أنا و السياسة س : ماذا تعني كلمة (سياسة) بالنسبة لك؟ ج: كلمة سياسة تتضمن مترادفات كثيرة أعلاها الحكمة و أدناها الغضب.
س: بصفتك دارس تاريخ. هل هناك فروق واضحة بين سياسة العصور القديمة و سياسة العصور الحديثة المعاصرة؟ ج : اكتسب الإنسان كل أساليب التعامل مع أخيه الإنسان بمرور الوقت منذ أن هبط آدم و حواء علي وجه الارض و مع توالي الأجيال وتطور المجتمعات و الحضارات بدءا من نظم العشائر و القبائل و القري و المدن وصولا الي شكل الدول في كل أنحاء العالم تطورت السياسة و تنوعت أشكالها واختار كل شعب النظام السياسي الذي يلائم ثقافته و طموحاته.
س : في بلادنا العربية.. هل اختارت الشعوب النظم السياسية التي تناسبها شكلا و مضمونا؟ س: هذا سؤال صعب الإجابة عليه ولكن من وجهة نظري ان لدي الشعوب العربية القدرة علي اختيار أفضل النظم السياسية التي تتفق مع طبيعتها و حضارتها و التي كانت تحمل مشعل القيادة العالمي لعدة قرون سابقة. كما أنني أثق في قدرة الشعوب العربية علي تحمل مسئولية اختياراتها.
س: لماذا تعول علي الشعوب؟ ج : لأن لنا إرث عظيم من القيم بوصفنا شعوب عاشت علي أرض ظهر فيها كل الأنبياء و الرسل و رجال الفكر و العلماء و الأدباء وهذا بالطبع يشمل القيم الإنسانية السامية و التي تضمنتها كتب التوراة والإنجيل و القرأن الكريم فمن أرضنا العربية خرجت أنوار الرسالات السماوية الثلاثة الي كل بقاع الأرض.
س : هذا صحيح تاريخياً.. ولكن علي أرض الواقع غير ملموس. ما السبب؟ ج : هناك أسباب عديدة و وجهات نظر اختلف عليها الباحثون في هذا ولكن اتفق الجميع علي أننا كأمة أصابها الهرم!!
س : وكيف أصابنا ذاك المرض؟ ج : أصابنا الضعف شيئا فشيئا لأننا كنا أمة (إقرأ).. أما الآن فلم نعد نقرأ.. لم نعد نتناقش بأدب.. كثير منا يجهل أصله و تاريخه و مثله العليا.. تخلينا عن قيمنا الأصيلة و تشبهنا بكل ما هو غربي حديث ماعدا التعلم و التثقيف!! و شيئا فشيئا أصبحنا نسير في الركب الأجنبي بعد أن تبعثرت هويتنا و التي كانت مثار إعجاب الأمم الأخري.
س : كيف ذلك؟ ج : قامت الحضارة الغربية الحديثة علي قيم العدالة و المساواة و الحرية وهي ذات القيم التي قامت عليها حضارتنا العربية الإسلامية. وبما أن الأيام دول فمن يمتلك تلك القيم سيجني حياة أفضل. ولكننا للأسف لم نتعلم منهم سوي القشور الخارجية ولم نقلدهم في انتهاج الأساليب العلمية في التطور والنهوض يكفيك أن تقارن فقط بيننا وبينهم من حيث شكل الشارع هنا وهناك!.. كي يتبين الي اي مدي قد وصلنا!!!
س : هذا يجرنا الي تساؤل مشروع.. الا تعلم بأن الغرب يحاربنا؟!! ج : أعلم تمام العلم ان الدنيا قد جبلت علي الصراع بين الاضداد.. بين الخير و الفضيلة و الجمال من جهة وبين الشر و الرذيلة و القبح من جهة أخري. وصفحات التاريخ تملؤها دماء اريقت و أرواح ذهقت و حضارات اندثرت وأخري تلألأت علي خريطة الزمن. إن كنا لا نعلم ذلك فتلك مصيبة كبري. كما أعلم بأن الغرب قد خسر حربه الميدانية العسكرية معنا علي مدار التاريخ لذا فقد ابتكر لنا حربا من نوع جديدة لا تكلفه إلا القليل.. علينا فقط أن نعلم ذلك و نستعيد هويتنا و وحدتنا و الي الابد وقتها سنكون في حالة أفضل تبيح لنا أن نختار كيف نحكم أنفسنا.
س :كيف نستعيد الهوية؟ ج : ينبغي أن نجيب جميعاً على هذا التساؤل شعوبا و حكاما.. فأنا لا اري اي قوة في التفرق و التشرزم ولا اري اي تحضر بدون أن يكون لدينا ثقة في أنفسنا ولن نجد أنفسنا الي اذا حاربنا الفقر و المرض والجهل س: هل نستطيع ونحن في أسوأ حالاتنا؟!! ج:نعم نستطيع.. فالفجر يولد من قلب الظلام والزهور تنبت و إن أبت الصخور.. والأمل فينا ما توكلنا علي القوي الغفور و للحديث بقية ما دام في القلب نبض واحساس.. تحياتي لكم جميعا 👏🌹