كتب /أيمن بحر رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي لم تكن العلاقات الإخوانية الإيرانية فى حاجة الى قمة الضرار التى عقدت فى كوالالمبور بماليزيا،
لتأكيد عمق وتاريخ هذه العلاقة المشبوهة بين جماعة الإخوان الإرهابية والنظام الإيرانى الراعى الأكبر للإرهاب فى العالم. شهدت القمة حضوراً مكثفاً لتنظيم الإخوان بمشاركة عناصره
من دول عدة وبمباركة وحضور كل من الرئيس الإيرانى حسن روحانى وأمير قطر تميم بن حمد آل ثانى والرئيس التركى رجب طيب أردوغان دون مشاركة تذكر من قادة الدول العربية.
وأكد خبراء ومحللون فى شئون الجماعات الإسلامية والإرهابية أن تاريخ العلاقة بين الجماعة الإرهابية وإيران قديم. وإن العلاقة بين التنظيم الإيرانى وكافة التنظيمات التى تدعى إسلاميها
وثيقة سواء كان الإخوان أو غيرهم فالثورة الإيرانية تنص فى دستورها على تصديرها الى دول الجوار، أو الى دول تستطيع تصديرها اليهاوأطلقت يد الحرس الثورى الإيرانى
فى تنفيذ هذا البند من الدستور الإيرانى الذى أعطاهم كل الصلاحيات لمحاولة نشر أفكار الثورة وأطروحتها فى كل بلدان الجوار خصوصاً وسط الجماعات الإسلامية السنية الموجودة فى المنطقة كلها، فالثورة الإيرانية عندما ظهرت
كانت بالنسبة الى هذه التنظيمات أيقونة الثورات الموجودة خصوصاً أن الثورة الخمينية نجحت ومكنت دولة الملالى من إيران، فكانت نموذجاً يحتذى بالنسبة الى الإسلاميين فتأثروا بكتابات الثورة الإيرانية كلها وكتب عنها عدد كبير من
الكتاب الإخوانيين على الرغم من الإختلاف فى المذهب وحاولوا أن تكون النموذج الذين يثورون على غراره محاولين إقامة نموذج فى الأوطان العربية على غرار الثورة الإيرانية
فكانت تجربة الإيرانيين ملهمة بالنسبة الى تيار الإسلام السياسى وعلى رأس الهرم جماعة الإخوان الإرهابية، ثم بقية الجماعات الإسلامية الأخرى.
وأوضح القاسمى أنه فى بداية الألفية الجديدة كانت التنظيمات ذات الطابع الإسلامى منبهرة بالتجربة الإيرانية وحاولوا الإستفادة وحدث مد جذور بين التابعين لهذه الجماعات وإيران
، وزار عدد من عناصر هذه التنظيمات طهران والنجف وضريح الخمينى، عدا الدعوة السلفية (المنهج السلفى) التى ظلت تناصب الإيرانيين العداء لكن بقية التنظيمات الموجودة
على الساحة العربية والشرق أوسطية إقتربت من الإيرانيين الى حدٍّ كبير بل إن هناك بعض الجماعات تلقت دعماً مباشراً، سواء كان دعماً فنياً أو فكرياً أو مالياً وعلى رأسهم حركة حماس
فى غزة.وأضاف أن جماعة الإخوان فى مصر كانت لها تجارب عدة مع الإيرانيين وكانت هناك لقاءات آخرها قمة الضرار فى كوالالمبور برعاية تركيا وإيران وقطر وكان لهذه القمة المشبوهة أهداف عدة من بينها إعطاء قبلة الحياة لجماعة الإخوان وتفتيت المنظمات الإسلامية الدولية والعربية لأنها تختلف مع فكر الإخوان الى جانب محاولة
تصدير كيانات إسلامية جديدة وهو الأمر الذى عارضته وبشدة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومصر بمختلف الوسائل سواء على المستوى الدبلوماسى أو الشعبى
