات تجد بعض أفراد رعيتهم يموتون جوعي و تسحق البطالة معظم أفراد شعوبهم. علما بأن من أساسيات ديننا أن أمة الإسلام أمة واحدة وأن ذمتهم واحدة وتكاملهم واحد.
وحتي تعود ثروات العرب – كما كانت- لكل العرب. علينا ألا نعيش تحت أجنحة الدول الغربية وألا نثق في دعاياتها الكاذبة المبطنة والتي تدعي إحلال السلام و مساعدتنا في التنمية والإزدهار!! ولا ننتظر حسنة منهم و علينا الإرتقاء وتحسين أنفسنا علينا أيضا أن نتخلي عن الكثير من الأوهام التي سادت لفترة طويلة وأن أحد تلك الأوهام أن الغرب يعيش في إطار القواعد و القوانين وان حرمه حقوق الملكية السائدة هناك غير قابلة للإنتهاك. فالإحتياطيات العربية في الولايات المتحدة مثلا في خطر وان بعض العرب سيجبر علي زيادة قيمة إستثماراتها في الديون الأمريكية لأن الدور الأمريكي تحول من لعب دور المصرفي الي دور القرصان و الصليبي. وبناء علي كل تلك المعطيات نؤكد علي أن تلك الثروات المستنزفه هي ثرواتهم الأمه كلها بالمعني الحرفي للكلمة حيث كانت توزع و يوزع معها ريعها علي كل سكان الوطن العربي عندما كانت دولة الإسلام (دولة المواطنة الحقة) قال تعالي “و إن هذة أمتكم أمة واحدة”.