بقلم /ايمن بحر يتميز مناخ البحر الأحمر بالجو النقي الجاف طوال العام والشمس الساطعة وكذلك الإمكانيات العلاجية التي وهبها الله لهذه المنطقة من الرمال السوداء والمياه الدافئة وأشعة الشمس وخاصة منطقة سفاجا حيث أجريت الأبحاث العلمية التي أثبتت فاعليتها في بعض الأمراض.
أغلب بل معظم المستفيدين من الاستشفاء البيئي والعلاج بعيداً عن الأدوية والكيماويات هم السائحين الأجانب ومن هنا جاءت السياحة العلاجية بسفاجا على رأس قائمة الترويج السياحي بمصر. مصر حباها الله بالكثير من نعمه، فيوجد بسفاجا الكثير منها وهى مكونات الطبيعة ومالها من دور أساسي وفعال في
علاج العديد من الأمراض المستعصية. الرمال السوداء في مياه البحر ذات الملوحة العالية، أشعة الشمس فوق البنفسجية والنباتات الطبية البرية كل هذا يجتمع في بقعة من أرض مصر أرض الكنانة ولا يوجد لها مثيل في العالم كله وتحقق نتائج مذهلة في شفاء العديد من الأمراض المستعصية.
الرمال السوداء تعد منطقة سفاجا بالفعل نموذجاً ناجحاً للاستشفاء البيئي فهي تمتاز برمال سوداء فريدة من نوعها فبعد تحليلها تبين أن بها ثلاثة مواد مشعة بنسب غير ضارة وهى اليورانيوم، الثوريوم والبوتاسيوم المشع. بالإضافة إلى وجود نسب عالية من أملاح ومعادن لها دور علاجي هام مثل أملاح الذهب التي تعالج بنجاح مرض الروماتويد وأيضاَ أملاح الجيرمنيوم وهى شبه موصلات للكهرباء فعند تسخينها بأشعة الشمس تنشط هذه الأملاح وتبث إلكترونات سريعة تخترق جلد المريض وتقوم بتهدئة جهاز المناعة المضطرب والمتواجد في أماكن غير طبيعية مثل تحت الجلد في الصدفية أو في المفاصل كما في الروماتويد.
الأشعة فوق البنفسجية كما أن أشعة الشمس الدافئة في سفاجا تستطع طوال فصول وشهور السنة وهى عامل هام في العلاج حيث أن منطقة سفاجا محاطة بمرتفعات جبلية مما يجعلها حائط صد ضد الرياح والعواصف الرملية وهذا يوفر جوا نقياً من الشوائب والأتربة مما ينتج عنه تركيز للأشعة فوق البنفسجية ذات فائدة كبيرة في العلاج. وخصوصاً في ساعات الصباح الباكر وما قبل الغروب
مياه الخليج والعامل الثالث بهذه الطبيعة الساحرة هو مياه خليج سفاجا حيث تمتاز بارتفاع درجة الملوحة تصل لأكثر من 55 جزءاً في المليون وهذا ناتج من انخفاض سرعة تيار الماء
بالإضافة إلى وجود مجموعة من جزر الشعب المرجانية الفريدة من نوعها. وهى مصدر طبيعي للعديد من الأملاح والمعادن والتي لها أكثر من دور في علاج العديد من الأمراض المستعصية.
هذا بالإضافة إلى الطمي الموجود في قاع البحر وخصوصاً في المائة متر الأولى من الساحل فهو غنى بأملاح الذهب وهذا ناتج من ترسب هذه الأملاح الثقيلة الموجودة في مياه السيول
المنحدرة من آعالى الجبال المحيطة بالخليج والتي تحتوى على صخور غنية بأملاح الذهب وعناصر هامة تختلط مع مياه السيول وترسب في طمي البحر. ولهذا فهو يتم وضعه على الجسم
ثم يعرض الجلد لأشعة الشمس فوق البنفسجية في الصباح الباكر وما قبل الغروب حيث يحدث تبادل لأيونات هذه الأملاح والمعادن الهامة من خارج الجلد إلى داخله مما ينتج
عنه اتزانا في انقسام الخلايا وتهدئة لجهاز المناعة المضطرب. كما أن أشعة الشمس تساعد على إفراز فيتامين د من الدهون الموجودة تحت الجلد وهذا له دور هام في تقوية وزيادة كثافة العظام.
النباتات الطبية البرية أما العامل الرابع هو توافر العديد من النباتات الطبية البرية في سهول الجبال وهذه النباتات الطبية مذكورة في جميع المراجع والأبحاث العلمية لما لها من دور فعال في علاج الكثير
من الأمراض المستعصية التي عجز الطب والأدوية في علاجها كأمراض المناعة الذاتية وبعض الأورام والفيروسات الكبدية. وقد تم بالفعل عمل أبحاث ودراسات دقيقة على هذه النباتات الطبية النادرة ودورها الفعال في
العلاج. وقد استخلصت تركيبات علاجية منها لعلاج هذه الأمراض المستعصية وقد أسفرت بالفعل عن نتائج مبشرة بنسب شفاء مرتفعة أثارت ذهول العالم كله.
سفاجا والبحر الميت من المعروف أن منطقة البحر الميت تحظى بمكانة كبيرة كذلك في مجال الاستشفاء البيئي وبالرغم من ذلك، أثبتت الدراسات والأبحاث التفوق الحاسم لمنطقة “سفاجا” نظراً للاعتبارات التالية: ” سطوع الشمس الدافئة طوال
فصول وشهور السنة “350 يوم في السنة” وهو عامل أساسي في العلاج بينما تغيب الشمس عن منطقة البحر الميت خلال فصلي الخريف والشتاء. ” منطقة البحر الميت تنخفض عن سطح البحر بحوالي 400 متر وفى ذلك خطورة كبيرة
على المصابين بأمراض القلب والكلى والكبد والدر ن والنزيف وبعض الأمراض الخبيثة وأمراض تصلب الشرايين والضغط المرتفع والصرع والأشخاص الذين يعانون من الأمراض العصبية، وعلى العكس تماماً نجد أن المناخ في سفاجا لا يمنع على
الإطلاق من تواجد مثل هؤلاء المرضى ولا ضرر عليهم إطلاقاً من التواجد على شواطئ سفاجا. ” أما النقطة الحاسمة حقاً فهذه المقارنة فتتمثل في أن نسبة مادة البرومين توجد وبمعدلات
عالية في مياه البحر الميت ومن المعروف أن هذه المادة تسبب لكثير من الأشخاص حساسية بالجلد تظهر على شكل بقع حمراء وحكة وقد تحدث حالات تقرحات وتقيحات شديدة
بجلد المريض، بينما نسبة البرومين لا تكاد تذكر في سفاجا مما يعطيها ميزة للعلاج حيث لا خوف من حدوث أي حساسية بالجلد.