(عدسات الذل وفلاشات الإهانة) إنتشرت منذ فترة أمام الجميع حفلات التجريس التي تتم أمام الجميع علي جثث الفقراء بشأن أي مساعدة تقدم إليهم
حتي أصبح من ينوي تقديم أي مساعدة يحاول تجميع أهل المنطقة كلها ليشهد الناس أنه من أهل البر والخير ولا مانع من تصوير لحظة المن علي الفقير لاستخدامها وقت الحاجة لتحقيق
أغراض دنيوية لا تستحق ولا يعلم هذا الغافل أن ما يمنحه للفقير ليس تفضلا أو منة أو غيره إنما هو حق معلوم قرره الشرع وحثت عليه السنة المطهرة وربما يظن غافل آخر أن ما يقدمه
كمساعدة للفقراء أن كانت لوجه الله اصلا وليست للرياء والسمعه!!!قد يخيل إليه أنها من ماله الذي أتاه علي علم عنده ولا يعلم أن ما يقدمه لهم هو مال الله الذي أتاه وهو القادر
جل شأنه أن تتغير المواقع بين غمضة عين وأنتباهتها ويجد نفسه واقفاً في طابور الإهانة منتظر العطف من غافل جديد وقد نسوا جميعاً قوله تعالي ( وأنفقوا من مال الله الذي أتاكم)
وليس ما يحدث علي الساحة الآن ببعيد عن تلك الجريمة الأخلاقية بعد قيام بعض الأحزاب بإقامة حفلات لتوزيع بطاطين وخلافه علي أن يحضر المحتاج بنفسه للاستلام لزوم التصوير
وخلافه غير مهتمين بعمق الجرح وذل النفس وكسرة الخاطر داخل كل إمرأة اضطرت للأختيار بين أن تساق إلي مجزرة الإهانة وسلخانة الكرامة أو تمنع من الحصول علي ما يقي
أبنائها من برد الشتاء القارس وعليها أن تقف ذليلة أمام كل الجيران وأهل المنطقة لتهان أمامهم وهي العزيزة في نفسها التي قدر الله لحكمة يعلمها سبحانه أقواتها علي هذا النحو وجعل
حقها عند بعض عباده الذين خانوا الأمانة وتعاملوا معها أنهم أصحاب المال وليست هي صاحبة الحق المحدد فيه(وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) ولم يراعوا شرعا أو سنة
في ألا تعلم اليد اليمني ما تنفقه اليد اليسري..وانعدمت فيهم كل قيم الإنسانية في إشتراط حضور فتاة وسط كل الناس من أهل منطقتها لإستلام بطانية لتعلن أمام الجميع عن فقر أهلها ويموت
بداخلها مجرد الحلم أن يتقدم إليها أحد للزواج وكيف يحدث ذلك ومن سيفكر في التقدم لها وقد أعلنت أمام الجميع عدم قدرتها علي المشاركة في الحد الأدنى من تكاليف الزواج في مجتمع
لا يبحث سوي عن مظاهر الفشخرة والشكليات تخيل شعور تلك الفتاة منذ لحظة النداء علي الإسم وحتي استلام المنحة أو العطايا وما يمكن أن يدور بفكرها وكم تمنت لو أن الأرض
قد انشقت وأبتلعتها ولكن ماذا تفعل إذا كانت تلك قوانين قساة القلوب وسارقي الأرض والعرض والأوطان الذين ماتت فيهم كل قيم الإنسانية وتسلطت عليهم الدنيا ويسعون
لتحقيق أغراض دنيئة يعلمها القاسي والداني علي حساب فقر الناس واحتياجاتهم والمتاجرة بها لا بارك الله لكم في مسعاكم ولعنكم الله أينما كنتم وحيثما حللتم بقدر ما أوجعتم قلوبنا بمشاهدة مجزرة الكرامة لاهالينا
وليذهب مستقبل الوطن إلي الجحيم لو كنتم أنتم واجهته