كتب/أيمن بحر بعد أربعة أيام من الإحتجاجات، قدم التليفزيون الحكومى الأيرانى رواية طهران الرسمية للإحتجاجات وظهرت الأضرار الجسيمة التى تعرضت لها الممتلكات الخاصة والمنشآت الخدماتية على أيدى من أسماهم الإعلام الإيرانى مثيرى الشغب”، الإتهامات لم تصل الى هذا الحد بل وصلت الى تهمة حرق القرآن.
إتهامات يصعب التحقق منها فى أيران التى تمنع وسائل الإعلام المستقلة من تغطية ما يحدث فى البلاد بالإضافة لتوقيف طهران خدمات الإنترنت منذ إندلاع الإحتجاجات، لحد تبادل المعلومات والصور من المحتجين، الأمر الذى دفع واشنطن الى وضع تقنياتها فى خدمة المتظاهرين، قطع الإنترنت عن إيران عزلها
عن العالم، وأتاح الفرصة للقمع الأمنى دون رقابة فى ظل توقعات إعتقال حوالى الف شخص تقريباً. مكتب الأمم المتحدة إنتقد طهران، للشعور بالقلق العميق إتجاه الإنتهاكات المبلغ عنها للمعايير الدولية بشأن إستخدام القوة بما فى ذلك إطلاق الزخيرة الحية على المتظاهرين، وأعربت عن القلق بشكل خاص لكثرة الوفيات بالأسلحة القاتلة.
إن إيران مقبلة على أيام صعبة خاصة بعد تشديد العقوبات الأمريكية وأن أسعار الوقود ماهى الا كرة الثلج التى يختفى خلفها مشاكل كثيرة.
منظمات أممية تدق ناقوس الخطر: عدد قتلى إحتحاجات إيران كبير لا توجد إحصائيات دقيقة حول قتلى إحتجاجات إيران بسبب إنقطاع الإنترنت وعدم الوثوق بالرواية الرسمية. منظمة العفو تتحدث عن أكثر من مائة قتيل فيما أعربت الامم المتحدة عن قلقها إزاء تقارير تفيد بوقوع عدد كبير من القتلى. قالت منظمة العفو الدولية الثلاثاء (19 تشرين الثانى/نوفمبر
2019) إن ما لا يقل عن 106 محتجين قتلوا فى 21 مدينة فى إيران خلال الإضطرابات التى تفجرت بسبب إرتفاع أسعار الوقود الأسبوع الماضى. وأضافت فى بيان “تعتقد المنظمة أن العدد الحقيقى للقتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير حيث تشير بعض التقارير إلى مقتل نحو 200 شخص.
وأضافت المنظمة أن مقاطع الفيديو أظهرت إستخدام القوات الإيرانية للأسلحة النارية ومضخات المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما أن عدد الفتلى المرتفع يشير الى إستخدام الرصاص الحى. وقال فيليب لوثر، مدير الأبحاث لمنطقة الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا فى منظمة العفو الدولية يتعين على السلطات إنهاء هذه الحملة الوحشية والمميتة على الفور وإظهار الإحترام لحياة البشر كما طالبت المنظمة السلطات الإيرانية بإحترام حرية التجمع السلمى والتعبير عن الرأى بما فى ذلك رفع الحظر شبه الكامل المفروض على الوصول للإنترنت الذى فرض لمنع خروج المعلومات بشأن القمع الى خارج البلاد. كما ذكرت المنظمة أنه تم رصد أستخدام
اسلحة القناصة من فوق المبانى المرتفعة وإحيانا من المروحيات. كما ذكر شهود عيان ان قوات الأمن تقوم بنقل جثث قتلى والمصابين من الشوارع والمستشفيات فى نمط لممارسات سابقة، رفض جهازا الإستخبارات والشرطة إعادة جثث الكثير من الضحايا الى أسرهم أو أرغموا أسرهم على دفنهم بسرعة أو بدون عمليات تشريح لمعرفة أسباب الوفاة وهذا يتعارض مع القانون الدولى ومعايير التحقيق الخاصة بعمليات القتل غير القانونية،
بحسب منظمة العفو الدولية. من جانبها، أعربت المفوضية السامية لحقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة عن القلق إزاء تقارير تفيد عن مقتل العشرات خلال تظاهرات تشهدها إيران. وشددت المفوضية على أنها قلقة إزاء تقارير تفيد بإستخدام الذخيرة الحية ضد متظاهرين تسببت بـعدد كبير من الوفيات فى أنحاء البلاد
لكن المتحدث بإسم المفوضية روبرت كولفيل قال خلال مؤتمر صحفى فى جنيف إنه يصعب التأكد من عدد القتلى والجرحى، لأسباب عدة منها حجب الإنترنت منذ ثلاثة أيام. وأضاف أن وسائل إعلام إيرانية وعدة مصادر أخرى تشير الى أن عشرات الأشخاص ربما قتلوا والعديد جرحوا خلال تظاهرات فى ثمانى محافظات على الأقل مع إعتقال أكثر من الف متظاهر وبدأت الإحتجاجات مساء الجمعة بعد ساعات من الإعلان عن تعديلات فى الدعم لأسعار الوقود مع رفع كبير لأسعار البنزين. كما تأتى قبل أشهر من إنتخابات برلمانية مقررة فى شباط/فبرايروفى وقت تمر فيه إيران بإنكماش إقتصادى خطير ناتج عن الإنسحاب الأحادى الجانب للولايات المتحدة من الإتفاق الدولى حول النووى الإيرانى وإعادتها فرض عقوبات إقتصادية مشددة على طهران. ويقضى القرار الحكومى الذى تسبب بالإحتجاجات برفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمائة أى من 10 الى 15 ألف ريال لأوّل 60 ليتراً من البنزين يتمّ شراؤها كلّ شهر، بينما سيبلغ سعر أىّ مشترياتٍ إضافيّة 30 ألف ريال للّتر.