وتمكنت الدول الثلاث من إفشال هذا المخطط الخبيث بعد كشف نواياه الساعية لزعزعة المنطقة وتفتيتها.ورأى القاسمى أنه على الرغم من ضعف الإهتمام الدولى بالقمة المشبوهة الا أنه كان واضحاً وبشدة الحضور الطاغى
لجماعة الإخوان من دول عدة إضافة الى جماعات محظورة دولية ومصنفة إرهابية مثل حركة حماس، وهو الأمر الذى أتى بنتائج سلبية على هذا المؤتمر فالحضور الكثيف من جماعة الإخوان وصم المؤتمر وعكس إنطباعاً
بأنه إجتماع إخوانى وليس إسلامياً على عكس ما كان مخططاً له إن العلاقة بين الإخوان وإيران علاقة قديمة فالإخوان يتبنون نهج الثورة الإيرانية ويسمونها الثورة الإسلامية
فمنذ نشأة الثورة الخمينية وإيران على علاقة وثيقة بالإخوان وتدعمهم وكانت تراهن على أن يكون الإخوان إحدى أذرعها الإرهابية فى المنطقة وعلى الرغم من أن هناك خلافاً عقائدياً ومنهجياً بين الجانبين، الا أنه كانت هناك مصلحة مشتركة
بين الإثنين فالإخوان كانوا يجدون الدعم من إيران وفى المقابل كانت إيران ترى فى الإخوان النفوذ القوى فى مناطق مختلفة من العالم العربى. أن كل قادة الإخوان كانت لهم علاقة وطيدة بالنظام الإيرانى بشكل أو بآخر أبرزهم
يوسف ندا ومجموعة خارج مصر مشيراً الى أنه خلال فترة وجود الإخوان فى الحكم بمصر وقبل وصولهم بسنوات، كان هناك توجه نحو إيران وكانت هناك فترة من الفترات جميع قادة التنظيمات المتطرفة فى مصر كانت لهم إقامات فى إيران
وكانوا يعبرون الحدود الإيرانية ويحصلون منها على دعم مادى ومعنوى وإعلامى، وذلك بشكل أكبر فى التسعينات. أن العلاقات بين إيران والإخوان لم تنقطع حتى الوقت الراهن وهناك لقاءات فى 2014 بين الحرس الثورى الإيرانى
وجماعة الإخوان فى تركيا، مؤتمر كوالالمبور الذى حضره عدد كبير من الشخصيات الإخوانية من التنظيم الدولى من دول عدة بينها الجزائر تونس السودان ومصر الى جانب قيادات إخوانية من تركيا وكأن الإخوان يريدون
أن يبعثوا برسالة يؤكدون من خلالها أنه ما زال لهم ثقل وأنهم موجودون فى مؤسسات دولية ولهم علاقات ببعض الدول منها تركيا وقطر، ماليزيا وإيرا ن.أن العلاقة العضوية والفكرية والعقائدية بين التنظيم الخمينى وتنظيم الإخوان علاقة ممتدة فقبل قيام التنظيم الخمينى المسمى
بـالثورة الإسلامية عام 1979 وإقامة دولة الإستبداد تحت راية ولاية الفقيه كانت الأفكار التنظيمية لمؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا وتصوره عن تنظيمه هى الأساس
فى البنية المذهبية للتنظيم الخمينى، فتنظيم الإخوان والتنظيم الخمينى هو مشروع غزو الإرهاب لإعادة هندسة إقليم الشرق الأوسط. أن أوجه التشابه بين طبيعة الإستبداد داخل البنية
التنظيمية لتنظيم الإخوان ونظام ولاية الفقيه واضحة وجلية فكما يتحكم المرشد فى أتباعه عبر مبدأ السمع والطاعة بلا تردد ولا حرج يدمج المرشد الأعلى للتنظيم الخمينى سلطته الروحية فى حيز المجال السياسى. أن التشابه بين أفكار تنظي