كتب /أيمن بحر .اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي أطفال فقدوا ذويهم خلال الهجرة القسرية. توتر وحرب كلامية بين تركيا واليونان والضحية هم اللآجئون. كل يلقى بكرة اللهب المشتعلة على الآخر: تركيا واليونان والإتحاد الأوروبى. كما دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة التى إشتد لهيبها بعد سماح تركيا للآجئين بالتوجه الى حدودها مع اليونان. ما الجديد فى هذا الملف؟. أمر الرئيس التركى رجب طيب إردوغان خفر السواحل فى بلاده بمنع المهاجرين من عبور بحر إيجه فى وقت إندلعت صدامات جديدة السبت (السابع من آذار/مارس 2020) بين هؤلاء وعناصر شرطة الحدود اليونانية. وإحتشد آلاف المهاجرين عند الحدود البرية مع اليونان بعدما قال إردوغان الأسبوع الماضى إن تركيا لن تمنع المهاجرين من التوجّه لأراضى الإتحاد الأوروبى، ما تسبب بإندلاع أعمال عنف وتصاعد حدة التوتر بين أنقرة وبروكسل. وأفاد خفر السواحل الأتراك فى تغريدة أنه بأمر من الرئيس (…) لن يُعطى أى إذن للمهاجرين بعبور بحر إيجه بسبب ما يتضمنه ذلك من مخاطر لكنهم أضافوا أن سياسة تركيا المتمثّلة بالسماح للأجئين بالتوجّه الى أوروبا ما زالت على حالها وأن الأمر مرتبط فقط بالمعابر البحرية. ووصل أكثر من 1700 مهاجر من تركيا الى ليسبوس وأربع جزر أخرى فى بحر إيجه خلال الأسبوع الفائت. وتبادلت تركيا والإتحاد الأوروبى الإتهامات بينما طالبت أنقرة بروكسل بتطبيق بنود إتفاق الهجرة الذى أبرم سنة 2016 فى حين أشار التكتل الى أن الأتراك يستخدمون المهاجرين كورقة ضغط سياسى. وأفادت الرئاسة التركية أن أردوغان سيتوجّه الى بلجيكا حيث مقر الإتحاد الأوروبى لزيارة تستمر ليوم واحد الإثنين، بدون إعطاء تفاصيل إضافية. وخلال مواجهة إستمرت لساعات إستخدمت الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد لمهاجرين الذين حاولوا كسر الحواجز فى محافظة أدرنة الحدودية بحسب مراسلى فرانس برس فى المكان. وفى وقت لاحق تبادل المسئولون اليونانيون والأتراك حربا كلامية. وقال وزير الداخلية التركى سليمان صويلو إن رئيس الوزراء اليونانى كرياكوس ميتسوتاكيس لن يكون بإمكانه السيطرة على الحدود مع تحسّن أحوال الطقس مضيفاً أن منسوب نهر ميريش (إيفروس فى الجانب اليونانى) إنخفض الى 40 حتى 45 سنتمتر فى بعض المناطق. من جانبه، قال المتحدث بإسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتساس لقناة أوبن تى فى إنه تم تهديد الناس للصعود على متن حافلات بإتّجاه اليونان بينما “تعرّض آخرون للضرب للعودة الى كاستانييس الحدودية وفى ظل تدهور الوضع رد المهاجرون بإلقاء الحجارة وهتفوا إفتحوا البوابات وإستخدمت قوات الأمن التركية كذلك الغاز المسيل. وعلق العديد من المهاجرين فى ظل البرد القارس منذ أيام عند حدود بازاركولى التى يطلق عليها كاستانييس فى الجانب اليونانى. وأفاد خفر السواحل الأتراك أنه تم إنقاذ 97 مهاجراً بعدما ثقب الجانب اليونانى ثلاثة قوارب (كانوا على متنها) وتركهم نصف غارقين وسط بحر (إيجة) وتنفى السلطات اليونانية إستخدام القوّة والتصرف بطريقة غير قانونية. وقال ميتسوتاكيس لشبكة سى إن إن لم نستخدم أى نوع من القوة المفرطة ودائماً نقوم برد الفعل ولا نثير (التوتر)، فيما يتعلق بالإستجابة للإستفزازات التى جرت عند الحدود”. وإتّهم أنقرة بمساعدة الناس براً وبحراً بالعبور الى اليونان. ورفض مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين التون بشكل قاطع إتهامات رئيس الوزراء اليونانى لبلاده. ووصف نائب مساعد وزير الخارجية الأميركى مات بالمر الوضع عند الحدود اليونانية التركية بأنه غير مقبول ولا يمكن أن يدوم وعلى صعيد متصل أفاد وزير الهجرة اليونانى نوتيس ميتاراخى أن بلاده تخطط لبناء مخيّمات موقتة لإستيعاب مئات طالبى اللجوء الجدد. وقال الوزير لتلفزيون نريد بناء مركزين مغلقين فى سيريس (شمال) ومنطقة أثينا يتسعان لألف شخص. وأكد أن المخيمين سيستضيفان طالبى اللجوء الذين وصلوا بعد الأول من آذار/مارس عندما أعلنت تركيا أنها ستتوقف عن منع المهاجرين من محاولة التوجّه الى الإتحاد الأوروبى. وقال ميتاراخى كذلك إن الدولة ستحد من الدعم الذى تقدمه للآجئين وأنه سيطلب منهم مغادرة المخيّمات فور حصولهم على اللجوء. وقال “سيتوقف تقديم السكن والميّزات للحاصلين على اللجوء فى غضون شهر. وسيكون عليهم بعد ذلك العمل لكسب قوتهم. يجعل ذلك من بلدنا أقل جاذبية بالنسبة للمهاجرين وبموجب اتفاق 2016، وافقت تركيا على منع تدفق المهاجرين الى أوروبا لقاء مليارات الدولارات. لكن أنقرة تتهم الإتحاد الأوروبى بعدم الإيفاء بتعهّداته بما فى ذلك إستقبال اللآجئين المقيمين فى تركيا. وقال مدير الإعلام لدى الرئاسة التركية فخر الدين التون إنه نتيجة ذلك إضطرت تركيا لتحويل مواردها من منع تدفق اللآجئين الى أوروبا لتستعد بدلاً من ذلك لتدفق محتمل (للفارين) من إدلب آخر معقل رئيسى لفصائل المعارضة فى سوريا. واتّهمت وزارة الخارجية التركية الإتحاد الأوروبى بازدواجية المعايير. وقالت من المؤسف (…) أن الإتحاد الأوروبى يتصرّف بشكل يتناقض مع مبادئه وقيمه عبر دعمه اليونان التى تنتهك القانون الدولى وحقوق الإنسان. من جهته، شدد الإتحاد الأوروبى على رفضه لإستخدام تركيا الهجرة كورقة ضغط لأغراض سياسية