كتبت هبه الخولي – القاهره يشكل الرأي العام قوة خفية عاصفة التأثير، وقد تعاظمت تلك القوة رويداً رويداً حتى غدت بوصلة العلاقة بين المجتمع والسلطة من جهة، والقرارات التي تربط بينهما من جهة أخرى
، ويمكننا فهم “الرأي العام opinion” public” كمفهوم اجتماعي يعبر عن تشكل اتجاهات التفكير واتخاذ المواقف والتعبيرات، فالرأي العام يختلف عن الاتجاه والميل؛ ففي حين يكون الأول معلناً ومعبراً عنه نجد أن الثاني استجابة
داخلية مبكرة. والرأي دليل على وجود الاتجاه أو الميل، ولكن العكس ليس حتميا، فالميل لا يشترط أن يتحول إلى رأي يتم الإفصاح عنه، فما يميز الرأي العام عن الرأي الشخصي هو درجة العمق والاستقرار، والتراكم الجمعي، ثم العلانية
، فان الرأي العام يكون متعلقاً بموقف يتخذه أفراد كثيرون يمكن مناشدتهم للتعبير من خلاله عن أنفسهم في شكل تحبيذ أو تأييد أو بالعكس في شكل رفض ومعارضة لحالة محددة،
أو شخص معين بالذات، أو اقتراح محدد ذي أهمية واسعة النطاق، بشرط ان يكون هذا متمتعاً بقدر كبير من القوة العددية والشدة بحيث يسمح باحتمال اتخاذ إجراء مباشر أو غير مباشر إزاء الهدف المقصود حول مفهوم الرأي العام وأساليب
قياسه حاضرت دكتورة هبه عاطف مدرس مساعد بقسم بحوث وقياسات الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية الجنائية وذلك ضمن فعاليات الورشة التدريبية المتقدمة ”لقياس الرأي الثقافي“ الذي تقدمه الإدارة المركزية
للتدريب وإعداد القادة الثقافيين بمصر الجديدة حيث أوضحت أن الرأي العام ما هو إلا اتجاهات وأفكار الأفراد حول موضوع ما حينما يكونون أعضاء في نفس الجماعة الاجتماعية فهو تعبير صادر عن مجموعة كبيرة من الناس عما يرونه في
مسألة ما ، إما من تلقاء أنفسهم أو بناء على دعوة توجه إليهم تعبيرا مؤيدا أو معارضا لحالة معينة أو شخص معين أو اقتراح ذو أهمية
جماهيرية،بحيث تكون نسبتهم في العدد من الكثرة والاستمرار كافية للتأثير على أفعالهم بطريقة مباشرة تجاه الموضوع محل الرأي العام.