كتبت :هبه الخولي- القاهرة
تناول اللواء أركان حرب بهاء الحريشي مفاهيم الامن القومي بتفصيل تام، فهي محورحياة الإنسان، وتدور حولها كافة الأشكال
، وما تكون الحكومات أو تتشكل إلا بغرض أن يكون هدفها هو نماء المواطن، والحرص على وجوده، ودعم حياته بكافة السبل
وتوفير كافة اساليب الأمان له مؤكداً على مرور مفهوم الأمن القومي بمرحلتين مهمتين نتيجة التطورات العالمية أولهما كان ينظر
اليه بالنظرة الاستراتيجية الضيقة وهي صد هجوم عسكري معادٍ وحماية الحدود من الغزوات الخارجية والمحافظة على الاستقلال
الوطني، والثانية صار على الدولة أن تؤمن مواطنيها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ضد أخطار متعددة فرضتها طبيعة
الانفتاح الواسع على العصر الحديث.وفي ظل انتهاء عصر العزلة، وذيوع فكر العولمة تراجعت سيادة الدولة وتناقصت استقلالية
القرار الوطني لصالح قوي إقليمية أو دولية، فهناك قرارات أصبحت تصدر بالمشاركة بين السلطة الوطنية وغيرها من السلطات الخارجية
مثل المنظمات الدولية، ولم تعد القرارات الاقتصادية حكرًا للمسئولين في الدولة وإنما أصبحت مشاعاً، بالإضافة إلى تأثرها
بالمؤسسات الخارجية كالبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرهما، مما يعد انتقاصا من السيادة ومن الأمن القومي
….. ثم كانت ثاني محاضرات اليوم للدكتورة آلاء فوزي أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة حول القوى الذكية موضحة ضرورة توظيفها
بالشكل الصحيح الذي يحقق مصالحها ويحافظ على مكتسباتها، فإذا لم تَعرف حجم قوتك والطريقة الأمثل لتوظيفها، فمن المنطقي
ألا تنتظر من الآخرين أن يخبروك بها مضيفة ان تراجع دور الحروب والقوة العسكرية يعد أحد أبرز ملامح العقود المقبلة، فاستخدام
القوة العسكرية، سيكون عالي الكلفة في الألفية الجديدة، فشعوب الألفية الجديدة شعوب تبحث عن الرفاهية
وليس عن المجد لأن طبيعة الشعوب المعاصرة شعوب تنزع إلى السلام والأمن والاستقرار وتختلف عن الشعوب السابقة التي
كانت تخرج في مظاهرات ومسيرات لتأييد الجيوش المتحاربة في الحرب العالمية الثانية وما تبعها من حروب في الخمسينيات
والستينيات من القرن الماضي مضيفة أن الحروب في المستقبل لن تكون بالشكل المألوف في الماضي، بل ستكون ذكية قصيرة
الأمد وباستخدام أسلحة ذكية ودقيقة فعلى سبيل المثال في السنوات القليلة الماضية طورت أمريكا جيشًا ذكيًا صغير
الحجم معتمده على الجانب التكنولوجي والبرامج التقنية المتطورة لتكون جاهزة في خوض مواجهات سريعة وحاسمة في أي مكان من العالم.