الوحدة المستحيلة في منتصف القرن التاسع عشر كانت إيطاليا تحت حكم النمسا austoria وحكم البابا و القيادة الكنسية التابعة له the papal court. وكانت مقسمة
الي كثير من الأقسام و الدويلات المتنازعة. إذ كانت صقليه و نابولي في حرب مستمرة بينما كان فيكتور إيمانويل الثاني || Victor Imanuel ملك سردينيا و بيدمنت في حرب مستمرة
ضد جيوش النمسا. وفي يونيه 1859 تقاتل جيش فيكتور إيمانويل الثاني بمساعدة حلفائه الفرنسيين وبقيادة جوزيبي غاريبالدي Guiseppe Garibaldy المتمرس بحرب العصابات مع الجيش النمسوي
في معركتي ماجنتا Magnetta و سوليفرينو Solferino وهزم النمسياويين هزيمة ساحقة أنهت وجودهم في الأراضي الإيطالية
وفي مايو 1860 قاد غاريبالدي جيشا صغيراً يتكون من ألف مقاتل فقط ونزل بهم إلي ميناء مارسالا
Marsala في جزيرة صقليه و إنضم إليه كثير من الأهالي و تمكن من طرد القوات المواليه لنابولي و أعلن نفسه حاكما مطلق السلطات في كل أنحاء جزيرة صقليه ثم هاجم نابولي نفسها و هزم جيش الملك فرنسيس الثاني || Francis
وتمكن بذلك من توحيد كل الجنوب الإيطالي مما جعله يحرز شهرة مدوية كقائد عسكري يتمتع بمستوي عال من الكفاءة.
و تعاون غاريبالدي أيضا مع فيكتور إيمانويل و إشتركا في الهجوم علي سردينيا آخر معاقل نفوذ البابا الذي تقلص نهائيا عن كل جزء من الأراضي الايطاليه. وتم تتويج فيكتور إيمانويل ملكا علي إيطاليا الموحدة بعد أن كانت ولايات مستقلة مبعثرة.
و بفضل شجاعة و براعة غاريبالدي الذي ترفع عن كسب السلطة و النفوذ و إنكار الذات تحققت الوحدة الكاملة للأراضي الإيطالية و هو حلم بدا آنذاك مستحيل التحقيق
في الواقع الفعلي. إذ كان الواقع الفعلي في كل أرجاء الأراضي الإيطالية هو التفت و الإنقسام. و هذا هو السبب في عظمة و براعة مساك غاريبالدي عندما ساهم في نجاح
و تحقيق وحدة إيطاليا المستحيلة. فهل هناك قائد عربي ينجح في لملمة الشتات العربي المتبعثر ونعود أمة تهابها الأمم ؟!!