اعداد عادل شلبى شخصيّة الرجل واستقلاليته جعلته يحكم على الأشياء بما يراها موضوعيّة … قريب جدا من الأحداث ولا يقف عندها فقط … مصدره القريبون والمتقرّبون والكتب … متواضع بلا شعبويّة ومترفّع بلا تكبّر … يقرأ الأشياء كما هي أولا ثم ينتقل الى التوقّعات التى غالبا ما تصدق … حاورته أكثر من مرّة وفى كلّ حوار يفيدنى بجديد لا أعرفه. أرسل لي شريط فيديو عنوانه : القذّافى كما لم تعرفه فكان تعقيبى وردّه كالآتى: ـــ) العقيد جدّ متمسّك بالبداوة حدّ المبالغة ؟ +) مهما يكن عندما نكون في وضعنا الذي نحن فيه … نحن اليه. ـــ) مرّات تحسّ بأنه إستعراض لا عفويّة؟ +) اوافقك هو يتصنع دائما … وريما تسعون بالمائة من الشعب كان يكرهه لذلك … لكن الآن من فرط يأسنا وإحباطنا نتمنى مثله. ـــ)هو وبن على يتحملون مسؤولية ما نحن فيه الان ؟ +) نعم … وتسعون بالمائة. ـــ) أغلب الناس تتمنى عودتهما ؟ +) سامحني … من يرتهنون مستقبل حياتهم بموتى لايستحقون الحياة. اذا كانا حجر عثرة في طريقنا يفترض اننا أزحنا الحجر والعثرة … فماذا صنعنا بعد؟ ـــ)رأيك في ابناءه؟ +) ابناؤه لم يعطيهم هم ايضا حقهم في تعلم السياسة الحقيقية وكيفية التعامل مع شعبهم … فنشأوا اكثر نزقا منه. اقول : هم ايضا ضحاياه. ـــ) فيهم المتهوّرون ؟ +) اذا قارنت بكيفية نشأة أبناء الملك حسين مثلا : بالرغم من الجاه والثراء تجدهم جبلوا على إخلاق السياسة وسياسة الاخلاق على الأقل. ـــ) يقال خميس رجل دولة … معتصم شجاع حدّ التهوّر … سيف الاسلام غير ناضج ؟ +) خميس رجل عسكري كان يتعامل بأقصى درجات الجفاف مع كبار العسكريين … لكن في 2011 إضطر الى أكل المكرونة مع شباب تاورغاء المقاتلين وهو يقول لهم : لاتنادوني بسيدي خميس نحن زملاء حرب. معتصم لم يعرف عنه الا القليل من النزق والفجور وما شابه … المعتصم كان في نهايته بطلا بمعنى الكلمة … أتعلم انه لما ألقي عليه القبض وتطاول عليه “فروخ ” طلب من أكثر واحد منهم أهانه ان يبقى معه وحيدا ليعترف له بأمر … ولما يسّروا له ذلك لأنه كان منهارا ممتلئا بالجروح ولاخوف منه … أتدري ماذا صنع؟ … تحدّث إليه واقترب منه ثم لوى له عنقه … المعتصم الان يشهد له أغلب ثوار فبراير الحقيقيون بانه رحل بل تشى جيفارا 2. سيف الإسلام النسخة المطابقة تماما لكل عنجهية القذافي … بالرغم من انه حاول ان يستقلّ عنه قبيل الثورة بحوالي سنتين تقريبا … أقصد من حيث الرأي والتوجّه … لكن القذافي عنّفه ورفض ذلك بشدّة وحتى استهزأ به كما يقال في خطاب لجمهور خاص. سيف ايضا وقع بسبب تسرّعه او تهوّره في فخ الإسلاميين الذين ضحكوا عليه … واقنعوه بتوبة زائفة فاطلق سراحهم. ـــ) وعائشة ؟ +) باختصار … ماذا يقول سقراط: تكلم حتى اراك … لاتجد في أحد من ابنائه حديثا ينمّ عن شخصيّة متفرّدة مكتملة ومتميزة … إنما هم كلّهم ظلال لجدار القذافي الصّلد الغير متسامح ولامعترف بأي راي مخالف او حتى مختلف … حاولت عائشة ان تكون الليدي ديانا فما أسعفها جمال … وحاولت أن تكون بينازير بوتو فلم تجد عقلا يشبهها ولاثقافة … حاولت أن تظهر بمظهر أم اليتامى والفقراء ومساندتهم لكن الفساد المحيط بمن استعملتهم لم يعينها … هي ايضا مسكينة لم تجد نفسها. ـــ) وصفيّة؟ +) ربة بيت مرفهة لم تقترب من السياسة … وباعدها تعقيد العقيد ربما حتى من تربية ابنائها … لم يعرفها الليبيون مؤثرة الا في حدود استفادة بعض ممن كانوا يحاولون التقرب من دائرة النظام. يقال ان زوجة القذافي الأكرانية الغير معلنة والتي عرفت بأنها ممرضته تمتلك كثيرا من أسراره … هناك من توقع لأن تكون اما لبعض أبنائه … هذا التوقع متحفظ عليه ولايجرؤ للظهور لأنه يستند فقط لاختلاف مظهر اوشكل بعض ابناء القذافي عن البعض الآخر. ـــ) يقال وأن العقيد كثيرا ما يتعمّد الى إذلال عدد من المحيطين به ؟ +) مهما يكن من أمره فحدوث ذلك يأتي في إطار محدود ولا يتضرّر منه عادة الا القريبون منه … لكن الحقيقة المرّة ان الإذلال الذي يشهده الليبيون اليوم من قبل الجماعات المسلحة افقه متسع بشكل غير محدود ولايمكن تصوره لمن لايعايشه … أخي لاوجود لأمان مضمون في الغرب الليبي بالذات الا ما رعى الله . ـــ) سمعت انه اتفاق قريب سيوقع بين الخصوم برعاية فرنسا … حفتر في باريس … باش اغا كان هناك … ومصدرى موثوق ؟ +) هي اللعبة الاخيرة لباشاغا لكنها محفوفة بالمخاطر… انا لا أستبعد أن يتم إغتياله لأن إرتدادته عل السراج ومليشياته مفاجئة وقوية … الاتفاقات مهما كانت تبقى بعيدة عن طموحات الميدان … لأن مطالب الطرفين متضادة تماما ولاتتوافق … لك ان تتخيل انني انا اطالب بعدم وجودك البتة وانت كذلك لاتريد وجودي … مشكلة ليبيا لم تكن ابدا سياسية ولن تكون … انها أمنية بإختصار … هناك جيش يريد ان ينهي الفوضى والعبث … في المقابل بكتيريا العبث تريد ان تعيش حتى على حساب الخراب.