كتب/أيمن بحر على الرغم من محاولة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتن، والتركي رجب طيب أردوغان إظهار علاقاتهما بصورة جيدة إلا أن الخلافات العميقة بين الطرفين بدأت تظهر علنا.
ويتبنى البلدان رؤىً مختلفة في معالجة عدد من الملفات الأساسية في سوريا وليبيا وأوكرانيا وتتفقان في ملفات صفقة “نظام الدفاع الجوي إس- 400 وخط الغاز بينهما
ومواجهة العقوبات الأميركية ومع هذه الملفات التوافقية، فإن الخلافات كانت موجودة من قبل وتحت السيطرة نوعا ما، غير ان التباين بشأنها بدأ يأخذ مساراً تصاعدياً على ما يقول خبراء.
ويقول الكاتب والباحث السياسي التركي جواد إن روسيا بدأت تفتح ملفات تركيا التي كانت مخبأة في أرشيفها والتباين بدأ في سوريا وأوكرانيا.
وأوضح أن الخلاف بين تركيا وروسيا بشأن بشمالي سوريا بات واضحا بعد الهجوم الأخير في إدلب وهذا ما دفع روسيا إلى فتح الملفات السلبية لتركيا التي كانت مغلقة في الأرشيف الروسي.وبدأ المسؤولون
الروس يتحدثون عن مسألة عدم التزام تركيا باتفاق سوتشي ودعمها للميليشيات في ليبيا بالمرتزقة وفي مستهل زيارته إلى كييف الاثنين الماضي حيا الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان حرس الشرف
بعبارة استفزت موسكو لارتباطها بالقوميين الأوكرانيين المناهضين لروسيا.وفي سوريا، شهدت منطقة خفض التصعيد، في الأيام القليلة الماضي، استهدافا مباشرا متبادلا بين القوات السورية والتركية.فقد أدى قصف سوري إلى مقتل عدد من
الجنود الأتراك في إدلب وردت تركيا بقصف أهداف للجيش السوري. وتبادلت موسكو وأنقرة بيانات التحذير والرد والرد المضاد.
واعتبر أردوغان الأربعاء أن الاتفاقات التي أبرمتها بلاده مع روسيا بشأن إدلب غيّر فعالة، ذلك أنها جلب مئات الآلاف من النازحين السوريين إلى حدود بلاده.وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف مليون
شخص نزحوا في إدلب من جراء الهجوم العسكري الذي يشنه الجيش السوري بدعم روسي في إدلب منذ ديسمبر الماضي في واحدة من أكبر موجات النزوح في الحرب السورية التي اتمت عامها التاسع.وترى تركيا أنه كما تقدم الجيش السوري في إدلب فإن ذلك يعني
مزيدا من العبء الملقى عليها.أما بالنسبة لليبيا، فشكل توقيع الاتفاق البحري وإرسال أنقرة مرتزقة إلى طرابلس أزمة مستجدة مع موسكو، فمن الواضح أن هناك أيضاً تباين واضح في الموقفين الروسي والتركي. فموسكو تدعم الجيش الوطني الليبي في حربه ضد الميليشيات، وأنقرة تقف في صف الميليشيات في
مواجهاتها مع الجيش الوطني.وعبرت روسيا عن قلقها من إرسال تركيا جنودا ومرتزقة إلى ليبيا، معتبرة أن الأمر يساهم في زيادة عدم الاستقرار بليبيا. وفي وقت يتبنى أردوغان دعم مشروع تنظيم الإخوان في المنطقة، منعت روسيا أنشطة التنظيم الإرهابي على أراضيها منذ عام 2003، وأدرجته على لائحة
المنظمات الإرهابية في عام 2006.واتهمت روسيا في الماضي الإخوان بدعم المتمردين الذين يرغبون في إنشاء دولة إسلامية في القوقاز الذي تقطنه أغلبية مسلمة.