تخيلت نفسى وفى مرآتى اخاطبنى
والشيب آت والشباب يرتحل
تأملت وجهى وكفى تلامسه
ومن هذا الوجه خائف وجل
اين الشباب وقد راحت نضارته
بالله أجبنى ماذا دهاكا يا رجل
دار الزمان تاركا معالمه
خطوط احاطت بالجبين والمقل
وانحنى الظهر من بعد استقامته
وتلعثم اللسان وتتعتع القول
و تلك السيقان وقد لانت عظامها
بطيئه العدو اصابها الثقل
تدور الراس وقد خلا من الشعر اوسطها
الا جواتبا بها الشيب يشتعل
وتلك اليدان من الوهن ترتعد
وجسد تنحل من الاسقام والعلل
تذكر شبابك وقد افنيته
فى ملذات من الذنوب والزلل
ساهر انت والليل عاداكا
بجنود من الوحدات والملل
فيا قارئا تلك السطور مهلا
وتدبر بعقل فى الكلمات والجمل
ولا تركن الى الدنيا وزخرفها
دار الفناء فاحسن بها العمل
اليوم شباب وغدا شيب يحاصرك
طلقها ثلاثا ولا تطيل بها الامل
وتذكر يوما والموازين قد نصبت
امام الديان وميزانه العدل
يوم عبوس تتطاير صحفه
يوم الحساب وامره جلل
اللهم حسن الخاتمه
بقلم محمود الكومى